شهاب - تقرير
حوَّل الشاب النازح ضياء الدين أحمد (24 عامًا) جزءًا من خيمته إلى زاوية لممارسة هوايته في صناعة المشغولات اليدوية التي بدأ العمل بها بعد نزوحه من شمال قطاع غزة إلى دير البلح وسط القطاع، في محاولة لتوفير عائد مادي لمساعدة عائلته.
واستلهم الشاب أحمد الذي كان ملتحقًا بكلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة فلسطين فكرة مشروع صناعة المقاعد الخشبية وسلال التسوق والهدايات من وحي معاناة النازحين، إذ لاحظ كما يقول لوكالة شهاب، خلو السوق من الأدوات المنزلية وسلال التسوق.
وأضاف أحمد، "كانت لدي هواية المشغولات اليدوية منذ أن كنت طفلًا في المرحلة الابتدائية، ومع بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بدأت العمل بها لكن هذه المرة كمصدر رزق ودخل لعائلتي ولخدمة النازحين في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، خاصة أنهم أجبروا على الخروج من منازلهم دون حمل أي من حاجياتهم.
وأشار إلى أنه استخدم الأشرطة البلاستيكية المقوية والتي تستخدم في حزم البضائع كمادة أساسية لصناعة السلال المختلفة بسبب عدم توفر أوراق سعف النخيل وهي المادة الرسمية والمتعارف عليها لإعداد مثل هذه السلال والمنتوجات.
وذكر أن أول قطعة قام بإنتاجها كانت عبارة عن سلة ممكن استخدامها لحفظ الخبز أو لتقديم المشروبات، وقد لاقى تفاعلًا واعجابًا كبيرًا من قبل المواطنين أثناء عرضها في السوق للبيع.
"تفاعل الناس أعطاني دفعة أمل كبيرة للاستمرار في مشروعي رغم الكثير من العقبات التي اعترضتني، وأصبح الناس يقدمون لي أفكارً جديدة ويطلبون مني تنفيذها، مثل سلة الأفراح وسلال الهدايا وسلة الغسيل والمهملات" يضيف الشاب أحمد.
ويحرص أحمد على بيع المنتوجات التي يقوم بنسجها بأسعار تناسب النازحين ويكتفي بالقليل من الربح، وذلك على الرغم من التكلفة العالية لإعداد هذه المشغولات بسبب منع الاحتلال مرورها عبر المعابر.
ويواجه النازح أحمد صعوبة في توفير أبسط أدوات العمل والتي كانت متوفر بصورة سهلة جدًا قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 14 شهرًا، كالمسطرة والمتر والمفك، فيما اشتكى من ارتفاع سعر الأشرطة البلاستيكية المكون الرئيسي في إعداد المنتوجات.
وبروح معنية عالية يختم أحمد حديثه، نحن شعب يحب الحياة ونسعى إليها ونبحث عنها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، ولن ينجح الاحتلال في كسر إرادتنا مهما ارتكب من مجازر وجرائم بحقنا.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة تشديد الحصار ومنع مرور غالبية الأصناف والمواد الأساسية التي يحتاج إليها سكان قطاع غزة، مثل الأدوات المنزلية بمختلف أنواعها وليس انتهاءً بتقنين مرور المواد الغذائية الأساسية ما خلق أزمة إنسانية كبيرة جدًا بين صفوف المواطنين.