يتحدث عن 5 أسباب أدت إليه ..

الشَّاباك يقرُّ بفشله بشأن "طوفان الأقصى": واجهنا صعوبات في تجنيد عملاء داخل غزَّة

الشَّاباك يقرُّ بفشله بشأن "طوفان الأقصى": واجهنا صعوبات في تجنيد عملاء داخل غزَّة

خلص تحقيق جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) حول هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023/ والذي نشر مساء أمس الثلاثاء، إلى أن الشاباك "فشل" في مهمته الأساسية بمنع الهجوم، مشيرًا إلى أن السياسات الحكومية أسهمت في تصاعد الخطر دون اتخاذ إجراءات وقائية.

وأقر رئيس الجهاز، رونين بار، بأن الشاباك لم ينجح في منع الهجوم، قائلاً: "لم نمنع المجزرة، وسأحمل هذا العبء على كتفي طوال حياتي". وأوضح التقرير أن الجهاز لم يتعامل مع المعطيات التي كانت لديه بالجدية المطلوبة.

وتحدث التحقيق الجديد عن 5 أسباب إستراتيجية أدت الى اتخاذ قرار الهجوم الذي باغت الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

وأكد أن من أهم هذه الأسباب الانتهاكات التراكمية للحرم القدسي، ومعاملة الأسرى الفلسطينيين، ثم فشل المستوى السياسي.

كما بينت نتائج التحقيق وجود مبالغة في قدرات الجدار وقوات الجيش الإسرائيلي، وغياب للرقابة الفعالة.

وشدد التحقيق الداخلي الذي أجراه الجهاز على أنه "لو تصرف الشاباك بشكل مختلف، لكان بالإمكان منع الهجوم"، مضيفًا أن التحقيق "يتطلب مراجعة شاملة للوصول إلى الحقيقة وتصحيح الأخطاء".

الجانب الاستخباراتي لهجوم 7 أكتوبر

وبيّن التقرير أن الشاباك كان يمتلك منذ عام 2018 معلومات حول خطة حماس لهجوم شامل على إسرائيل، عُرفت باسم "جدار أريحا"، لكن لم يتم اعتبارها تهديدًا محوريًا. وأوضح التحقيق أن هذه الخطة، التي أُعيد تقييمها في 2022، لم تُدرج ضمن السيناريوهات المرجعية لدى الجهاز، ولم يتم التعامل معها كخطة فعلية لهجوم مستقبلي.

كما أشار إلى أن الجهاز تلقى "مؤشرات تحذيرية ضعيفة" ابتداءً من صيف 2023، ومع ذلك لم يفسرها بالشكل الصحيح ولم يتخذ إجراءات وقائية بناءً عليها. كما أشار التحقيق إلى أن الفشل في تحليل المعلومات المتوفرة بشكل دقيق أدى إلى تعطيل قدرة الشاباك على اتخاذ قرارات استباقية لمنع الهجوم.

كما كشف تحقيق الشاباك عن الجانب الاستخباراتي لهجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وقال إن التقييم الاستخباري كان غير صحيح بسبب المقارنة مع حالات سابقة.

وجاء في التحقيق أنه "في الساعة 03:03، صدر إنذار بشأن تفعيل شرائح هواتف خليوية (SIM) وهو مؤشر لعملية هجومية"، مؤكدا أن "عدد شرائح الهواتف (SIM) التي تم تفعيلها في الليلتين السابقتين للهجوم هو 45 شريحة".

ولفت التحقيق إلى أن "الصورة الاستخباراتية ليلة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول أشارت إلى علامات مقلقة بشأن نشاط حماس لكن التقدير كان أن الحركة غير معنية بالتصعيد".

وأشار تحقيق الشاباك إلى أن "هجوم حماس لم يكن بالنسبة لنا سيناريو واقعيا"، مؤكدا أنه بالرغم من المخاوف من نشاط مفاجئ، لم يتم تحديد نطاق الهجوم، ولم يتناسب الرد العسكري مع حجم التهديد.

وأضاف التحقيق الإسرائيلي أن من بين الإخفاقات فجوات في جمع المعلومات الاستخبارية، والفشل في نشر عملاء، وعدم التقدير الكافي لإمكانية خداعنا من قبل حماس، والمبالغة في تقدير قواتنا الدفاعية على الحدود.

وأوضح أن أحد الأخطاء الجوهرية كان في تقييم نوايا حماس، حيث اعتقد الجهاز أن الحركة تركز على تعزيز نفوذها في الضفة الغربية بينما تسعى للحفاظ على هدوء في غزة، وهو ما تسبب في سوء تقدير استعداداتها لهجوم واسع.

