"بهدف إفْراغ الشَّمال من سكانه"

عبد العاطي لـ"شهاب": ما يجري في شمال غزَّة جرائم إبادة وتطهير عرقي بالغ الوحشية

قال رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حش" صلاح عبد العاطي إن ما يجري في شمال قطاع غزة لليوم الرابع والاربعين على التوالي في الهجوم الإسرائيلي الثالث والمتواصل على محافظة شمال قطاع غزة هو جرائم ابادة وتطهير عرقي بالغة الوحشية.

وبين عبد العاطي في تصريح صحفي خاص لوكالة شهاب، أن ما تمارسه آلة العدوان من مجازر بحق مراكز الايواء وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها هدفه افراغ شمال قطاع غزة من السكان، تطبيقا لخطة الجنرالات، في ظل عدم اكتراث واستهتار وازدراء لكل قواعد القانون الدولي وتدابير محكمة العدل الدولية.

وأوضح أن الاحتلال لا يأبه بكل الادانات الدولية ويواصل عمليته العسكرية بهدف افراغ شمال قطاع غزة من السكان واجراء تغيير ديموغرافي وجغرافي وضمه الى دولة الاحتلال.

 وقال عبد العاطي إن جيش الاحتلال قام بمحاصرة السكان المدنيين شمال قطاع غزة، ومنع دخول المساعدات والاحتياجات الانسانية والمستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل مولدات المشافي ومحطات تحلية المياه.

وأوضح أن الاحتلال قام كذلك بتدمير ونسف الاحياء السكنية على رؤوس قاطنيها ومحاصرة وهدم مراكز الايواء وحرقها واخراج المستشفيات عن الخدمة ولم يتبقى الا مستشفى كمال عدوان والعودة يعملان كنقاط طبية بسيطة، فيما تم لليوم السادس والعشرين اخراج الدفاع المدني واطقم الاسعاف عن العمل قسرا بعد تهديدهم ونسف وتدمير عرباتهم.

وبين عبد العاطي أن قوات الاحتلال تواصل ارتكاب مجازرها بحق كل التجمعات السكانية في المنازل ومراكز الايواء عبر تعمد قصفها، وقد جرى يوم أمس قصف منزل عائلتي وتدميره على رؤوس قاطنيه وهم عدد من النازحين وأفراد العائلة ما أدى الى استشهاد 15 فردًا وإصابة قرابة 20 آخرين.

وذكر أن سكان شمال غزة لا يجدوا أيًا من مقومات المساعدة الطبية أو الإسعاف بسبب اجبارهم بالتوقف عن العمل. 

وتابع، كل ذلك يأتي على حساب المدنيين فمعظم الضحايا من الاطفال والنساء، وقد بلغ عدد الشهداء أكثر من 2500 شهيد وقرابة 6 الاف جريح، فيما يتم اجبار السكان المدنيين على النزوح قصرا تحت تهديد السلاح واعتقال بعضهم والتنكيل بهم واحتجازهم، فيما يسمح لآخرين بعد التنكيل بهم بالمرور الى مدينة غزة وهناك يعيشون ظروف غاية في الكارثية من فقدان الاحبة وعدم معرفة مصير اخرين.

وأعرب عبد العاطي عن أسفه من أن النازحين لا يجدون أي أماكن جاهزة للإيواء أو أي من المستلزمات الحياتية فالمجاعة باتت تضرب اطنابها في شمال القطاع وهناك جوع كارثي وقد نصل الى مشاهدة عشرات بل مئات المواطنين يتوفون جراء المجاعة اذا ما استمر خذلان صمت وعجز المجتمع الدولي عن وقف هذه الجريمة البشعة.

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح يوم الأحد، مجزرة جديدة بحق المواطنين، في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.

وأفادت مصادر صحفية، باستشهاد 50 مواطنًا وإصابة عدد آخر، في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في سوق بيت لاهيا.

بدوره، قال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة الرائد محمود بصل إن الجهاز تلقى مناشدات من سكان منزل قصفه الاحتلال في بيت لاهيا، لكننا لا نستطيع التحرك لإنقاذهم.

وأوضح بصل أن المبنى الذي دمره الاحتلال في بيت لاهيا كان يُؤوي نحو 70 فلسطينيًا.

وأضاف "وردتنا بلاغات تفيد بوجود ما لا يقل عن 40 جثمانًا داخل المبنى المستهدف في بيت لاهيا".

ودعا بصل أحرار العالم إلى التحرك لوقف الجرائم والفظائع التي يرتكبها الاحتلال في القطاع.

ومنذ 26 يومًا يمنع جيش الاحتلال طواقم الدفاع المدني من ممارسة عمله في شمالي القطاع.

وأشار إلى أنه ما زال معطل قسرًا في كافة مناطق شمال القطاع، بفعل الإستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك بدون استجابة إنسانية ورعاية و إغاثة طبية.

وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالاستجابة لنداءات واستغاثات ومعاناة آلاف المواطنين المحاصرين في الشمال، بفعل استمرار الجرائم الإسرائيلية، والسعي الجاد لعودة عمل الدفاع المدني وتشغيل مركباته المعطلة هناك في بلدة بيت لاهيا.

ومنذ 44 يومًا على التوالي، تتواصل حرب الإبادة والحصار الخانق على شمال قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد أكثر من 2000 مواطن، وإصابة 6 آلاف آخرين، مع استمرار منع طواقم الإنقاذ والإسعاف من العمل، وشح المواد الغذائية والطبية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة