الفوضى والفلتان مسلسل يطال الجميع

تقرير لماذا بلدية الخليل.. وما مصلحة عماد خرواط باستهدافها؟

إطلاق النار على عبد الكريم فراح

الخليل – تقرير شهاب

جاء إطلاق النار على عضو مجلس بلدي الخليل، المحامي عبد الكريم فراح، وسرقة مركبته واحراقها من قبل 8 مسلحين، تكليلا لمسلسل الفوضى والفلتان الذي تقوده حركة فتح، برعاية ودعم من أجهزة السلطة الأمنية لمنع أيّ فصيل من الوصول لإدارة أي مؤسسة في الضفة الغربية.

والناظر في تاريخ حركة فتح يرى أنها لا تقبل إلا أن تكون هي المتحكمة في الأمور، ولا تقبل الشراكة أو التعاون، من بداية السيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية، وصولا لزرع الانشقاقات في التنظيمات ذات التأثير القوي مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ودعم انشقاق الجبهة الديمقراطية عنها.

العصي في الدواليب

وبعد النجاح الساحق الذي حققته حركة حماس في الانتخابات التشريعية، رفضت حركة فتح الدخول في أي حكومة وحدة، ورفضت رئاسة السلطة التنسيق معها، وقامت بسحب صلاحيتها، ورفضت الأجهزة الأمنية تنفيذ أوامرها، في محاولة لاسقاطها ووضع العصي في الدواليب.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، بدأت عمليات إطلاق النار التي تستهدف قيادات حركات حماس والمؤسسات الحكومية والخاصة، تحت مسميات عديدة، ومن أجل تحقيق غايتها وصل استهداف هذه المجموعات لأشخاص في فتح من أجل نشر الفوضى والفلتان، لإشعار الشارع للحاجة لسلطة تحميهم، وهي في الأساس الداعمة الأولى لهذا الفلتان والفوضى.

وهذه العقلية التي تتعامل بنفس المنهج مع قياداتها التي تحاول التغريد خارج سرب القيادة وما تريده، وهذا ما حصل مع القيادي نبيل عمرو وإطلاق النار على أقدامه لأنه خالف القيادة في تصريحاته، وهذا سبب مقتل مدير المخابرات في قطاع غزة برصاص مسلحين.

ووصلت هذه العقلية في التفرد لدى قيادة حركة فتح، حتى ملاحقة أقرب المقربين لهذه السلطة والذي حاول فرض سيطرتها على قطاع غزة بالحديد والنار، وعقب هروبه من قطاع غزة، قرب عباس دحلان له وعزز نفوذه، ولكن عندما بدأ نفوذه يكبر حتى وصل لعدد مسلحين أكبر وإقامة مؤسسات داخل رام الله، بدأ المقربين من عباس تخويفه من هذا النفوذ الكبير فبدأت حرب التصفيات والاعتقالات وصولا لهروب دحلان، الذي تعود على هذا الأمر.

زرع الفتنة

وتواصلت هذه العقلية في استغلال الفلتان والفوضى، وتحت ذريعتها لاحقت السلطة المقاومة والمقاومين، وتحت تهديد السلم الأهلي سعت السلطة لتطبيق أجندتها في تمزيق السلم الأهلي وزرع الفتنة داخل العائلة الواحدة، لضمان بقائها القوى الوحيدة القادرة على فرض سيطرتها وتطبيق سياستها دون أي معارضة.

وطبق عباس سياسة التفرد بالقوة داخل منظمة التحرير، وقام بقطع مخصصات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الفصيل الثاني في هذه المنظمة لأنها خرجت خارج سربه، وكذلك وصلت الأمور للجبهة الديمقراطية والتلويح بوقف مخصصاتها، ووصل لسدة قيادة المنظمة أعضاء في أحزاب لا يشكلون أي قيمة في تاريخ القضية ولا واقعها حتى يقولوا فقط سمعنا واطعنا.

نزار بنات

وكلما زادت الأحداث التي يحاول فيها الناس اعلاء صوتهم، تعلوا موجة الفوضى والفلتان، بدعم ورعاية كاملة من أجهزة السلطة وأقاليم حركة فتح، وعندما قام الناشط نزار بنات بإعلاء الصوت أمام هذه الفوضى والفساد الذي ينخر عظم هذه السلطة وأصبح متفشيا في كل مكان، كان الحل لدى هذه العقلية هو بالتصفية وعلى يد عناصر من الأجهزة الأمنية بعد تعرض منزله لإطلاق نار عدة مرات على يد عناصر من حركة فتح.

وعندما حاول الطلاب في جامعة النجاح الخروج من القبضة البوليسية التي يفرضها عناصر فتح والأجهزة الأمنية، تم الاعتداء على الطلاب بالضرب والسحل ورش الغاز، فرضا للقوة والجميع يشاهد دون تحريك.