وجاء في التقرير الذي أورد من خلاله الشاباك جزءا من تحقيقه أن "حقيقة أن الجهاز لم يعتبر شنّ حماس لهجوم واسع النطاق سيناريو واقعيًا، إلى جانب تقييمه بأن الحركة تركز على الضفة الغربية وتفضّل إبقاء غزة كساحة هادئة، أثّرت بشكل خطير على القدرة على اتخاذ قرارات صحيحة طوال الفترة التي سبقت 7 أكتوبر، وخاصة في ليلة الهجوم".

واعترف الشاباك بأن قدرته على جمع المعلومات الاستخباراتية في قطاع غزة تضررت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن تراجع حرية العمل الأمني الإسرائيلي داخل القطاع أدى إلى تقليص مصادره البشرية هناك.

وبيّن التحقيق أن الشاباك فقد شبكة عملائه داخل غزة بعد عملية فاشلة في خان يونس عام 2018، حيث أدى الكشف عن هذه العملية إلى تصفية مصادر استخباراتية رئيسية للجهاز داخل القطاع. ورغم محاولات إعادة بناء الشبكة، أشار التقرير إلى أن الجهاز "واجه صعوبات كبيرة في تشغيل عملاء داخل غزة بشكل فعال".

وجاء في التحقيق الذي كشف الشاباك عن أجزاء منه، أن الجهاز امتلك مجسات استخباراتية متطورة، حصل عليها من عمليات خاصة، لكنها لم تُستغل بالشكل الأمثل، ولم يتم تحليلها بالشكل الذي يسمح بقراءة نوايا حماس الحقيقية قبل الهجوم.

كما بيّن التحقيق إخفاقات في التنسيق بين الشاباك والجيش الإسرائيلي، حيث لم يتم تحديد المسؤوليات بشكل واضح بين الجانبين في ما يخص جمع المعلومات الاستخباراتية والإنذار المبكر بين الشاباك وشعبة الاستخارات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي ("أمان").

وعلقت  القناة 13 العبرية، بالقول إن ضجة في "إسرائيل" أول تقرير استخباراتي رسمي يتهم "نتنياهو وبن غفير" بتأجيج مشاعر حماس وتسريع خطة الهجوم بسبب سياساتهم ضد المسجد الأقصى وفي الضفة وضد الأسرى الفلسطينيين
 
وأشارت القناة العبرية، إلى أن تحقيق الشاباك يتهم الحكومة ورئيسها بشكل واضح بالتسبب بهجوم السابع من أكتوبر، وذلك خلافًا لتقرير "الجيش الإسرائيلي" الذي جاء أقل حدة حيال المستوى السياسي.

وقال تحقيق الجيش الإسرائيلي إن فرقة غزة تم إخضاعها في الساعات الأولى من الهجوم وإن صده بدأ في ساعات الظهيرة، مقرا بأن "الثمن الذي دفعناه في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) كان غير محتمل من حيث القتلى والجرحى".

وقال مسؤول عسكري لصحافيين إن هجوم "السابع من أكتوبر (تشرين الأول) كان عبارة عن إخفاق تام"، وإن الجيش "أخفق في تنفيذ مهمة حماية المدنيين الإسرائيليين".

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه أن "الكثير من المدنيين قتلوا في ذاك اليوم وهم يسألون أنفسهم أو بصوت مرتفع، أين كان" الجيش الإسرائيلي؟

وأكد الجيش في ملخص عن التقرير لوسائل الإعلام أن قواته "أخفقت في حماية المواطنين الإسرائيليين. تم التفوق على فرقة غزة (الإسرائيلية) في الساعات الأولى من الحرب، مع سيطرة" فصائل المقاومة على الأرض.

من جهتها، كشفت القناة 14 الإسرائيلية أن التحقيقات التي يجريها الجيش الإسرائيلي وعرض بعضها، ليست سوى غيض من فيض الفشل الهائل.

وقالت القناة إن 10% فقط من قائمة الإخفاقات تم الكشف عنها للجمهور، بينما هناك قائمة أخرى أكثر صعوبة في الاستيعاب.

وأضافت أنه تبين أن فشل الجيش الإسرائيلي ليس فقط في ليلة السابع من أكتوبر/تشرين الأول بل تم بناؤه على مدى عقد من الزمان، وأن هذا الفشل ترسخ داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

وذكرت أن شعبة الاستخبارات العسكرية اعترفت بأنه حتى بعد الانتهاء من التحقيقات فإنها لا تزال لا تعرف كل شيء عن التنظيمات المسلحة في قطاع غزة.

ونقلت عن مسؤولين في شعبة الاستخبارات أن الجيش الإسرائيلي دخل الحرب في الجنوب من دون أن يفهم عدوه بشكل كامل، وهذه نقطة خطيرة جدا تفسر لماذا لا تزال حماس موجودة حسب تعبير المسؤولين في الشعبة.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة