خاص - شهاب
اقتحم 191 مستوطنا، المسجد الأقصى المبارك، وأدوا طقوسا توراتية فيه، خلال أول أيام عدوان ما يسمى "عيد المساخر/البوريم" العبري.
وأفاد الباحث المختص في شؤون القدس زياد ابحيص لـ(شهاب) أنه بذلك، ارتفع عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى، في أول أسبوعين من شهر رمضان الحالي، إلى 1,406.
وقال ابحيص: "اقتحم الأقصى اليوم 191 من المتطرفين الصهاينة في أول أيام موسم عدوان "البوريم العبري". ورغم أن هذا العدد ليس الأعلى في أيام رمضان نتيجة الطبيعة الهامشية لهذا العيد وعدم ارتباطه بأسطورة الهيكل، إلا أن جماعات الهيكل المتطرفة أوصلت معدل المقتحمين خلال أيام شهر رمضان المبارك إلى 156 مقتحماً يومياً وبمجموع 1,406 مقتحمين خلال أول أسبوعين، حيث يغلق باب الاقتحام أيام الجمعة والسبت".
وبحسبه، أدى المقتحمون طقس الانبطاح "السجود الملحمي" على ثرى المسجد الأقصى في ساحته الشرقية خلال اقتحامهم كما وثق بعض الناشطين الصهاينة في ما يسمى بـ "مدرسة جبل الهيكل الدينية"، وهي مدرسة توراتية تتخذ من المسجد الأقصى مقراً لها؛ وقد سبق أن حرص أتباعها على أداء الطقوس العلنية وعلى استعراضها في الأقصى في نهار رمضان عدة مراتٍ هذا العام.
وأضاف: "بالمقابل تستمر معضلة العجز عن توثيق ما يحصل في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك، حيث يستفرد المقتحمون بها تحت حماية شرطة الاحتلال ويتصرفون وكأنها كنيسهم غير المعلن في الأقصى".
وأشار إلى أن حراس الأقصى التابعين للأوقاف الأردنية لا يتمكنون من الاقتراب منها خلال الاقتحام ليقتصر التوثيق على صور ومقاطع مصورة من مسافات كبيرة تزيد أحياناً عن 100 متر، ولولا ما يتباهى به المقتحمون من عدوان لما أمكن رصد ما يجري داخل أحد أقدس مقدسات المسلمين.
ويستمر موسم عدوان "البوريم العبري" استثنائياً لمدة أربعة أيام هذا العام، ما يعني أن الأحد 16-3 من الممكن أن يشهد أيضاً دعوات لاقتحام الأقصى بمناسبة "عيد المساخر" العبري،
ما هو "عيد المساخر"؟
وبدأ الخميس "عيد المساخر" التوراتي والذي يستمر هذا العام حتى يوم الأحد 16-3، وهو عيد ديني هامشي يؤرخ لأسطورة هلاك وزير فارسي تقول التوراة إنه دبر مقتَلة لليهود فقُتل هو في اليوم الذي حدده لقتلهم، وذلك بتدبير من "إستير" المحظية اليهودية للملك أحشويرش وبمساعدة ابن عمها وراعيها مردخاي.
ولا يتصل هذا العيد بأسطورة "الهيكل" لأنه يؤرخ لحدث تزعم التوراة إنه قد حصل في منفى اليهود في الإمبراطورية الفارسية، ومع ذلك تسعى جماعات الهيكل المتطرفة لتحويله لمناسبة لتعزيز اقتحامات المسجد الأقصى.
ولم يتوقف اقتحام المتطرفين الصهاينة للأقصى طوال شهر رمضان حيث حددت شرطة الاحتلال الساعات ما بين 7-11 صباحاً لهذه الاقتحامات خلال رمضان الحالي، ويحرص المقتحمون على أداء طقس الانبطاح "السجود الملحمي" في الأقصى بشكل يومي، كما يواصلون صلواتهم الجماعية العلنية.
وهذا التزامن بين رمضان وبين عيد ديني يهودي هامشي هو "عيد المساخر" يعيد إلى الأذهان خمسية المواجهة في الأقصى ما بين 2019-2023 حيث كانت "أعياد" قومية صهيونية ودينية يهودية تتقاطع مع شهر رمضان المبارك على مدار خمس سنوات شهدت معركتين هما معركة سيف القدس في 5-2021 ومعركة الاعتكاف في 4-2023.