"لا تعيشوا في الوهم"

وزير "إسرائيلي" سابق: لهذه الأسباب خطّة "الجنرالات" مصيرُها الفشل منذ البداية

اعترف الوزير "الإسرائيلي" الأسبق حاييم رامون، أن خطّة الجنرالات "الإسرائيلية" التي يرمي وزير حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته لتطبيق في شمال قطاع غزّة مصيرها الفشل منذ البداية.

وقال رامون، "من كان يعتقد أن بإمكانه تجويع وطرد مئات الآلاف من شمال قطاع غزة إلى جنوبه فهو يعيش في الوهم".

وأضاف "لم يهرب المدنيون من شمالي القطاع ونتيجة لذلك بدأت خطة الجنرالات بالانهيار".

وأكد أنّ فرضية تجويع مئات آلاف الغزيين دون تدخل من العالم والولايات المتحدة فرضية منفصلة عن الواقع.

وقال المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرنوت رون بن يشاي: في "إسرائيل"  يعترفون بأن العملية العسكرية في جباليا لا تحقق أهدافها.

وأكد بن يشاي أن الضغط ليس كافيًا أبدًا لدفع الغزّيين في شمال قطاع غزة نحو الجنوب.

وكشفت هآرتس العبرية عن تقارير "إسرائيلية" إلى أن استجابة سكان مخيم جباليا لمطالب الجيش "الإسرائيلي" بالنزوح إلى جنوب قطاع غزة "ضئيلة".

وذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الأربعاء، أنه في شمال القطاع لا تزال العديد من البيوت قائمة، رغم أن أضرارًا كبيرة لحقت بها جراء الغارات "الإسرائيلية".

وقالت "هذه البيوت التي لا تزال صامدة أفضل بكثير بالنسبة لسكانها من العيش في خيام في مخيمات المهجرين المكتظة في منطقة المواصي في جنوب القطاع".

وأضافت "هناك "نوايا سياسية إسرائيلية خفية" بشأن مطالبة سكان شمال القطاع بالنزوح إلى جنوبه، وأحزاب اليمين المتطرف، برئاسة الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وقسم كبير من حزب الليكود أيضًا، تتدخل في اتخاذ القرارات، وتستعين بضباط في قوات الاحتياط وفي قيادات الفرق العسكرية المتوغلة في القطاع".

وفي وقت سابق، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن صمود الفلسطينيين في جباليا ورفضهم أوامر جيش الاحتلال بالإخلاء يُحبط تنفيذ ما تسمى "خطة الجنرالات" الهادفة إلى إخلاء شمال غزة من سكانه.

وأوضحت الصحيفة أنه "في الأسبوع الماضي، جرى تحويل قطاع غزة رسمياً إلى منطقة قتال ثانوية من الجيش الإسرائيلي، مع بداية العملية البرية في جنوب لبنان"، وذكرت أنه منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عُدَّ قطاع غزة "ساحة الحرب الأساسية فيما عُدّت الحدود الشمالية مع لبنان ساحة حرب ثانوية".

وتابعت: "ومع ذلك، ترك الجيش الفرقة النظامية للقيادة الجنوبية لمداهمة جباليا، وهذه المرة لفترة ممتدة لأكثر من بضعة أسابيع، وذلك بسبب إصرار السكان غير المعتاد على عدم الإخلاء جنوباً".

 وأشارت إلى أن القوات الإسرائيلية تحاصر مدينة جباليا منذ أيام، في مواجهة عشرات الآلاف من سكان غزة الذين يرفض معظمهم الإخلاء جنوباً.

وأقرَّ صاحب "خطة الجنرالات"،  بفشله أمام صمود وثبات أهل غزة، ويقر بعدم قدرة "إسرائيل" تحقيق النصر على حماس، يأتي ذلك تزامنًا مع العملية العسكريَّة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا وشمال قطاع غزة.

وقال غيورا آيلاند للقناة 12 العبرية، إنه وفي إطار القتال الحالي، لن تحقق "إسرائيل" "النصر المطلق" في غزة ولبنان، فحماس وحزب الله لن يستسلما، وسيكون هناك دائماً مَن سيواصل إطلاق النار.

وأوضح آيلاند، بأن استمرار القتال على الجبهتين لا يخدم مصلحة "إسرائيل"، لذلك، من الصائب أن نفتح الباب أمام ترتيبات سياسية على الجبهتين.

وقال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن المتقاعد واصف عريقات، إن الخطة "الإسرائيلية" الجديدة في شمال قطاع غزة تعكس حالة من الارتباك لدى الاحتلال "الإسرائيلي" وتكشف عن الأهداف الحقيقية، مؤكدًا أن هذا الهدف كان في ذهن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وقادة الاحتلال "الإسرائيلي" منذ اليوم الأول للعدوان على قطاع غزة.

وأوضح عريقات أنّ الاحتلال وقياداته اعتبروا منذ اليوم الأول أن الهدف هو الفلسطيني، فلم يميزوا بين مدني أو مقاتل أو عسكري، مشيرًا إلى أن هذا النهج يتجلى في تصريحات المسؤولين "الإسرائيليين".

ولفت إلى أن الهدف الحقيقي للخطة "الإسرائيلية" هو "تقطيع الأوصال والعزل وفصل الفلسطينيين بعضهم عن بعض وتضييق الحياة عليهم". وأضاف "هذا هدف معلن ودائما الجيش يقوم بتنفيذه، لكن من صمد على أرضه وبيته لمدة 376 يوما وتحمّل كل هذه العذابات والآلام لا تنطلي عليه الآن هذه الحرب النفسية والدعائية وحرب الإشاعات وهذا القصف المجنون".

أكد الخبير العسكري أن القصف الهستيري المجنون يعكس ارتباكًا عند الاحتلال "الإسرائيلي" لعدم قدرته على تهجير الفلسطينيين منذ اليوم الأول خارج قطاع غزة، مشيرًا إلى وجود استحقاقات داخلية "إسرائيلية" بعد مرور أكثر من عام على الحرب، إذ يطالب المستوطنون بالعودة إلى مناطقهم، كما ينتظر المهاجرون في الخارج إشارة للعودة إلى الكيان الصهيوني.

ولفت عريقات إلى وجود خلافات حادة بين المستويين السياسي والعسكري في "إسرائيل"، إضافة إلى خلافات مع الحليف الأميركي، موضحًا أن هذه الخلافات ليست نابعة من دوافع إنسانية تجاه الفلسطينيين، بل بسبب عجز الجيش الإسرائيلي عن تحقيق أهدافه".

ونوّه عريقات إلى أن الاحتلال يستغل الفرصة حينما أعلن أن الجبهة الأساسية هي جبهة الشمال مع لبنان من أجل تنفيذ هذا المخطط الذي يسمى خطة الجنرالات.

وأضاف "لا أعتقد أنه سيستطيع تنفيذها الآن بعد فشله على مدار الفترة الماضية". مشددًا على أن الفلسطيني لا يمكن أن يترك أرضه.

وأضاف"الفلسطيني في غزة قال ذلك منذ اليوم الأول، وهو يعلم تمامًا حجم التضحية والمعاناة، ويعرف تماما أنه مدفوع للموت من أجل الحياة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة