من كان يرثي الشّهداء صار شهيدًا.. من هو حمزة أبو قينص؟ (شاهد)

خاص/ شهاب

من كان يرثي الشهداء صار شهيدًا، وكلُّ غزّة من صغيرها لكبيرها نعتْه وكأنّها فقدتْ صديق المواساة الذي كان يضع يده على وجع الفقد، فيحتضنه طمأنينةً بحلو اللقاء مع السّابقين إلى الجنة.

حمزة أبو قينص، الصّوت الذي عرفته كل القلوب المكلومة في غزة، وهي تودّع شهداءها واحدًا تلو الآخر.

"مع السّلامة يا مسك فايح" أنشدها حمزة فتحوّلت إلى رمز للصبر الذي يُضمّد على قلوب الأمهات وهن يودّعن أبناءهنّ واحدًا تلو الآخر، فتتحول الدموع إلى زغرودة بصوت مرتجف: "مع السّلامة يا مسك فايح".

وأعلنت وسائل الإعلام، أمس الأحد، ارتقاء المُنشد حمزة أبو قينص، ابن حيّ اليرموك في مدينة غزّة، الذي اختار الصّمود في شمال القطاع، وكان شعاره الصّادق: من الشّمال إلى الجنّة، ليرتقيَ شهيدًا إلى ربه، بعد 374 من حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال على القطاع بغطاء أمريكي كامل وصمت دولي.

ووفقًا للصحافة الفلسطينية، فقد تم التأكيد على استشهاد أبو قينص بعد أيام من القصف، فلحق بباقي أفراد عائلته الذين استشهدوا خلال الحرب، بمن في ذلك والده وشقيقه الأصغر.

ومنذ أيام الحرب الأولى، لم يلتق حمزة بزوجته وأولاده الذين نزحوا إلى جنوب قطاع غزة، بينما بقي هو في الشمال.

وكتبتْ الصّحفية يُسرى العكلوك عقب استشهاد أبو قينص :"عن شاب من غزة كُتب له القبول في الأرض! لدرجة أن يرثيه الناس في كل مرة أشيع فيها خبر ارتقائه.. كأنها أول مرة! كل صفحات الغزيين تبكي " مُرثي الشهداء "حمزة"!

ونعى الإعلامي في قناة الجزيرة تامر المسحال، الشهيد أبو قينص عبر منصة "إكس "من كان يرثي الشهداء .. صار شهيدًا ابن غزة ومنشدها حمزة أبو قينص شهيدًا".

وأما الصّحفي أنس الشريف، كتب على صفحته عبر منصة "إكس" مع السلامة يا حبيبي مع السلامة يا مسك فايح استشهاد المنشد حمزة أبو قينص أحد أشهر المنشدين في غزة في هذا المقطع، يمازحنا الشهيد حمزة، أنا والشهيد الحبيب إسماعيل الغول، ويعدنا بالإنشاد… إنا لله وإنا إليه راجعون".

وحمزة أبو قينص منشد فلسطيني يحظى بشعبية كبيرة، نظرًا لتخصصه في الإنشاد الديني ورثاء شهداء الشعب الفلسطيني طوال السنوات الماضية.. من أشهر أناشيده "مع السلامة يا مسك فايح، وذاب اشتياقا قلبي، وشيعوه".

وقال حمزة في إحدى البرامج الإذاعية، إنه "بدأ في المجال الفني في سن صغير. كانت أول مشاركة  في مجال الأستديوهات والتسجيل الصوتي. لكن من صف رابع ابتدائي كان مشاركًا باستمرار على الإذاعة المدرسية وتحديدًا في الجانب الإنشادي".

وعن الشّهرة التي اكتسبها في رثائه للشهداء، قال حمزة "لا أحد يستحق أن يغنى له ويرثى أكثر من الشهداء. أنا تربطني علاقة حب واحترام مع تمني لخاتمتهم وهي أكبر مناي. كرم الشهادة هذا، مرحلة بدها تعب برضو، لما توصل لمرحلة إنه ربنا يحسن ختامك شيء طبيعي ولا ما في حاجة عنه. على وجه الأرض أجمل من إنه ربنا يكتب لك اياها. إذا ما كانت يعني الشهادة بالقيمة هاي والعظمة هاي كان ما تمناها النبي عليه الصلاة والسلام. أجرها عظيم وحسن خاتمة عظيم وكرم من الله عز وجل لكن برضه إلها ناسها".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة