قال الباحث المختص بشؤون القدس محمد هلسة، إن الخطة الخمسية التي أعدتها حكومة الاحتلال بحجة تطوير شرقي المدينة، هي الأخطر منذ سنوات عديدة، ومن يقود تنفيذها أكثر حكومة يمينية متطرفة، وسيؤدي مواصلة تنفيذ هذه الخطط لتهويد المسجد الأقصى.
وأضاف هلسة لـ "وكالة شهاب للأنباء"، أن الهدف الاستراتيجي الكبير هو تحويل المشهد في العاصمة المقدسة من عربي إلى يهودي باختصار، وكل شيء تقوم فيه هذه السلطات في المدينة هذا هو هدفه.
ويرى أن محاولات حكومة الاحتلال تمويه هذه الخطط والباسها مظهر الخدمات أو التطوير، قد ينطلي على البعض، ولكن لهذه الخطة أهداف خطيرة على القدس بشكل عام، وعلى المسجد الأقصى بشكل خاص.
وأوضح هلسة، أن هذه الخطة ستساهم في التمهيد لتهويد الأقصى، وفي ذروتها سوف يتم تتويج هذه الخطط بتحويل المسجد الاقصى إلى الهيكل المزعوم، لكن لا يمكن الاتيان بهذه الخطوة الخطيرة في مرة واحدة، فيجب أن يكون هناك خطوات تمهيدية تدجن وتطوع العقل العربي والواقع العربي.
وتابع، "هناك صراع على جبهة الوعي وآخر على جبهة الأرض، وفي جبهة الوعي كلما صودر من حقنا قليلا، في الجهة المقابلة يتوسع المشهد الاسرائيلي، وبهذه الطريقة تدريجيًا نحن ننكمش، والأسوأ بأننا نصبح نستوعب فكرة هذا الانكماش، وعندما تأتي الضربة القادمة ألا وهي التهويد، يصبح استيعابها أكثر من الماضي".
ويستدل هلسة على ذلك، بأن حكومة الاحتلال لو قالت اليوم وتقول نريد تقسيم المسجد الأقصى مكانيًا، مع تطويع الجغرافيا المحيطة بالمكان لمصلحة روايتها، وبهذا ربما تجد قبول لدى البعض لأنه تم تهيئة الواقع المحيط من أجل فرض هذا الواقع".
ويتوقع هلسة، أن هذه الخطة تختلف عن سابقاتها، بأنها هذه المرة أتت بلباس التطوير والخدمة، وهذا دس للسم مع العسل، محذرًا من أن ينطلي هذا الأمر على جزء من سكان المدينة، وقطاعات معينة فيها، فتتساوق مع هذه الخطة، وهنا مكمن الخطر.
وحسب هلسة، فإن من يقود هذه الخطة حكومة يمينة متطرفة، تمسك بالمفاصل الهامة السياسية والأمنية والمالية، وهو ما سيسهل ويسرع وتيرة تطبيق هذه الخطة، مشيرًا إلى أن هذه الحكومة لا تقيم اعتبارًا للتدرج الناعم، وهي تأتي بمنطق الكسر الحاد لتنفيذ أجندتها، والأهم بأن لديها موازنة كبيرة جدًا قادرة على تغيير المشهد وقلبه لمصلحة الرواية الإسرائيلية المزعومة.