هل تحمل تصريحات "ترمب" حقبةً جديدة لصفقة تبادل أم أنها فقاعة إعلاميَّة؟

خاص _ شهاب 

يستمر الحديث منذ أيام عن صفقة تبادل أسرى ووقف لإطلاق النار في قطاع غزة، تحديدًا بعد إنجازه في لبنان، وسط شائعات كبيرة تنشرها وسائل إعلام "إسرائيلية" حول المفاوضات غير المباشرة بين حماس والاحتلال، ما شكل ضغطًا على إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، والمنتخب "دونالد ترامب"، الذي يسعى بكل ما أوتيّ من قوة لإتمام صفقة الأسرى كي يظهر أمام الجميع أنه الرجل المخلص لهذه الأزمة المتواصلة منذ أكثر من عام.

تصريحات وتغريدات لم تتوقف منذ بداية الأسبوع الجاري حول ضرورة إنجاز الصفقة في قطاع غزة قبل وصول ترمب للبيت الأبيض، كل ما يحدث في الكواليس أو خلف الجدران يشي بشيء واضح أن الإدارة الأمريكية الجديدة تسعى بكل قوة لإنجاز هذا الملف والتفرغ لملفات كبيرة في الشرق الأوسط.

كتاب ومحللون سياسيون قالوا إن الرئيس ترمب يسعى بكل قوة لإنهاء ملف الأسرى، مؤكدين أن تصريحاته الأخيرة تدل على اهتمامه الكبير في الموضوع، وأن الملف يشكل ضغطًا كبيرًا عليه.

رسالة لإنهاء الصفقة 

الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة قال إن، دونالد ترمب لن يستطيع فعل أكثر مما فعله الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن لنتنياهو من دعم عسكري وسياسي، مضيفًا أن نتنياهو نفذ أكثر مما لم يستطع تنفيذه أي زعيم صهيوني آخر بقطاع غزة بدعم أمريكي لم يتوقف.

وأوضح الزبدة في حديث لوكالة "شهاب"، أن هذه التصريحات التي تختص بقضية الأسرى، جاءت بعد لقاء ترمب زوجة نتنياهو وابنه لدغدغة مشاعر اليمين الصهيوني وائتلاف نتنياهو، مبينًا أن ترمب وعد جمهوره الأمريكي بإنهاء الحرب وتصريحاته جاءت للتأكيد على هذا الأمر وكذلك تحمل التصريحات تحذيرًا لإسرائيل لإنهاء هذه الحرب قبل تنصيبه.

ولفت إلى أن هذا التصريح جاء للداخل الأمريكي والإسرائيلي وهو تصريح سياسي بالدرجة الأولى، مشددًا أنه لن يكون لهذه التصريحات أي جهد عسكري على الأرض تحديدًا بعد ما قدمته إدارة بايدن للاحتلال في كل المجالات سواءً عسكرية أو سياسية أو غيرها.

اهتمام خاص بالملف 

ومن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي سعيد زياد، إن تصريح ترمب الأخير حول قضية الأسرى دليل دامغ على أن الملف يحظى باهتمام خاص من قبل الرئيس القادم للولايات المتحدة، مضيفًا أن هذه ورقة ضغط مهمة جداً بيد المقاومة يجب الاحتفاظ بها مهما كانت الظروف.

وبين زياد خلال تعليق له حول تصريح ترمب رصدته وكالة "شهاب" أن ترمب يريد من هذا التصريح أن ينسب الفضل لنفسه في أي مسار تفاوضي ناجح قبل وصوله للرئاسة، وأن يقول للجميع: وافقت حماس لأنني هددتها!.

وأضاف أن هذا دليل على عقم العقل الأمريكي في قراءة المنطقة، وانطلاقه في حراكه السياسي من العربدة والتلويح بالقوة فقط، موضحًا أنه لطالما أفضى سلوك الإدارات الأمريكية إلى تعقيد حالات الصراع بدلاً من تفكيكها.

أما المختص في الشأن الإسرائيلي عادل أبو منصور، في تعليقه على تصريحات ترمب الخاصة بالأسرى، كشف أن تصريح ترمب عن قضية الأسرى يأتي بعد لقائه مع سارة وبطلب من نتنياهو نفسه، موضحًا أن ترمب بسذاجته السياسية ينفذ دون تفكير ما يمليه عليه نتنياهو.

وأشار أبو منصور، إلى أن نتنياهو من الممكن أن يستغل هذا التصريح للتقدم لتنفيذ الصفقة ويقول للمعارضين بأن ترمب يريد إنهاء هذا الملف قبل أن يصل إلى البيت الأبيض.

وتوعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب المسؤولين عن عدم إطلاق سراح الأسرى في غزة، بـ"دفع ثمن باهظ" في أشد تهديد له منذ بدء الحرب على قطاع غزة.

وأضاف: "إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل 20 يناير 2025، وهو التاريخ الذي أتولى فيه منصب رئيس الولايات المتحدة، فسيكون هناك ثمن باهظ في الشرق الأوسط".

ووجهت حركة "حماس" رسالة للشارع الصهيوني، موضحة أن 33 أسيرًا إسرائيليا قتلوا وفقدت آثار بعضهم بسبب الجيش الإسرائيلي، وقرارت نتنياهو.

وفي مقطع فيديو كشفت حركة "حماس" عن مصير عشرات الأسرى الإسرائيليين محذرة تل أبيب من "فقدانهم إلى الأبد".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة