وصل شيخ الأقصى رائد صلاح، قبل ظهر اليوم الأربعاء، مدينة الخليل المحتلة، في مبادرة لمحاولة الإصلاح بين عائلتي الجعبري والعويوي.
وتجددت الاشتباكات المسلحة العنيفة بين أفراد من العائلتين مؤخرا، استخدمت فيها القنابل الحارقة والأسلحة النارية، وأدت لحرق عدد من المحال التجارية والمركبات للعائلتين، ووقوع ضحايا لا ذنب لهم، بالاضافة لترويع الآمنين والنساء والأطفال.
ودخلت، اعتبارا من الساعة التاسعة مساء الليلة الماضية، هدنة مؤقتة، حيز التنفيذ، حيث سيتم وقف أعمال العنف والعنف المتبادل كافة بين العائلتين.
وقالت الكاتبة والناشطة في الخليل لمى خاطر إن المتوقع أن يكون للشيخ رائد صلاح تأثيرا كبيرا على مجريات الأمور بين العائلتين على المدى القريب والبعيد، فهو صاحب شخصية ومكانة، ويعد الرجل الأول اليوم على مستوى فلسطين.
لكنها أكدت أنّ "المهمة صعبة، لأن المشكلة ليست خلافا داخليا بقدر ما هي أيادي خارجية تحرك الفتنة بين العائلات".
ورأت أن "هذه مبادرة طيبة من الشيخ رائد صلاح، ويتوقع أن تؤتي ثمارها مع العائلتين، خاصة وأن أهلنا في الداخل المحتل عانوا من مثل هذا الموضوع، عندما تغاضى الاحتلال عن تسلح العائلات وعزز نزعات الثأر".
وأضافت: "وصل الحال في الداخل إلى مرحلة خطيرة جدا، حيث كانت تقع جرائم قتل بشكل شبه يومي، على خلفيات ثأر، وكان هناك أدلة واضحة أن الاحتلال هو الذي عزز هذه النزعات".
وتابعت : "نفس الموضوع يتكرر اليوم في الخليل والضفة، فكون الشيخ سينطلق من هذه الرؤية أتوقع ألا يكون دوره إصلاحا شكليا، بل توعية، ووضع الناس في صورة المخاطر، وأتوقع أن يصنع فارقا، خاصة عند جيل الشباب الذين تأخذهم نزعة المدافعة عن العائلة بأي شكل من الأشكال".
وقال الشيخ رائد صلاح صباح اليوم إن الخليل تعد بيته الثاني بعد مدينته أم الفحم، مشيرا إلى أنه ووفدا رفيعا من الداخل المحتل جاءوا باسم لجان إفشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا يحملون رسالتين.
الأولى دعوة جميع أهلنا بالخليل وطرفي الخلاف بخاصة إلى الالتقاء على الأخوة والصلح والتغافر والتراحم حتى ينعكس ذلك على كل مسيرة الحياة اليومية لأهلنا في الخليل.
والثانية دعوة طرفي الخلاف للالتزام بما توصلت له جاهة الصلح في الخليل، حتى تكون بداية نحو الذهاب بأهلنا في المدينة إلى بر الأمن والإيمان والخروج من نزغ الشيطان والنفوس الأمارة بالسوء، نحو تقوى الله وطمأنينة القلوب والتراحم المطلوب على صعيدنا الإسلامي العروبي الفلسطيني.