حمّلت مؤسسات الأسرى الاحتلال المسؤولية عن مصير الأسير المريض معتصم رداد (41 عامًا) والمحتجز في قسم (22) في سجن (عوفر) داخل زنزانة لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية والظروف الصحيّة المناسبة لوضعه.
وأشارت مؤسسات الأسرى في بيانٍ صحافي، إلى أن الأسير المريض رداد يعاني منذ سنوات طويلة مخاطر كبيرة من سياسة الاحتلال في الإهمال الطبي بحقه وجريمة طبية ممنهجة ومتواصلة منذ اعتقاله عام 2006.
وأوضحت مؤسسات الأسرى أن حالة الأسير رداد تعتبر من أصعب الحالات المرضية في سجون الاحتلال "الإسرائيليّ"، وأقدمت إدارة السجون على نقله منذ بداية العدوان من عيادة سجن "الرملة" إلى سجن "عوفر"، إلى جانب أسرى مرضى آخرين تم قمعهم ونقلهم كذلك.
ونقل أحد الأسرى المفرج عنهم مؤخرًا، رسالةً من الأسير رداد، قال فيها: "أشعر بداخلي أنني الشهيد القادم داخل سجون الاحتلال".
وأضاف الأسير رداد :(كلمتي الأخيرة إن كتب الله لي الشهادة في السّجن لا أريد من أحد أن يطالب بجثماني، فمن تركني أموت داخل السجون لا يحق له المطالبة بجثماني، وسواء كان جثماني في ثلاجات الاحتلال وبرفقة أصدقاء المعاناة ناصر أبو حميد، وكمال أبو وعر ووليد دقة أو كان في مقبرة لم يعد هناك فرق وإلى لقاء قريب).
وتابع رداد: "وضعي يتدهور يوميًا، وخلال الأشهر الماضية أصبتُ بحالات إغماء متواصلة، والأمعاء تنزف دمًا يوميًا، ودقات القلب غير منتظمة مع ارتفاع دائم في ضغط الدم، إلى جانب معاناتي من ضيق التنفس، وأكاد أختنق بلا مغيث، عدا عن الآلام الشديدة التي أعاني منها في الظهر والمفاصل، كما أعاني من صعوبة كبيرة في النوم".
وأشار إلى أن الكلمة الوحيدة التي يتلقاها من السجانين، "إنك ميت ميت هنا".
وختم رسالته، "معاناتنا كمرضى في السجون لا يمكن تصورها بأي شكل من الأشكال، نحن نموت يوميًا، فنحن محتجزون في زنازين ومحاصرون بالجوع والعطش والقمع والتنكيل والتعذيب ومحرومون من أدنى شروط الرعاية الصحيّة".
يُشار إلى أن الاحتلال اعتقل رداد عام 2002 وقضى 17شهرًا، ثم اعتقل ثانية بتاريخ 12/01/2006 أثناء اشتباك مسلح في مدينة جنين حيث استشهد رفيقاه في حينه.
وتعرض رداد لأبشع أنواع التحقيق الميداني، بدءًا من التعذيب الجسدي وصولًا إلى التعذيب النفسي، والإهمال الطبي الذي يعانيه منذ عدة سنوات رفقة عدد كبير من الأسرى المرضى في سجون الاحتلال.