جهات متنفذة بالسلطة تُغذّي الفلتان

خاص الفلتان يضرب أطنابه في الضفة الغربية.. والسلطة ترد عليه باعتقال ثوار بيتا

لم تكن حادثة إحراق سيارة رئيس بلدية جنين فايز السعدي، فجر اليوم السبت، سوى حلقة من مسلسل الفوضى والفلتان الأمني المستمر والمتصاعد في الآونة الأخيرة في مدن ومناطق مختلفة من الضفة المحتلة".

فوضى وفلتان أمني وصلت حد الاشتباكات المسلحة، كالتي وقعت في السادس عشر من الشهر الجاري بين مسلحين وأفراد من أجهزة السلطة في منطقة الخليل، وذلك في سابقة خطيرة، وكمظهر بارز لفوضى السلاح التي ترعاها وتغذيها جهات متنفذة بالسلطة لضرب السلم الأهلي وتغذية الصراعات الجانبية، نتيجة تضارب المصالح.

وحمّل مراقبون ومتابعون للشأن الفلسطيني أجهزة أمن السلطة المسؤولية الكاملة عن حالة الفوضى والفلتان الأمني، مؤكدين أن هناك جماعات متنفذة داخل السلطة تعمل على إثارة الفوضى والفلتان الأمني.

وفي إطار انتهاكات أجهزة السلطة المتواصلة، نفذت أجهزتها فجر اليوم حملة اعتقالات استهدفت ثوار بلدة بيتا، أيقونة المقاومة الشعبية، في سابقة خطيرة.

ضربة لم نتوقعها

ويؤكد الناشط الفلسطيني من بلدة بيتا حذيفة الدير، أن اعتقال أجهزة السلطة عددا من المواطنين من بلدة بيتا صدمة وضربة لم نكن نتوقعها في هذه الظروف الاستثنائية لبلدة تقاوم الاحتلال.

وقال الدير إنه "لم يصدر عن المعتقلين أي سلوك مخالف للقانون أو الأمن ونشاطهم فقط ضد الاحتلال والمستوطنين"، مشددا على أن ما جرى سابقة خطيرة، مطالبا بالإفراج الفوري عن المعتقلين".

من جهته، استنكر القيادي في حركة حماس، أحمد الحاج علي، بشدة ممارسات أجهزة أمن السلطة واعتقالها ضد ثوار بيتا، واصفا موقفها بالسيء والمسيء لتاريخ القضية الفلسطينية، إذ يتوجب عليها وقف التنسيق الأمني والالتفاف حول المقاومين وتأمين حمايتهم، لا استهدافهم وتهديدهم.

وشدد على أن المقاومة هي رأس مال الفلسطيني وشرفه، فلا حرية من الاحتلال دون المقاومة.

 

أيدي جبانة

بدوره، وصف رئيس بلدية جنين فايز السعدي، من أقدموا على إحراق سيارته فجر اليوم السبت، بأنهم "أيدي جبانة ومرتزقة خارجين عن القانون"، داعيًا الأجهزة الأمنية إلى الكشف عن الحقيقة.

 وقال السعدي في تصريحٍ خاص بوكالة "شهاب" للأنباء إنه في "الساعة 2.30 فجرًا، أقدم مجهولان يستقلان دراجة نارية على سكب البنزين على سيارة البلدية الموجودة أمام منزلي بجوار سيارتي الشخصية، وفرًا من المكان".

وأضاف أنه وعائلته بخير ولم يصابوا بأذى، مشددا على أن "هذه الأعمال لن تزيده إلا قوة وإصرارا على فرض النظام والقانون في جنين".

 وذكر أنه لا يتهم أي جهة بالوقوف خلف إحراق مركبته ولا يوجد له عداء شخصي مع أي جهة، مؤكدا أنه "على الأجهزة الأمنية الكشف عن التفاصيل والحقيقة".

وتابع السعدي: "هذه أيدي جبانة ومرتزقة تسعى لافتعال الفتنة في جنين وتحقيق مصالح شخصية وهم يعتقدون أنهم بهذه الطريقة يضغطون على رئيس البلدية".

 

إطلاق يد المقاومة الشعبية

من ناحيته، طالب النائب المحرر من سجون الاحتلال مؤخرا نايف الرجوب السلطة بإطلاق يد نشطاء المقاومة الشعبية، مؤكدا أنّ اعتقالهم والتضييق عليهم لا يخدم سوى الاحتلال والمستوطنين.

وقال الرجوب، "إنّ تزامن هذه الاعتقالات مع الحديث عن حوارات المصالحة؛ يعكس عدم جدية السلطة في إنهاء الانقسام وتوحيد الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال".

وعدّ أنَّ اعتقال شباب المقاومة الشعبية التي تتغنى بها السلطة صباح مساء والتي يطالب إعلام السلطة كل الفصائل الشعبية بالانخراط فيها، لأي سبب كان، مؤشرا خطيرا يؤكد عدم صلة السلطة بمقاومة الاحتلال لا شعبيا ولا عسكريا بل مشاركة لجرائم الاحتلال ومستوطنيه.

 وشدد على أنّ ثمة مفارقة عجيبة وغاية السوء بين السلطة التي تضيق على الشعب الفلسطيني وتمارس الانتهاكات ضده وبين سلطات الاحتلال التي تساند المستوطنين وتوفر لهم الحماية ويزيد دعمها وإسنادها لهم في اعتداءاتهم على ممتلكات الفلسطينيين.

وتابع: "هي مفارقة في غاية الخطورة، وهو موقف سلبي يؤكد أنّ السلطة "لا تحتضن شعبها ولا توفر له حياة كاملة ولا تضمن له حقوقه المشروعة".

 

تحميل السلطة المسؤولية

من جهة ثانية، اعتبر رئيس لجنة الحريات في الضفة الغربية المحتلة خليل عساف، اليوم السبت، أن إقدام مجهولين على إحراق سيارة شخصية اعتبارية بحجم رئيس بلدية جنين، قضية كبيرة لها معاني، مؤكدا أن هناك جماعات لمتنفذين بالسلطة يعملون على إثارة الفوضى.

ووصف عساف في تصريح خاص لوكالة "شهاب" الوضع الحالي بالضفة المحتلة بأنه استثنائي؛ في ظل الضغط الكبير على المواطنين من الاحتلال والمستوطنين والإفقار وارتفاع الأسعار وكورونا والاعتقالات السياسية والمشاكل الداخلية والفوضى والفلتان الأمني.

 وحمّل عساف، أجهزة أمن السلطة، المسؤولية الكاملة عن حالة الفوضى والفلتان خاصة في محافظة الخليل، لا سيما وأن المواطنين لا يحصلون على حقوقهم في قضاياهم في ظل مواصلة العمل بقانون العقوبات الأردني لعام 1960 بالمحاكم الفلسطينية.

هجمة ضد المقاومة الشعبية

من جانبه، قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حازم قاسم، اليوم السبت، إن "السلطة قد اتخذت قراراً مركزياً بالنسبة لها يتمثل بإنهاء أي مظهر من مظاهر المقاومة في الضفة الغربية المحتلة".

 وأضاف قاسم، في تصريحات لإذاعة "صوت الأقصى" المحلية، أن "هناك هجمة على المقاومة الشعبية الجماهيرية في الضفة من قبل السلطة، رغم أن السلطة تدعي كذباً أنها تدعم هذا الشكل من المقاومة".

 وأشار الى أن هناك حالة من الجدل المتصاعد داخل المؤسسات الصهيونية من نتائج هذه المقاومة الشعبية، فقد تابعنا انتقادات وزراء في حكومة الاحتلال نتيجة تفاعل المقاومة الجماهرية.

وشدد على ضرورة أن يكون هناك موقفاً وطنياً واضحاً يجرّم هذا السلوك ويضمن استمرار المقاومة في الضفة المحتلة بكل أشكالها

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة