تقرير عملية جنين.. ضربة قاصمة للاحتلال وفريق التنسيق الأمني!

قوات الاحتلال

تقرير خاص - شهاب

لا شك أن الشارع الفلسطيني بأسره ينظر إلى عملية "كمين حاجز الجلمة" التي أسفرت عن مقتل ضابط "إسرائيلي" برصاص مقاومين، على أنها "عمل بطولي"، لكن في حقيقة الأمر هي مزعجة جدا بالنسبة للسلطة ورئيسها محمود عباس.

ويرى مراقبون أن عملية حاجز "الجلمة" تشكل أزمة للسلطة وتضعها في مأزق، ليس فقط لأنها عكس سياستها وسلوكها الذي يقدس التنسيق الأمني مع الاحتلال، بل لأن أحد منفذيها شاب مقاوم يعمل في جهاز الاستخبارات العسكرية التابع لها.

واستشهد فجر الأربعاء، الشابان أحمد أيمن عابد (يعمل في الاستخبارات العسكرية الفلسطينية) وعبد الرحمن عابد من كفردان، في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال عند حاجز "الجلمة" شمال جنين، أسفر عن مقتل ضابط في الجيش "الإسرائيلي".

وتأتي هذه العملية، في ظل اتهامات متبادلة بين قيادة السلطة والاحتلال، الذي يتهمها بأنها أصبحت ضعيفة ولم تعد قادرة على السيطرة وضبط الأوضاع؛ مع توالي عمليات المقاومة البطولية في جميع المدن بالضفة الغربية المحتلة.

اقرأ/ي أيضا.. تفاصيل عملية "كمين حاجز الجلمة" ومقتل ضابط "إسرائيلي"
 

"ضربة للتنسيق الأمني"

الباحث في الشؤون الأمنية والفكرية عبدالله العقاد، عقّب على عملية جنين، قائلا: "الشهيد البطل أحمد عابد نموذج يحتذى به"، مضيفا أن "انخراط أفراد من الأجهزة الأمنية في المقاومة يشكل ضربة قاصمة لمشروع التنسيق الأمني".

كما وصف الكاتب والباحث السياسي ماجد الزبدة، الشهيد أحمد عابد بأنه "بطل ثار على التنسيق الأمني في الضفة ورفض التعاون المهين الذي يربط أجهزة عباس الأمنية بالاحتلال وأصر على الدفاع عن كرامة شعبنا فنال شرف الشهادة في عملية جنين التي أدت إلى مقتل ضابط صهيوني". 

وأكد الزبدة، فخر الشعب الفلسطيني بالشهيد عابد، داعيا أبناء الأجهزة الأمنية في الضفة المحتلة إلى الاقتداء به ورفض التعاون الأمني مع الاحتلال.

وأشار إلى أن هذا الرد من الشهيدين البطلين أحدهما عنصر أمن فلسطيني، جاء بعد تفاخر حسين الشيخ بلقائه مع وفد الايباك أقوى جماعات الضغط اليهودية الداعمة للاحتلال في الولايات المتحدة بالتزامن مع الكشف عن لقاء جمع الشيخ وماجد فرج مع مسؤولين صهاينة لمحاربة المقاومة الفلسطينية.

وقال إن "جنين عادت كما كانت عنوانًا للمقاومة وساحةً للتضحية والفداء".

"تحطم كاسر الأمواج"

وفي السياق ذاته، رأى المختص في الشأن "الإسرائيلي" عادل ياسين، أن عملية جنين، حطّمت حملة "كاسر الأمواج" التي يشنها الاحتلال في الضفة المحتلة منذ شهر مارس الماضي بهدف "القضاء على المقاومة" ووقف عملياتها.

واعتقل الاحتلال، مئات الفلسطينيين، واغتال آخرين، بعضهم هدم منازلهم بالصواريخ المضادة للدروع، إلا أن كل هذا فشل في وقف أو تراجع عمليات المقاومة في الضفة المحتلة بل زادت وتيرتها بشكل أكبر لم تتوقعه "إسرائيل".

وقال ياسين لـ"شهاب" إن هذه العملية أثبتت تحطيم "كاسر الأمواج" وتمريغ أنوف من يؤمن أو يعتقد بأن الاعتقالات والاغتيالات ستوقف أمواج الغضب الفلسطيني وكذلك استمرار تآكل قوة الردع وفشل محاولات ترميمها". 

وأكدت عملية جنين، وفق ياسين، أن "جذوة المقاومة باقية ما بقي الاحتلال وأن المنطقة لن تنعم بالاستقرار والأمن ما لم يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه"، وأيضا فشل الاستعدادات وأكذوبة الجاهزية للتعامل مع التهديدات من قبل جيش الاحتلال.

وأضاف أن هذه العملية تبرهن جرأة وإقدام واستعداد للتضحية لجيل فلسطيني ثائر ملّ من وعود السلام وفقد ثقته بقيادة تمسكت به كخيار وحيد، موضحا أن هذا الجيل يمتلك زمام المبادرة واقتحام للحدود وعدم انتظار اقتحامات الاحتلال.

"المقاومة ستشتعل بالضفة"

أما الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، فقد اعتبر أن "ما حدث عند حاجز الجلمة في جنين عنوان المرحلة في كل الضفة الغربية"، مؤكدا أن المقاومة ستشتعل وتعمّ الضفة ويلتحم أهلها في مقاومة قوات الاحتلال والمستوطنين.

وقال الصواف لـ"شهاب" إن "القادم سيكون عنوان المرحلة وبطش الاحتلال وإرهابه لن يثني شعبنا الفلسطيني عن المقاومة، بل سيزيد فيها وفي فعلها".

وبحسب الصواف، فإن مشاركة بطل من جنين يعمل في جهاز الاستخبارات العسكرية في الاشتباك هو مؤشر على ما سيكون من مشاركة الجميع وأن التعاون الأمني هو الجريمة التي بات يرفضها غالبية أبناء الشعب الفلسطيني ومنهم أبناء بعض الاجهزة الأمنية التي ظن الاحتلال أنهم باتوا على الاقل عنصرا محايدا. 

واستدرك قائلا: "لكن ما يحدث يقول للمحتل، خاب ظنك فنحن أبناء فلسطين المدافعين عنها، لن نكون محايدين أو متعاونين، بل أبطال مقاتلين دفاعا عن شعبنا وأرضنا مشاركين في مشروع التحرير وكنس الاحتلال".

وأضاف أن "الضفة تقول كلمتها وتسير على نهج المقاومة ولن يقف أمامها بطش الاحتلال ولا تعاون المتعاونين والمنسقين معه، بل ستؤكد الضفة أنها المخزون الحقيقي للمقاومة والمقاومين ونواة التحرير والبطولة وأنها قادمة وفي طريقها نحو استكمال البناء المقاوم".

"رسالة تحذير للاحتلال"

وكانت حركة "حماس" قد باركت العملية النوعية والبطولية للمقاومة، التي نفذها الشابان المجاهدان أحمد أيمن إبراهيم عابد (23 عامًا) وعبد الرحمن هاني صبحي عابد (22 عامًا)، عند حاجز "الجلمة" بعد اشتباك مسلح قتل خلاله ضابط "إسرائيلي".

وعبرت "حماس" عن فخرها بكل الشهداء الأبطال، والشهيد أحمد عابد، الذي قدَّم نموذجًا وطنيًّا، وتقدَّم زملاءه في الأجهزة الأمنية ليزرع الرَّصاص في قلب جنود الاحتلال، وليؤكّد مجدّداً للعدو أنّ شعبنا عصيّ على التدجين.

وأضافت أنَّنا وإذ ننعى إلى شعبنا الفلسطيني وإلى أمتنا العربية والإسلامية شهيديْ الفجر، لنؤكّد أنَّ عملية جنين البطولية اليوم ما هي إلّا رسالة تحذير للاحتلال الصهيوني، الذي يتجهّز لتصعيد انتهاكاته في المسجد الأقصى المبارك، ويحشد مستوطنيه لتدنيسه، متابعة إن شعبنا ومقاومته مستعدون دومًا للدفاع عن القدس والأقصى مهما بلغت التضحيات.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة