أعلن صباح اليوم الجمعة عن استشهاد القيادي في حماس الشيخ سميح سليمان عليوي 63 عاماً من نابلس، بسبب التعذيب والإهمال في سجون الاحتلال، بعد رحلة طويلة قضاها داخل أقبية السجون حيث التنكيل والحرمان من أبسط الحقوق.
واستشهد الشيخ سميح عليوي في 6/11/2024 بعد 6 أيام على نقله من عيادة سجن الرملة إلى مستشفى “أساف هراوفيه”، بعد أن كان محتجزا قبل سجن الرملة في سجن النقب، ولم تُعلن إدارة السّجون عن استشهاده رغم أنها ملزمة بذلك إلا صباح اليوم.
مسيرة من التضحية والفداء
بدأت رحلة اعتقال الشهيد القيادي سميح عليوي الأولى عام 1988، تاركاً خلفه زوجته الصابرة وتسعة من الأبناء، حيث حملت عائلته أعباء الاعتقال المتكرر والغياب المرير الذي استمر بعدها لعشر سنوات على فترات متقطعة.
واجه الشهيد خلال تلك السنوات مرارة الاعتقال عدة مرات بعد ملاحقة مستمرة من قوات الاحتلال، تعرض خلالها للضرب والتعذيب من قبل السجانين خلال فترة اعتقاله رغم وضعه الصحي الصعب.
وكانت سلطات الاحتلال قد جددت في الأول من أغسطس الماضي اعتقاله الإداري لمدة أربعة أشهر، علما بأنه معتقل من 21 من أكتوبر 2023.
وأمضى الشهيد عليوي سابقا ما مجموعه 10 سنوات في السجن على فترات متفاوتة، فقد تعرض للتنكيل والمعاملة السيئة من قبل جنود الاحتلال أثناء نقله إلى السجن.
وبالرغم من حساسية وضعه الصحي، لم تكتر إدارة السجون لمطالبه بتلقي العلاج، حيث أجرى قبل اعتقاله العديد من العمليات الجراحية وتم قص جزء من الأمعاء نتيجة إصابته بورم حميد.
وكان من المقرر أن يستكمل الشهيد عليوي علاجه، ولكن توقف بسبب اعتقاله على يد قوات الاحتلال، كما فقد أكثر من 40 كيلوغرام من وزنه، حتى أصبح لا يستطيع تناول حتى قطعة واحدة من الطعام.
تنكيل وتعذيب رغم حالته الصحية
مؤسسات الأسرى أكدت أن استشهاد عليوي جزء من سياسة ممنهجة تتبعها إدارة السجون، وهي سياسة القتل البطيء من خلال التنكيل والإهمال الطبي والتي تعتبر أداة الاحتلال لإعدام الأسرى.
كما أكدت أن الأسير قد تعرض للتعذيب المستم، وكذلك التجويع كأداة ضغط نفسي وجسدي عليه، ضمن سياستها الممنهجة في التنكيل بالأسرى، والتي تسببت في استشهاد العشرات منهم داخل السجون على مر السنين.
وحذرت مؤسسات الأسرى من مزيد من الشهداء بين الأسرى المرضى، في ظل استمرار الإهمال الطبي وغياب الرعاية يؤدي إلى تفاقم أوضاع الأسرى المرضى والجرحى.
كما نوهت إلى أن الشهيد عليوي نموذج من عدة نماذج لا تزال تحت خطر القتل البطيء داخل السجون، مع تفشي الأمراض واعتقال المزيد من المصابين في ظروف لاإنسانية.
أسيراً فشهيداً
استشهد الأسير سميح عليوي بتاريخ 6/11/2024، بعد ستة أيام من نقله إلى مستشفى “آساف هروفيه”، التي لم تعلن عن استشهاده في ذلك الحين.
وبسبب معاناته من ورم حميد في الأمعاء، أجرى عملية لاستئصال جزء من أمعائه وكان بانتظار أخرى، ولكن في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي بحقه، ومنعه من تلقي العلاج اللازم، تدهور وضعه الصحي بشكل متسارع، حتى أصبح لا يقوى على الحركة.
تعرض الشهيد لظروف أسوأ خلال نقله إلى العيادة، حيث كان مكبلاً رغم وضعه الصحي، كما حُرم من العلاج رغم مناشدات مؤسسات حقوقية، ووصل به الأمر إلى عدم القدرة على تناول الطعام وصولاً لارتقائه شهيداً.
حماس تنعى الشهيد وتتعهد بالوفاء لتضحيات الأسرى
نعت حركة حماس القائد عليوي، وأكدت أن استشهاده هو انعكاس لجرائم الاحتلال المتصاعدة بحق الأسرى، واستمرار سياسة القتل البطيء والممنهج بحقهم عبر الإهمال الطبي وغيره من أساليب التعذيب والتنكيل.
وشددت على أن ما يعانيه أسرانا وأسيراتنا داخل السجون حد الموت، يمثل وصمة عار تضاف لمسلسل الاحتلال الإجرامي، ومخالفاته الصارخة لكل القوانين والتشريعات والقيم الإنسانية، وعدم اكتراثه لكل الاتفاقيات الدولية.
وأوضحت أن ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال، من قمع وتنكيل وحرمان، يستدعي التحرك العاجل على كافة المستويات لإنقاذهم من حكومة الاحتلال الفاشية الإجرامية التي تسعى بشكل علني لإعدامهم.
وتعهدت حماس بمواصلة العمل لتحرير الأسرى والوفاء لتضحياتهم، كما دعت جماهير شعبنا وذوي الأسرى وكافة المؤسسات الحقوقية والقانونية والإنسانية لتصعيد جهدها لإسناد الأسرى ودعمهم بشتى السبل.