متى يعودُ شعري؟.. الحربُ تسلِب الطِّفلة سما شعرها وتتركها حزينة!

غزة _ شهاب 

تستيقظ كل يوم، والدموع على وجنتيها، الحزن يسكن عينيها الصغيرتين بسبب ما حل بشعرها من آثار حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة والتي تدخل شهرها الثالث بعد عام كامل، الطفلة سما طبيل (7 أعوام) تحلم باستعادة شعرها الجميل إلى ما كان عليه، قبل العدوان الصهيوني المستمر على غزة.

تمسك مرآتها الصغيرة الخاصة بها، تنظر إلى نفسها، علّ شعرها ينمو من جديد، بعد أن تسببت حرب الاحتلال الهمجية بتساقطه، تبكي وتقول: “يبدو أنني لن أستعيد شعري أبدًا، أنا حزينة لأني أصبحت بدون شعر”.

بكاء سما وحزنها يدمي القلب، فكيف لطفلة صغيرة كانت تعيش حياة سعيدة، تتباها بشعرها كل يوم، تصبح من دون شعر، واقع أليم حل في سما وعائلتها.

تقول لنا سما عند حديثها معنا، أنها تشعر بالألم والحزن بسبب ما تعانيه، لأن الأطفال يوميًا يقوموا بسؤالها عن سبب هذا الأمر، وهل هي مصابة بمرض السرطان أم لا؟.

بداية القصة 

تحت أصوات الانفجارات الناجمة عن قصف الاحتلال لمنزل بالقرب من خيمة عائلة سما النازحة قبل 6 أشهر في مدينة رفح، اضطر والديها للفرار بالأطفال إلى أحد المشافي القريبة من المكان، بدأت حكاية سما من تلك اللحظة بعدما كانت تتمتع بشعر جميل، تصففه بأجمل التسريحات، وتتباهى به بين صديقاتها، إلا أن ذلك انقلب رأسًا على عقب بعد تلك الحادثة.

IMG-20241203-WA0043.jpg

وتستذكر الطفلة الصغيرة ما حدث قائلة "كنت نائمة عندما استيقظت على صوت مرعب لانفجار ضخم دون أن آخذ وقتي لإدراك ما يحدث، حملني والدي مع أختي وركض في الشوارع طالباً من أمي أن تتبعه"، تستكمل حديثها "وصلنا إلى المشفى، لنختبئ بداخله، ظنا منا أنه مكان آمن، لكن جيش الاحتلال هاجم سطحه، وأمضينا الليلة تحت القصف المستمر".

نجت سما ووالداها وأخوتها من الهجوم وانتقلوا إلى مدينة خان يونس جنوب القطاع، ظناً منهم أن المكان سيكون أكثر أماناً، لكن الانفجارات لم تتوقف وشعرت أنها ستموت في أي لحظة.

حزن يسكن قلبها 

من الحديث عن ما يجول في قلبها رغم ما تعرضت له من صدمات وخوف كبير، قررت سما في نفسها عدم البكاء، واحتفظت بمخاوفها دون أن تتحدث عن مشاعرها، كي لا تزعج والديها، ومن تلك اللحظة كانت النقطة الفارقة في حياة سما.

لم تمر سوى أيام قليلة، وحين كانت سما تمشط شعرها ككل يوم، صدمت بتساقط نسبة كبيرة منه، هنا كانت الكارثة، الصدمة، سما أصبحت صلعاء، وعند حديثنا مع والدتها تقول: فقدت سما في 3 أيام فقط قرابة 80% من شعرها، والكارثة الكبرى أن علاجها غير متوفر في قطاع غزة، والوضع صعب لا سفر ولا معبر ولا علاج أيضًا.

الحزن يسكن عيون والدة سما وليس طفلتها فقط، تتساءل عن الذنب الذي اقترفته طفلتها، حتى تعاقب بتساقط شعرها، تؤكد أن أصعب سؤال توجهه سما لها هو: متى سيعود شعرها؟.

وتابعت الأم حديثها لـ "شهاب"، "لم أتحمل دموع ابنتي وبدأت أخبرها أنها ستعيد شعرها قريبا وفي كل وقت أقول لها إنها أجمل فتاة في هذا العالم".

IMG-20241203-WA0044.jpg


وناشدت والدة سما المؤسسات المعنية بحقوق الطفل العمل من أجل سفر سما وعلاجها في ظل عدم توفر العلاج في القطاع واستمرار الحرب والحصار على القطاع منذ أكثر من عام.

وستحتفل عائلة سما بعيد ميلاد ابنتهم يوم 5 تشرين الأول/ أكتوبر، وتأمل سما أن تتمكن من استعادة شعرها قبل الاحتفال مع أصدقائها، وقالت سما: "حتى لو لم أتمكن من الاحتفال هذا العام، أتمنى أن أفعل ذلك العام المقبل عندما تنتهي الحرب وأتمكن من السفر لتلقي العلاج".

ويعيش كثير من الأطفال في قطاع غزة معاناة الحروب والصراعات ويعانون من ويلاتها، ومنها التجربة القاسية التي يعيشها أطفال غزة حاليا جراء حرب الاحتلال الإسرائيلي على بلدهم، ما يترك أثرا كبيرا على صحتهم، كما حدث مع الطفلة سما طبيل.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة