أشاد الخبير العسكري أحمد عبد الرحمن، بصمود وبطولات المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة، خلال تصديها للعدوان "الإسرائيلي" المتواصل، في ظل الظروف الميدانية الصعبة الراهنة.
وقال عبد الرحمن في تصريحٍ خاص بوكالة (شهاب) للأنباء إن ما يحدث في شمال قطاع غزة، تحديدًا بمخيم جباليا وبيت لاهيا، يقترب من الإعجاز، حتى على مستوى التحليل العسكري.
وأضاف: "منطقة صغيرة محاصرة، تبقى فيها عدد قليل من المواطنين والمقاومين، تهاجمها قوات كبيرة تقترب من 5 آلاف جندي بإمكانيات هائلة وقوة تدميرية ضخمة وإجبار السكان على النزوح، لكن المقاومة ما زالت تعمل بنشاط وبجهد وتوقع الخسائر الفادحة بالعدو".
وأشار إلى أن هذا الصمود الأسطوري يحيّر وسائل الإعلام العبرية والمحللين العسكريين لدى الاحتلال، إذ يقولون "كيف لهؤلاء (المقاومون) أن يقوموا بكل هذا العمل ويوقعوا هذه الخسائر في صفوف الجيش المُجهز بكل العتاد والأسلحة". وفق عبد الرحمن.
وذكر أن هذا الصمود البطولي، دفع الاحتلال إلى الزجّ بأفضل وحداته النخبوية، إلا أن المقاومة تواصل إيقاع الخسائر الفادحة في عناصر تلك الوحدات.
ويرى الخبير العسكري أن "معركة جباليا" مهمة ومفصلية، يُريد الاحتلال من هذه تجربة جس نبض المجتمع الدولي، حول "خطة الجنرالات" التي تفضي لتحويل المنطقة الشمالية من قطاع غزة، منطقة عسكرية مغلقة وترحيل السكان منها، واعتبار من تبقى من المدنيين "مقاومون" تمهيدا لقتلهم وكمقدمة لعودة الاستيطان.
وتشكل تلك المنطقة مع مدينة غزة نحو 45% من مساحة القطاع، إذ توقع عبد الرحمن أن يستمر عدوان الاحتلال إلى المدينة حال نجح ما يقوم به في الشمال، مستدركا: "لكن المقاومة ستفشل مخططاته".
وبحسب عبد الرحمن، مخططات الاحتلال لعودة الاستيطان في قطاع غزة "أحلام يقظة شبه مستحيلة"، مستطردا: "حتى لو أخليت من سكانها الأصليين لصالح المستوطنين، المقاومة ستكون قادرة على ضربها من أي مكان في جنوب ووسط القطاع".
ونبه إلى أن مشاريع عودة الاستيطان في القطاع ليست قديمة إنما يُخطط لها منذ مدة طويلة، وهي حاليا تجاوزت مرحلة البحث إلى التنفيذ، رغم الانتقادات الدولية.
واستدرك قائلا: "لكن الميدان القتالي هو الذي سيحسم المعركة، وهل ستنجح خطة الاحتلال أم ستفشل".
وأكد عبد الرحمن أنه بعد مرور أكثر من 50 يوما على المحرقة في شمال قطاع غزة، لا تزال مخططات الاحتلال فاشلة، إذ لا يزال حوالي 100 ألف مواطن من المدنيين صامدين هناك، والمقاومة تعمل بكفاءة عالية، وجاهزة للاستمرار لفترة أطول.
ويقول جيش الاحتلال أنه بحاجة إلى نحو 6 أشهر لحسم هذه المعركة في شمال القطاع. فيما استبعد الخبير العسكري ذلك وقال "لا 6 أشهر ولا 6 سنوات، يمكن أن تساعد العدو في حسم المعركة".
وأضاف: "هذه المعركة بين الاحتلال المُعتدي من جهة، والشعب والمقاومة أصحاب الجغرافيا والأرض التاريخيين (..) لن تكون لا جغرافيا ولا أرض في صالح المُعتدي".
وختم عبد الرحمن: "رغم الخسائر الكبيرة والشهداء والدمار في البنية التحتية، هذا العدوان سيتنهي إلى فشل إسرائيلي كما فشل العدو في كل الهجمات والمعارك".