 

ناصر الدين الشاعر

وبسبب الدور الفعال الذي قام به الدكتور ناصر الدين الشاعر، والذي يوصف بأكثر شخص وحدودي وحافظ على فتح الخطوط مع حركة فتح، والتواصل الدائم معها، عندما حاول التدخل لوقف ما يجري والتدخل لحل هذه الإشكالية والتوسط لتقريب وجهات النظر، كان الحل لدى حركة فتح بالتوجه لاطلاق النار على أقدامه، وكالعادة في هذه المحلات بقي الفاعل مجهولا لدى أجهزة السلطة، التي لديها القدرة للوصول لأي معلومة وايصالها للاحتلال على حد قول رئيس السلطة محمود عباس.

عماد خرواط

وعقب نجاح حركة حماس بالتوافق مع عدة كتل في انتخابات المجلس البلدي في الخليل، بدأ مسلسل الفلتان والفوضى بدعم كامل من أجهزة السلطة وتوجيه من إقليم حركة فتح، والذي يديره عماد خرواط والذي طرد على يد تيسير أبو اسنينة، اثناء رئاسته السابقة للبلدية، لأنه حاول فرض نفوذه وتوظيف من يشاء.

رفض بعدها خرواط أن يكون أبو اسنينة في أي قائمة لحركة فتح، فقام بتشكيل قائمة توافق وطني مع حركة حماس والجبهة الشعبية، وفازت بالأغلبية رغم تدخل جهاز المخابرات بقوته وبتواجد القائد الأول فيه بالخليل وحتى النوم فيها لعدة أيام، ورغم كل ذلك فشلت فتح.

وأمام هذا الفشل بدأت معركة افشال هذه المجلس برعاية خرواط ودعم أساسي من جهاز المخابرات، بعرقلة المشاريع، وكان الأمر الذي حطم جميع هذه المحاولات زيارة رئيس بلدية الخليل للامارات وحصوله على ملايين الدولارات دعما للبلدية ومشاريعها التي تخدم المواطنين، الأمر الذي زاد الحقد والغضب لدى فتح فبدأت بشن حملة ضد رئيس بلدية، وبدأ الفلتان يضرب أطنابه.

وتظافرت الجهود من أعضاء المجلس البلدي المحسوبين على حركة فتح بالتعاون مع السلطة والإقليم لافشال مساعي البلدية وافشال مشاريعها وعرقلة أي إنجازات، وبعدها تحميل مسؤولية هذا الفشل لتيسير أبو سنينة والقائمة المشكلة من عدة فصائل وقوى، وكان هناك محاولة لوقف العمل من داخل البلدية من أشخاص معروف توجههم وانتمائهم، وحاولوا التعدي على المواطنين بحجة أنهم موظفي بلدية.

أسماء الشرباتي

ووصل مسلسل هذا التحريض والدعم وحملة التشويه التي قادها خرواط وحركة فتح بمهاجمة مركبة نائب رئيس البلدية أسماء الشرباتي لأنها فقط رفضت التوظيف "خاوة" لأشخاص مقربين من خرواط ومعروف تاريخهم جيدا، أعقبها اطلاق النار على عيادة زوجها الأسير المحرر الدكتور المعروف بخلقه أمجد الحموري، وبدل أن تقف فتح ضد ما يحصل على الأقل في العلن كما كانت تقوم بذلك، فقدموا استقالتهم من المجلس البلدي كرساله دعم لما يقوم به هذا الفلتان وتحقيقا لأهدافه.

إقرأ/ي تقرير بلدية الخليل.. سلاح الفوضى يضرب بلا حسيب!

عبد الكريم فراح

وكانت خاتمت هذه الأحداث، بعد وقوف أجهزة السلطة متفرجة على ما يحصل رغم الانتشار الكبير والجهود الكبيرة التي تبذل لمنع أي عمليات ضد الاحتلال، ولكنها لم تصل لمطلقي النار، فعادوا من جديد وأطلقوا النار على قدم عضو المجلس البلدي عبد الكريم فراح وسرقوا مركبته وأحرقوها، ومع حالة الغضب التي عمت الخليل بسبب هذه الحادثة وفجاعتها، الا أن أجهزة السلطة لم تحرك ساكنا، ولم تصدر حتى بيان إدانة أو توضيح لما حصل.

ومع محاولة إيصال صوت الخليل لكل مكان، دعا رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة لإضراب عام احتجاجا على ما جرى، فدعت فتح لانتظام الحياة وعدم الاضراب، في رسالة واضحة بأنها خلف كل ما يجري ولا هدف لها غير اسقاط هذا المجلس البلدي ولو على حساب الناس ومصالحهم ودمهم وأمنهم.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة