"المقاومة تبدع وحرية أسرانا قريبة"

هنية: الحل لحرب الإبادة "الإسرائيلية" على غزة سيتحقق بمفاوضات واضحة تفضي لاتفاقٍ متكامل

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية، اليوم الأحد، أن الحل لحرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة والإفراج عن الأسرى سيتحقق من خلال مفاوضات تفضي إلى اتفاق متكامل مهما حاول الاحتلال التهرب أو عرقلة التوصل إليه.

وقال هنية في كلمة له بمناسبة عيد الأضحى المبارك، إن الجهود مستمرة في جميع الاتجاهات لإنهاء حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن حماس، بالتعاون مع فصائل المقاومة، تعمل بجدية لتحقيق اتفاق يشمل أربعة بنود رئيسية: وقف إطلاق النار بشكل دائم، الانسحاب الكامل من قطاع غزة، إعادة الإعمار، وعقد صفقة تبادل للأسرى.

وشدد على أن الاتفاق يجب أن يكون واضحًا بلا حجب أو لبس، ولا يتسع لأي تفسيرات أو تأويلات، ويجب ألا يخضع للتأجيل أو المساومة أو المناورة.

وأشار هنية إلى أن حركة حماس، جنبًا إلى جنب مع فصائل المقاومة الأخرى، تظهر جدية كبيرة ومرونة عالية في سعيها للتوصل إلى اتفاق يحافظ على حياة الشعب الفلسطيني ويوقف العدوان.

وأضاف، "ذلك يتضح من الموافقة على اقتراح الوسطاء في السادس من مايو/أيار، والتفاعل الإيجابي مع خطاب الرئيس جو بايدن، بالإضافة إلى الترحيب بقرار مجلس الأمن الأخير".

وذكر أن هذا الرد يتماشى مع الأسس التي ذكرت في خطاب بايدن وقرار مجلس الأمن بشأن المراحل الثلاث للصفقة وشروط وقف إطلاق النار، لكن الاحتلال وحلفاؤه لم يتجاوبوا مع هذه المرونة، واستمروا في مناوراتهم ومحاولاتهم للتحايل والخداع من خلال مقترحات وأفكار تستهدف الحصول على الأسرى واستئناف حرب الإبادة.

وثمّن دور الوسطاء وأهمية ما يقومون به والاستعداد لإعطاء الفرصة والمساحة الكافية لإنجاز مهمتهم النبيلة.

وأكد أن معركة طوفان الأقصى تمثّل معركة تاريخية، تظهر دلائل ونتائج لا يمكن تحديدها بالكامل، مُشيرًا إلى الإحساس بالعجز لدى قادة الاحتلال وداعميهم من الدول العظمى، حيث يعبرون عن مشاعر اليأس والانكسار.

وتابع، "الشعب الذي ثار في السابع من أكتوبر ضد القيد والقهر، لن يتراجع عن مسيرته حتى يحقق التحرر من الاحتلال، ويحقق الحرية والاستقلال والعودة".

ولفت هنية إلى أن هذه الأهداف تمثل بابًا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأفاد بأن الغطاء الذي كانت توفره بعض الدول للاحتلال، خاصة الإدارة الأمريكية، أصبح مكشوفًا بشكل شعبي وسياسي وقانوني وإنساني".

وأردف، "على هذه القوى أن تدرك أنهم لم يفشلوا فقط في الحرب العسكرية ضد شعبنا، بل فشلت معها الحرب السياسية والإعلامية".

ووجّه هنية، عدة رسائل، أهمها إلى أهله وشعبه وإخوته وأخواته وأبنائه في غزة الحبيبة، الذين يواجهون العدوان المجرم ويخوضون المعركة الشريفة، مُشيدًا بتضحياتهم وثباتهم وصبرهم العظيم في مواجهة كل أشكال الألم.

وبعث هنية برسالته الثانية "إلى رجال العزة ومجد الأمة، المجاهدين في كتائب القسام وفي جميع فصائل المقاومة داخل فلسطين وخارجها".

وقال هنية في كلمةٍ لمجاهدي كتائب القسام: "تحية لكم وأنتم تكتبون أروع صفحات العز والبطولة، وتواصلون مواجهة هذا العدو المجرم بكل ما أوتيتم من بأس وصلابة، فقد قدمتم، بتوفيق الله ودعمه، نموذجاً عظيماً وفريداً للمجاهد المقاوم، الذي يتمسك بحقوقه ويظل ثابتاً في مواجهة الظروف الصعبة وشراسة العدو".

وأردف قائلًا، إن "براعة أبناء القسام وكل كتائب المقاومة في الحفاظ على قدرة المقاومة في الإثخان بالعدو بكل الوسائل وفي كل المواقع حتى تلك التي دمرها الاحتلال وعاث فيها فسادًا، ورغم كل محاولات العدو تدمير قدرات المقاومة إلا أن العمليات البطولية ما زالت تتواصل بشجاعة وإبداع، وآخرها التي أعلنها القسام وشاهدها العالم يوم أمس في رفح وغزة وفي شمال القطاع صباح اليوم".

ووجّه هنية تحيةً لرجال الإسناد الذين وكافة الجبهات الداعمة للمقاومة الفلسطينية، قائلًا: "تحية للإخوة في حزب الله في لبنان الذين قفوا إلى جانب غزة منذ اللحظة الأولى، ووسعوا ضرباتهم دعمًا لها ولمقاومتها، حتى أجبروا مئات الآلاف من المستوطنين على النزوح من شمالنا المحتل".

كما بعث تحيةً للإخوة أنصار الله في اليمن الذين جعلوا البحر الأحمر وبحر العرب مياهًا محرمة على الاحتلال الإسرائيلي ومن يسانده، وتحية للإخوة في المقاومة الإسلامية في العراق الذين يلعبون دورًا كبيرًا في استهداف مواقع عديدة للاحتلال.

وأكد أن التضحيات في جبهات المساندة توضخ أن العدو واحد، والأمة واحدة، وأن المقاومة والجهاد في سبيل الله يوحدها.

وثمّن هنية موقف الجبهات المعلن بأن الهدوء في تلك الجبهات يتوقف على وقف العدوان على غزة.

أمّا رسالته إلى الأمة العربية والإسلامية، شعوبًا وحكومات، أشار هنية إلى ضرورة أن تقوم الأمة بدورها الفعّال في هذه المعركة، مؤكدًا أنها أمة عظيمة ومبدعة قادرة على ابتكار الأساليب والطرق لتحقيق أهدافها الكبرى.

وشدد هنية على ضرورة أن تنتهي هذه الظلمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من مائة عام، معبّرًا عن أنه حان الوقت لتحقيق الحقوق الأصيلة والمشروعة.

وأوضح أن "صور المجاعة المروعة التي يشاهدها العالم وتضرب في كل مناحي القطاع وتحصد أرواح الأبرياء، وخاصة في الشمال، هي مسؤولية المجتمع الدولي، وبالتحديد الدول الداعمة لهذا الاحتلال القاتل".

وطالب هنية بضرورة أن يتحرك الجميع لإجبار العدو على فتح كل المعابر وإدخال كل احتياجات الشعب بشكل فوري وعاجل.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة