بالفيديو تفجير موقع "ترميد".. أول عملية عبر أنفاق القسام

تفجير موقع ترميد

لطالما كانت كتائب الشهيد عز الدين القسام ولا تزال في طليعة العمل الفلسطيني المقاوم، وصاحبة العمليات النوعية الكبرى التي آلمت العدو كثيراً، وجعلته من هول الصدمة يتخبط في اتخاذ القرارات وقراءة الأحداث الميدانية.

كيف لا؟ وهم الرجال الذين وهبوا لله أرواحهم؛ فحفّهم ربهم برعايته، وأنار بصيرتهم بفضله، فقارَعوا العدو بما ملكوا من أسلحة ولو كانت بدائية، فأيّدهم ربهم، فكان بطشهم من بطش خالقهم بأعدائهم الصهاينة.

تمر اليوم ذكرى إبداع وتألق جديد في تاريخ المقاومة الفلسطينية، خطّته أيادي قادة وجنود كتائب القسام في مدينة رفح جنوب القطاع.

ففي السادس والعشرين من سبتمبر للعام 2001م، ضغطت الأيادي المتوضئة على المفجر القسامي المدمر لتحصينات العدو، وشقّ التفجير للمجاهدين في يومنا هذا مسالك اقتراب، ومن ثم ولوجاً لداخل مواقع جيش العدو المهزوم؛ لقتلهم وأسرهم من مسافة صفر.

فَمُهِرَ في سجل المقاومة بذلك التاريخ، أول عملية لوحدة مكافحة الإرهاب القسامية، والتي أرهبت العدو وأصابته بالهوس خاصة في حرب الأنفاق، فتألق الجنوب ناسفاً أسطورة موقع بوابة صلاح الدين "ترميد"، الذي لطالما أرهق بطش الجنود المتحصنين بداخله أهالي المدينة.

سير العملية

ففي لقاء سابق لموقع القسام الالكتروني مع الشهيد القائد القسامي الكبير محمد أبو شمالة، حول مجريات العملية قال الشهيد: "بدأت فكرة العمل بهذه الطريقة حينما أصبح الأعداء محصنين في حصونهم المنيعة في مواقعهم ودباباتهم وتعسر على المجاهدين في كثير من الأحيان الوصول إليهم".

وبلغت الصعوبة أوجها في كيفية حفر نفق أرضي نحو موقع عسكري صهيوني مع اشتعال أحداث الانتفاضة وعبر منطقة حدودية، وكان الوصول إلى النجاح مسدود مع الوسائل المتاحة، والتي كانت عبارة عن فأس ومحرّكات قديمة وأدوات بدائية بسيطة، لكن الحل كان في إرادة المجاهد القسامي والتي أبدعت في استخدامها ومكّنتها من حفر 150 م باتجاه الموقع المستهدف.

وجاءت الأقدار لتمحيص المجاهدين وتشد من عزمهم، فأثناء الحفر لأول عملية في حرب الأنفاق قامت قوات من جيش الاحتلال بالتوغل إلى منطقة يبنا (بلوك "o") وتمركزت قريباً من البيت المعد للحفر، فقام المجاهدون بالاشتباك مع القوات الصهيونية مما أدى لإصابة أربعة جنود صهاينة وانسحاب القوات المتوغلة.

ومع تسليم الله لهم وحفظه لجهدهم واصل المجاهدون حفرهم بكل عزيمة ويقين أن الله سيتم لهم مهمتهم وسينجز وعده لهم.

ووصلوا بعد أسابيع من العمل الشاق والمتواصل إلى أسفل موقع "ترميد" وتمكنوا من وضع كميات كبيرة من المواد المتفجرة.

مع حلول فجر السادس والعشرين من شهر سبتمبر عام 2001 م، كانت المهمة قد شارفت على النهاية، وجاءت الأوامر من قيادة كتائب القسام بالتفجير والزلزلة لأعداء الله، وحدث الانفجار الضخم فتناثر الركام والردم وغطى الدخان الكثيف مساحة كبيرة من المكان مما أعاق استكمال باقي الخطة والتي كان من المقرر فيها اقتحام الموقع والإجهاز عمن بداخله.

وكعادته متكتماً على خسائره اعترف العدو الصهيوني بإصابة خمسة جنود إثر العملية، ولكنهم لم يستطيعوا أن يخفوا هولهم وذهولهم مما حدث فكان تعليق المحلل (عاموس هارئيل) في صحيفة "هآرتس" الصهيونية: "أن الجيش الصهيوني لا يزال يبحث عن طريقة لحماية جنوده من تفجير الأنفاق التي تتوغل داخل عمق مواقعه".

هاجس يلاحقهم

من عملية موقع بوابة صلاح الدين "ترميد" مروراً بعملية برج حردون العسكري، مروراً بعملية موقع محفوظة إلى السهم الثاقب، وليس انتهاء بالوهم المتبدد، كلها وغيرها كانت فيها الأنفاق وسيلة للردع الذي أرّق قادة جيش الاحتلال في حينها وإلى وقتنا الحالي.

خلال معركة العصف المأكول وما سبقها من بوابة المجهول كانت الهاجس الذي طارد قادة جيش الاحتلال، ودفعه لأن يقدم على معركة خاسرة في قطاع غزة واهماً بقدرته على إنهاء خطر الأنفاق القسامية، فما أن وقعت قدماه على أطراف القطاع شلت المقاومة أركان العدو بضرباتها النوعية خلف الخطوط عبر الأنفاق الهجومية والدفاعية.

ويزداد تخبط العدو وكذبه المفضوح أمام مواطنيه والعالم يوماً بعد يوم، فتارة يعلن إيجاده حلاً لمعضلة الأنفاق عبر مركبات خاصة، وتارة عبر مجسّات أرضية، وليس انتهاء بالجدار الاسمنتي المزمع إنشاؤه خلال الأشهر القادمة.

كل هذه المحاولات وغيرها أثبتت فشلها أمام إبداعات كتائب القسام المتتالية والتي لم تدخر جهداً في تطوير قدراتها العسكرية دَرْءاً لأي حماقة قد تقدم عليها حكومة الاحتلال تحت مزاعم خطر أنفاق المقاومة في القطاع.

كل هذه العمليات وغيرها وقف خلفها أبطال صناديد من مجاهدي كتائب القسم، فبعضهم اصطفاهم الله شهداء، ولا زال البقية يواصلون على ذات النهج حتى تحرير ثرى الوطن المسلوب فلسطين.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة