ماجد الزبدة

احتفال حركة فتح في الذكرى الثامنة عشر لاغتيال عرفات

المهرجان الجماهيري الذي أقامته حركة فتح - تيار عباس غرب مدينة غزة في الذكرى الثامنة عشر لاغتيال الراحل أبو عمار يؤكد من جديد أن المقاومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس في غزة تؤمن بالشراكة السياسية، وتحرص على توفير بيئة خصبة لممارسة العمل السياسي، وحرية الرأي والتعبير لمختلف أطياف اللون السياسي الفلسطيني وفي مقدمتها حركة فتح بتياراتها المختلفة، بل وتبادر إلى توفير الأمن والأمان والموارد التي تكفل لمختلف القوى الفلسطينية الصدح بأفكارها وآرائها السياسية في أي وقت شاءت دون تقييد أو ملاحقة.

كفلسطيني أوجه تحية احترام لمبادرة حماس بتوفيرها أجواء إيجابية لحركة فتح لعقد مهرجانها الجماهيري في غزة نظرًا لرمزية الراحل أبو عمار في قلوب الفلسطينيين، وباعتبار التجمع الجماهيري وإعلاء الرأي السياسي حق مكفول لجميع المواطنين على حد سواء و لا يجوز منعهم أو حرمانهم من الصدح بآرائهم السياسية تحت أي ذريعة كانت، وفي المقابل فإن نظرة سريعة إلى حرية الرأي والتعبير السياسي بالضفة تجعل الفلسطيني يشعر بغصة كبيرة وهو يفتقد هذه الأجواء السياسية وحرية الرأي والتعبير في مدن وبلدات الضفة، حيث يواجه الفلسطيني ملاحقة مزدوجة من الاحتلال الذي يمنعه من المطالبة بحريته واستقلاله ومن أجهزة السلطة الفلسطينية التي تحرص على تشديد قبضتها الأمنية ضد خصومها السياسيين، وتحرمهم من أبسط الحقوق وفي مقدمتها منع الحريات العامة وتقييد حرية الرأي والتعبير، وملاحقة نشطاء الرأي المخالفين لنهج المفاوضات العقيم، وما مشاهد منع أجهزة السلطة وسائل الإعلام من تغطية المؤتمر الشعبي الفلسطيني، وإغلاق مقره في رام الله عنا ببعيد. 

إحتفاء حركة فتح التي تمثل قيادة السلطة الفلسطينية في ذكرى إغتيال الراحل أبو عمار يثير تساؤلات كبيرة حول سبب عدم الإعلان عن قتلة أبو عمار رغم مرور ثمانية عشر عامًا على اغتياله، ومن المستفيد فلسطينيًا من تغييبه عن المشهد السياسي آنذاك، ولماذا تم إقصاء اللواء توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق في اغتيال أبو عمار من اللجنة المركزية لحركة فتح، ومدى صحة وثائق التحقيق الذي أجرته اللجنة مع قيادات وازنة من حركة فتح والتي أشارت جميعها بأصابع الاتهام في تغييب عرفات عن المشهد آنذاك إلى محمود عباس والجوقة السياسية التي أمسكت بزمام السلطة من بعده؟

إن الاحتفاء في ذكرى اغتيال الراحل أبو عمار دون إعلان واضح عن أسماء قتلته الذين تعاونوا مع الاحتلال في تغييبه قسرًا عبر تسميمه يبقى محاولة مقصودة لتشتيت انتباه الفلسطينيين وتغييب وعيهم عن المطالبة بمحاسبة قتلة الراحل عرفات، الذين حاولوا طمس معالم جريمتهم النكراء عبر إغراق قبر الراحل في ليلة ظلماء بأربعة عشر كوبًا من الباطون المسلح بحسب تسريبات لجنة التحقيق رغم أن القبر يقع داخل مبنى المقاطعة في رام الله.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة