خاص - شهاب
يحرص المسلمون على اتباع هدي النبي محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المناسبات الدينية، ويعد عيد الأضحى المبارك، أحد هذه المناسبات التي يتمسك المسلمون بتطبيق العديد من السنن فيها، لما لها من عظيم الأجر والثواب من الله تعالى لعباده.
ويصادف عيد الأضحى المبارك اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، بعد انتهاء وقفة عرفة في الحج.
وكان للنبي محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الأمور التي يقوم بها يوم العيد، تحدث عنها لـ(شهاب) الداعية الإسلامي والخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية محمود ساق الله.
وقال ساق الله إن النبي محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يغتسل يوم العيد ويلبس أفضل الثياب ليأتي إلى صلاة العيد نظيفاً جميلاً متطيباً.
وأشار إلى أنه من السنن، الصلاة مع الإمام وحضور خطبة العيد، لما لها من أهمية بما يطرحه الإمام على المصلين بخصوص أحكام الأضحية.
وبين أنه يستحب أن تخرج النساء لصلاة العيد وحتى المرأة الحائض لكن لا تؤدي الصلاة، بل لتشهد الخير ودعوة المسلمين، مستدلا بحديث أُمِّ عَطِيَّةَ، قالَتْ: "أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا".
ولفت الداعية إلى أن يستحب أن يهنئ الناس بعضهم البعض بقولهم: "تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ولا حرج أن يقول بعدها: كل عام وأنتم بخير". كما ويرجع المصلي إلى بيته ويستحب له أن يخالف الطريق فيرجع من طريق غير الذي جاء منها.
وذكر أنه من السنن ذبح الأضحية. وأما عن حكم الضحية: فهي سنة مؤكدة في حق كل قادر عند الجمهور، وأوجبها بعض أهل العلم وقد حض عليها النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى الترمذي وابن ماجه عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفسا. قال الألباني في تحقيق مشكاة المصابيح: صحيح.
وفي حديث آخر عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فاشهديها، فإنه يغفر لك عند أول قطرة تقطر من دمها كل ذنب عملتيه".
ويدل على عدم الوجوب أن أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ ترك التضحية، وكذلك عمر وابن عباس وعدد من الصحابة، خشية أن يرى الناس أن التضحية واجبة، كما قال الطحاوي في مختصر العلماء: وروى الشعبي عن أبي سريحة قال رأيت أبا بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ وما يضحيان كراهة أن يقتدى بهما.
ونوه ساق الله إلى أنه "ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع فيأكل من أضحيته" رواه أحمد.
ودعا الداعية الإسلامي إلى الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وزيارة الأقارب وصلة الرحم لما فيها من إدخال البهجة والسرور على من نصلهم ونزورهم، مشيرًا إلى حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ له فِي رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.