شهاب – تقرير خاص
دفعت نتائج انتخابات مجلس طلبة جامعة النجاح الوطنية في نابلس التي تمخض عنها فوز ساحق لكتلة "فلسطين المسلمة" على حساب كتلة الشبيبة الفتحاوية، وذلك في عرس انتخابي يقام لأول مرة منذ سنوات؛ للتفكير معمقًا في الدلالات والمؤشرات التي شكلت هذا الفوز الكبير ومدى انعكاسه على توجهات الرأي العام الفلسطيني.
وحصلت كتلة فلسطين المسلمة على 40 مقعدًا من أصل 81 في حين حصلت حركة الشبيبة الطلابية على 38 مقعدا، فيما حصدت جبهة العمل التقدمي التي تمثل اليسار على 3 مقاعد، وذلك بعد مشاركة ما نسبته 69.8 من إجمالي من يحق لهم التصويت من طلبة الجامعة.
دلالات الفوز
الكاتب والمحلل السياسي د. مصطفى الصواف قال إن من دلالات فوز الكتلة الاسلامية في جامعة النجاح هو أن هناك تغيُّرات في المزاج العام للشعب الفلسطيني وخاصة الشباب في الضفة الغربية بعد انكشاف الزيف الذي عليه مشروع السلطة وقناعة الناس أن المقاومة هي الطريق الأقصر نحو تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني.
ويضيف الصواف لوكالة شهاب للأنباء، أن انتشار الفساد والرشاوي في صفوف المتنفذين في السلطة وهو عامل آخر عزز قناعات الرفض والتغيير.
ويرى أن المقاومة في غزة ومثيلتها بالضفة وحدة واحدة "وعلينا ألا نفصل بينهما فما تحققه المقاومة من ردع للعدو في غزة له تأثير في تغيير المزاج الذي نلاحظه في الضفة"، مشيرًا إلى أن حالة التطوير والاعداد والتحرك للمقاومة في غزة أمر ملفت للنظر وبكل تأكيد له تأثير بليغ.
ولفت الصواف إلى أن نتائج الانتخابات لها انعكاس على البعد السياسي وما سيكون عليه التغير سيصيب بشكل مباشر في هذا البعد، ولعل استطلاعات الرأي تشير إلى التغيير السياسي الواضح في الضفة الغربية.
إقرأ/ي حماس تبارك فوز الكتلة الإسلامية بانتخابات جامعة النجاح الوطنية
أبعاد مهمة
ويرى المحلل السياسي نجيب مفارجة، أن لنتائج هذه الانتخابات عدة أبعاد مهمة، قائلاً "لا ينسينّ أحدٌ أن هذه (نابلس)، سواءً نابلس – الذاكرة القصيرة - التي يعرفها الطلبة الجدد بشهدائها و "عرينها" ومقاومتها للمحتل كلّ صباح مساء، وهنا يميّز الطلبة النهج السياسي للحركات الأمّ جيدًا: من مع المقاومة ومن يفرض خيار التسوية والهرولة على الشعب محاربًا الخيار الأول".
وتابع مفارجة لوكالة شهاب للأنباء، "أما الذاكرة البعيدة، والتي كتب فيها يوما كتاب (الكتيبة الخضراء) الذي تحدّث عن تسعين شهيد واستشهادي كانت نابلس بؤرة عملهم وإن لم يكونوا كلّهم من نابلس، علاوة على أنّ كتلة فلسطين المسلمة يوما ما في انتفاضة الأقصى طرحت نفسها في انتخابات مجلس الطلبة ككتلة الواحد وثلاثين شهيد واستشهادي!".
ويشير إلى أن الكثيرين يستغربون كيف أنّ الكتلة فازت بعد تغييبها لست سنوات، بمعنى أن جيلا جامعيا كاملا لا يعرف الكتلة: اسمها أو رايتها أو رموزها ، ذلك صحيح، غير أنّ الشعب واعي ، وكما كان دائما ينحاز لخيارات مقاومته، فإنّه أيضا يرفض العسكرة و"الدكتاتورية".
ومن اللافت حسب مفارجة هذه المرة "وبشكل لم أرَه في حياتي مدى الاهتمام الخارجي بانتخابات النجاح، ربّما لحساسية الظرف والتوقيت، إذ لم يبقَ أحد من قيادات العمل الطلابي السابقين في الجامعة إلا وقام بنشر تصريح أو تعليق أو فيديو يطلب فيه من أنصاره النزول والمشاركة والاقتراع، حتى وصل الحدّ أعضاء مكتب سياسي بحماس وأعضاء مركزية بفتح".
ويأتي هذه الفوز الكبير للكتلة الإسلامية لأول مرة منذ العام 2006، بعد سنوات طويلة من التغييب القسري نتيجة المضايقات والاعتقالات التي طالت العشرات من طلبتها من قبل الاحتلال تارة والأجهزة الأمنية تارة أخرى وفي ظل بيئة سياسية ونقابية صعبة ومُعقدة.
إقرأ/ي فوز ساحق للكتلة الإسلامية بانتخابات مجلس طلبة جامعة النجاح الوطنية