فلسطين ولبنان.. دمٌ واحد ومصيرٌ مشترك ومقاومةٌ لن تنكسر

شهاب - تقرير 

"نحن معكم، لن نترككم، ويمكنكم في الشدائد أن تراهنوا علينا، وكفى".. هذه كلمات الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله مطلع الانتفاضة الثانية عام 2000م، لتكون هذه الأيام خير دليل على صدق كلامه التي أثبتها بالأفعال بعد تشكيل الحزب لجبهة إسناد وتضامن مع الشعب الفلسطيني منذ بداية عملية "طوفان الأقصى".

المصير المشترك والدم واحد بين الشعبين اللبناني والفلسطيني موحدين أمام عدو واحد لا يفرق بين فلسطيني ولا لبناني، ولا يعرف أي معنى من معاني الإنسانية، قائم على الدم والنار، ليواجه جبهة قوية من لبنان وفلسطين جنبًا لجنب للدفاع عن المقدسات بمقاومة قوية لا ولن تنكسر ما دام فيها الروح.

مواقع التواصل الاجتماعي تضج بالعاطفة المشتركة والمواقف المشرفة ومشاعر الإخاء والمصير المشترك، ورسائل دعم ومحبة ومؤازرة إلى شعب وحزب ومقاتلين كانوا "سنداً عنيداً" لهم، في أشد وأحلك معاركهم مع الاحتلال الإسرائيلي.

وعبر ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل عن تضامنهم مع لبنان ومقاومته، ونشروا المنشورات ومقاطع الفيديو التضامنية مع علمي فلسطين ولبنان، مؤكدين على عمق العلاقة التي تربط الشعبين، كما استبدل عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين صورهم الشخصية على حساب "فيسبوك" وضعوا علم لبنان كخلفية لصورة ملفه الشخصي.

وفي لبنان، عقب العدوان الإسرائيلي بعد تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية "البيجر" وإصابة مئات المواطنين اللبنانيين، تهافت أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى تقديم المساعدة ومد يد العون إلى الشعب اللبناني الذي دفع ويدفع فاتورة اسناده لقطاع غزة وشعبنا الفلسطيني.

وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني وجمعية الشفاء والهلال الأحمر الفلسطيني حالة الطوارئ القصوى لمساعدة المصابين وعلاجهم، وتنظيم حملات التبرع بالدم للجرحى والمصابين، ولبى أبناء المخيمات الفلسطينية نداء التبرع بالدم وتوجهوا إلى مراكز بنوك الدم والمستشفيات واصطف الشباب الفلسطيني على مداخل المراكز والمستشفيات ينتظرون دورهم لسحب الدم.

ووفق مراقبون، فإن معركة "طوفان الأقصى" شكلت أكبر اختبار للشعارات الكبيرة والنيات التي كانت دائماً محلّ اتهام وتشكيك، والشعب اللبناني وحزب الله علق مصيره بمصير غزة وظل على عهده ووعده رغم الدماء النازفة والدمار الكبير.

جراحنا واحد

الفلسطيني محمد العبد وهو أحد المشاركين في حملات التبرع بالدم، أكد على وجوب الوقوف إلى جانب أهلنا وشعبنا اللبناني في هذا العدوان الغاشم الذي استهدف المقاومة الإسلامية والمدنيين اللبنانيين، مؤكدًا العلاقة الأخوية التاريخية التي تربط لبنان وفلسطين، معتبرًا أن ما يقدمه حزب الله الآن في معركة الاسناد لغزة هو عنوان شرف وكرامة يعتز به كل فلسطيني وعربي حر.

وأوضح العبد أن هذا العدوان يعبر عن وحشية الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يرتكب أفظع الجرائم بحق المدنيين العزل في غزة والضفة وجنوب لبنان، معتبرًا أن أداء المقاومة اللبنانية في جبهة الإسناد في الجنوب سيبقى حجةً على الأمة العربية والإسلامية.

وقال العبد: "جئنا اليوم لنقول للبنان الشقيق نحن معكم، جراحكم جراحنا وآلامكم آلامنا، نحن جزء منكم كما كنتم أنتم دومًا الشعب الأصيل الذي احتضن شعب فلسطين وقضيته العادلة".

كما قال الفلسطيني الغزي محمود المصري: "كل المحبة، كل الإجلال لأهلنا في لبنان، لمقاومي لبنان الأبطال. والله نتوجّع لجراحكم، ونكبر بتضحياتكم. عشنا أسوأ أيام الحرب بسبب ما حدث خلال اليومين الماضيين (...) إنت متخيل شو بصير، شعب كامل وبلد بيحمل روحه على كفه ليدافع عنك، وبيدفع دماء ومستقبل خيرة أبنائه لأجلنا". 

زكريا عبد العزيز قال: "بتعرف شو حسّيت للحظة، إنو سندنا. خفت إنو الجدار إلّي ساندين عليه ظهرنا انهدّ، لكن الحمد لله إنو حلفاءنا وأصدقاءنا وشركاء دمنا، صبرهم وعنادهم أكبر من خوفنا عليهم (...) أنا بحثت لقيت إنهم اغتالوا السيد عباس الموسوي، وارتكبوا مجازر كبرى بحقهم طوال سنوات الصراع وما ضعفوا، رح يتجاوزا المحنة والاختبار ورح يطلعوا أقوى".

كما أكد الشبان الفلسطينيون وقوفهم الى جانب الشعب اللبناني ومقاومته، معتبرين ان المقاومة في فلسطين ولبنان تخوض معارك بطولية بوجه الاحتلال الإسرائيلي الذي سينال عقابه على أيدي رجال المقاومة. 

 مصير مشترك

الفصائل الفلسطينية باركت القصف الصاروخي لحزب الله على مواقع عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي شمال فلسطين المحتلة، مؤكدين على أنها تثبت معادلة وحدة الساحات والدم والمصير المشارك.

من جهتها، أشادت حركة المقاومة الإسلامية حماس بالرد الواسع الذي قامت به المقاومة الإسلامية في لبنان، على المواقع العسكرية والاستراتيجية للكيان الصهيوني ردّا على جرائمه في فلسطين ولبنان. 

ووجّهت حماس التّحية لرجال المقاومة في لبنان على صمودهم وشجاعتهم في مواجهة آلة الحرب الصهيونية، وتصميمهم على مواصلة القتال دعمًا وإسنادًا لشعبنا الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة والضفة الغربية. 

وأكدتْ، أنّ ردّ المقاومة الإسلامية النوعي على جرائم الاحتلال يؤكد فشل المخطط الصهيوني في الاستفراد بقطاع غزة، وفك الارتباط بين المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة في المنطقة، كما أنه يزيد من عدد الهاربين الصهاينة من الجليل بدلًا من إعادتهم كما يدعي المجرم نتنياهو. 

وأشارت إلى أن التطور النوعي في رد المقاومة في لبنان والعراق واليمن يعزز من صمود شعبنا الفلسطيني ويربك حكومة الاحتلال التي تحاول أن تفرض معادلات جديدة لصالحها.

ومن جانبها، حيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرد النوعي والمكثف للمقاومة في لبنان، الذي تجسد في الرشقات الصاروخية الواسعة والثقيلة التي استهدفت مواقع عسكرية صهيونية حساسة في مدينة حيفا المحتلة وما بعدها.

وقالت في بيان إن "هذا الرد جاء وفاءً لدماء قادة المقاومة الشهداء وعشرات الشهداء من المدنيين الأبرياء، وتأكيداً على أن المقاومة بقوتها وإرادتها الصلبة، قادرة على ردع العدو المتغطرس والجبان، وأن اغتيال قادتها لن يُضعف عزيمتها أو يكسر إرادتها".

وأضافت: "أن توسيع المقاومة مدايات ضرباتها لتطال مناطق أوسع في عمق الكيان عبر إطلاق رشقات صاروخية ثقيلة تجاوزت فيها الدفاعات الصهيونية المتعددة هي ضربة نوعية للعمق الصهيوني بكل المقاييس، واختراقاً لتحصينات الاحتلال ونظم الحماية للمواقع العسكرية الحساسة، ما أدى إلى حدوث حالة اختلال في منظومة الردع الصهيونية".

وتابعت: "اعتقد العدو أن اغتيال القادة واستهداف المدنيين عبر تنفيذ جرائم حرب واسعة في لبنان سيضعف من قدرات المقاومة أو يربك وحداتها، إلا أنها أثبتت عكس ذلك فجر اليوم؛ حيث أن ضرباتها أظهرت أن منظومتها الهجومية والدفاعية ما زالت قوية، وأن هناك قادة ووحدات جاهزة ومدربة قادرة على قيادة المعركة وتوجيه ضربات موجعة للعدو، مستمرةً في السير على درب الشهداء".

وأكدت على أن "المقاومة في لبنان نجحت، من خلال هذه الضربات النوعية في تثبيت معادلة وحدة الساحات والدم والمصير، موجهةً رسالة واضحة إلى قادة الكيان الصهيوني بأن لا فصل بين ما يجري في غزة والشمال، وأن المقاومة في لبنان لن تتوقف عن دعم وإسناد غزة حتى تتوقف حرب الإبادة عليها، وأنها تؤكد مجدداً بنيران صواريخها أنها لن تتخلى عن فلسطين، ولا عن غزة، مهما بلغت التضحيات واستشهد القادة".

وقالت إن "إعلان الإدارة الأمريكية المتورطة بشكلٍ مباشر مع الكيان حالة الاستنفار القصوى في المنطقة يُدلل على عجز الكيان الصهيوني عن الدفاع عن نفسه أمام قوة ضربات المقاومة المتصاعدة، وعلى انهيار قوة الردع لديه".

وشددت على أنه "رغم كل الآلام وفقدان القادة الأبطال، ورغم أصوات المثبطين والمحبطين، فإن ثقتنا بشعوب امتنا لا حدود لها؛ فهي قادرة على إرباك الاحتلال واستنزافه، وإفشال مخططاته، على طريق النصر ودحر هذا الكيان الصهيوني المجرم عن أرضنا".

بددت أوهام الاحتلال

كما وباركت لجان المقاومة في فلسطين الضربات الصاروخية النوعية للمقاومة الإسلامية في حزب الله، والتي تؤكد بأن أوهام العدو الصهيوني بعد استشهاد القادة الأبطال قد تبددت.

وقالت اللجان إن "الضربات القوية للمقاومة الإسلامية في حزب الله رسائل من لهب ونار وثأر مقدس لدماء الشهداء لتثبت معادلات إستراتيجية لن يستطيع العدو الصهيوني وقادته المجرمين كسرها وتجاوزها عبر جرائمهم الهمجية التي استهدفت لبنان".

وأضافت: "يثبت حزب الله انه يمتلك زمام المبادة ويخبئ الكثير من الخيارات العسكرية التي ستكسر ظهر العدو وستقلب مجريات المعركة رأساً على عقب وستثبت المعادلات الجديدة".

وتوجهت اللجان "بالتحية الى أبطال الميدان والفعل أصحاب البأس الشديد في لبنان واليمن والعراق وفلسطين الذين لا يزالون يدافعون عن الأمة ويعبدون طريق القدس وما بدلوا تبديلا ويردعون التوحش الصهيوني الذي تخطى وتجاوز كل الحدود".

كما حيت حركة فتح الانتفاضة في فلسطين المحتلة المقاومة اللبنانية وهي توجه الضربات الصاروخية المكثفة لمواقع الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة في إطار وسياق الرد النوعي التراكمي الذي أربك حسابات العدو الصهيوني وادخله مجدد في مأزق.

وقالت: “اعتقد نتنياهو وحكومته واهما بان اغتيال قادة من المقاومة واستهداف مدنيين في لبنان قد يضعف المقاومة فجاء الرد ليؤكد بان المقاومة تزداد قوة وان اغتيال قادتها لن يهزمها او يكسر ارادتها”.

وأضافت: “ان استهداف قواعد ومواقع عسكرية حساسة في شمال فلسطين المحتلة وصولا الى مدينة حيفا يؤكد مجددا قوة المقاومة وفشل المنظومة الامنية الصهيونية”.

وأكدت وقوفها "الى جانب شعبنا في لبنان ومقاومته وان استمرار الضربات النوعية للمقاومة هي تجسيد لوحدة الساحات الممتدة من فلسطين الى اليمن والمقاومة العراقية والمقاومة في لبنان ولن تتوقف جبهات الاسناد عن القيام بواجبها بدعم شعبنا في فلسطين حتى وقف العدوان الصهيوني البربري عن غزة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة