تقرير في غزّة .. الجوالات في طريقِها للانْقراض!

شهاب - تقرير

في ظل الحرب المدمرة التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة ، تتزايد حاجة الناس للتواصل، خصوصا أن غالبية سكان القطاع ينزحون بشكل متكرر ، مما شتت شمل الكثير من الأسر ما بين شمال القطاع وجنوبه، أو حتى خارج فلسطين، ناهيك عن حالات الطوارئ التي يصبح فيها الهاتف الخليوي وسيلة نجاه. 

وبعد أكثر من عام على العدوان تتزايد صعوبة التواصل، مع بداية تناقص أجهزة الاتصال الخلوية، بسبب منع الاحتلال إدخالها وتلف الكثير منها. 

تقول المواطنة "رانية المصري" 34 عاما، النازحة في خانيونس،" مع صباح كل يوم أحرص على التواصل مع والدي وأشقائي في مدينة غزة للاطمئنان عليهم، مستعينة بهاتف ابنتي الذي أصبح الوحيد الذي نملكه بعد تلف هاتفي وهاتف زوجي وهواتف باقي أبنائي، إما بمياه الأمطار التي اجتاحت خيمتنا أو التراب وتلف شاشة اللمس بفعل الصدمات والنزوح المتكرر، وحتى تلف البطارية بسبب الشحن عبر الطاقة الشمسية". 

وتشير أن الهواتف تستخدم أيضا للإنارة في ظل انقطاع تام للتيار الكهربائي، والاستماع للمذياع، كما أصبحت وسيلة الترفيه الوحيدة لأبنائها في خيمة النزوح. 

وتشكو "المصري" من الارتفاع الجنوني في أسعار الهواتف واختفاء الجديد من السوق تماما، وتقول" أسعار الهواتف المستعملة فلكية، وهي غير مضمونة، وحتى إصلاح الهاتف التالف غير متاح غالبا بسبب عدم توفر قطع الغيار، وإن توفرت فهي تتجاوز أضعاف سعر الهاتف وهو جديد"!

ارتفاع جامح !

المتجول في الأسواق في قطاع غزة في ظل العدوان، يجدها "بسطات" على قارعة الطريق، بينها بسطات للهواتف المستعملة تعرض عدد قليل منها في حالات يرثى لها. 

الشاب سالم دياب "29 عاما" صاحب إحدى البسطات يصف حال السوق بأنه دوامة تكبر و تبتلع جيوب المواطنين، ويقول" أعلم جيدا أن الأسعار غير منطقية ومن يشتري هاتف في هذه الظروف يكون في حاجة ملحة إليه، ولكن ارتفاع الأسعار ليس بسبب البائعين فقط، فنحن نشتري الهواتف من مواطنين بسعر مرتفع للغاية كونه سلعة ثمينة، لنعيد بيعه ونحصل على ربح مقبول لنا". 

ويتابع دياب،" هناك انواع اختفت من السوق وأخرى تباع مستعملة بأكثر من خمسة أضعاف سعرها وهي جديدة، كما أن الهواتف البدائية التي تسمى (الكشاف) أصبحت أكثر طلبا، لطول عمر بطاريتها وقدرتها على الانارة لفترة طويلة بالإضافة لتشغيل قنوات المذياع، وقد أصبح سعر المستخدم منها 250 شيكل، في حين كان يباع الجديد قبل الحرب بنحو 50 شيكل". 

أزمة خانقة .. وفرصة

أما المواطن خالد أبو عيشة "28 عاما" وهو فني تصليح هواتف خلوية فقد اعتبر الحرب "فترة ذهبية" لعمله الذي ينمو بشكل كبير، على الرغم من شح شديد في قطع الغيار. 

يقول " أكثر الاعطال التي ترد إلينا شاشات اللمس التي يصعب بل يستحيل استبدالها لعدم توفرها بالسوق، وبالتالي يصبح الهاتف عديم الفائدة، كمان أن تعرض هواتف النازحين للشمس والتراب يرفع حرارتها ويتلف بعض أجزائها الداخلية". 

ويشير أبو عيشة أن شحن الهواتف بواسطة ألواح الطاقة الشمسية قد يعرض البطارية ومدخل الشحن للضرر، بسبب عدم ثبات التيار في غالبية نقاط الشحن، كما يؤكد أن الشواحن المتواجدة في السوق حاليا باهظة الثمن وغير أصلية وتتلف بسرعة وتؤثر على الهواتف.

ويتابع "ارتفاع الأسعار طال أيضا اكسسوارات الهواتف من سماعات ووصلات شحن التي قفز متوسط سعرها من 15 شيكل إلى 90".

ويؤكد أبو عيشة أن غالبية مواطني قطاع غزة بحاجة إلى إصلاح هواتفهم أو هواتف جديدة، وهذا لن يحدث إلا بإدخالها للقطاع بالكميات الكافية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة