"رجلٌ لديه كل صفات القائد"

نائب رئيس الأركان الأردنية الأسبق لـ"شهاب": السنوار الأنسب للمرحلة واختياره رئيسًا لحماس خطوة موفقة تحمل رسائل قوية

خاص - شهاب

اعتبر نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية الأسبق الخبير الاستراتيجي العسكري الفريق قاصد محمود، اختيار يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خطوة موفقة تماما.

وقال الفريق محمود في حوار خاص مع وكالة (شهاب) للأنباء: "لا شك أن اختيار يحيى السنوار في هذه المرحلة موفق جدا، وهو الأنسب للمرحلة الحاسمة والمفصلية الراهنة التي تمر بها القضية الفلسطينيةومعركة طوفان الأقصى".

وأوضح أن الموازنة بين الأبعاد المرتبطة في الظرف الحالي والقضية الفلسطينية، تحتاج إلى رجل بهذا المستوى؛ لأنه فعلا رجل (السنوار) يحتوي جميع الصفات التي يحتاجها القائد الذي يتخذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح.

وأضاف أن السنوار أثبت جدارته وكفاءته وأنه صاحب رؤية وشجاع ومقدام، يضحي بدمه وبنفسه، يتواجد في اللحظة والوقت والميدان وفي النفق هنا وهناك وبين صفوف المقاومين وأيضا بين الشعب.

وتابع الخبير العسكري: "بالتالي، السنوار هو الرجل المناسب للحظة"، مشيرا إلى أن هناك نقاط عديدة تعزز من هذا الرأي، أولها أن الاحتلال المتغطرس اغتال الشهيد إسماعيل هنية الذي كان يحاول أن يصل إلى حالة من التهدئة وأن يفتح نافذة للخروج من مأزق الحرب إلى فناءات أخرى أفضل للجميع.

واستدرك الفريق محمود: "لكن واضح ان هذا الكيان الصهيوني خياره القتال والحرب وليس السلام، بالتالي المرحلة مرحلة حرب وتحتاج إلى رجل ذي طابع عسكري وخبرة عسكرية وفهم عسكري ميداني". 

ووفق الخبير الأردني، هذا العالم والعدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، واختيار السنوار رئيسا لحماس، رسالة مهمة أن للمقاومة التقدير العالي والأولوية المطلقة، وأن القائد القادم من بيئة وأحضان أنفاق المقاومة.

كما يمثل اختيار السنوار، بحسب محمود، رسالة إلى غزة الصامدة الصابرة الثابتة مع استمرار العدوان الإسرائيلي للشهر العاشر على التوالي.

وأردف قائلا: "السنوار قائد من بين هذه المخيمات والبيئة والرمال والصبر والتضحيات، وهو موجود بشكل واضح".

ويرى الخبير العسكري الأردني أن اختيار هذا القائد رئيسا لحماس، رسالة إلى المشهد الفلسطيني الداخلي، لا سيما أن "السنوار من أكثر القادة والشخصيات الفلسطينية المقاومة وحدوية وإمعانا وإصرارا على توحيد الجهود وكل نشاطات الشعب الفلسطيني في بوتقة واحدة باتجاه واحد صحيح، المقاومة في قلب هذا الاتجاه".

وشدد على ضرورة أن يأتي الكل الفلسطيني، لاتجاه واحد ضمن مشروع وطني يتبنى هذه المقاومة وغيرها من أشكال المواجهة.

ويوجه اختيار السنوار رئيسا لحماس، وفقا للفريق محمود، رسالة للعالم وللعرب والمسلمين أن "فلسطين والمقاومة الفلسطينية لا تزال في في الجبهة وفي القتال تقاتل عن هذه الأمة وشرفها ومقدساتها".

ونبه إلى ضرورة أن يعي ويفهم الجميع وأن يتغير كثيرا في الفكر والمشهد السياسي العربي خصوصا على المستوى الرسمي، حول مخاطر العدو الصهيوني والمشروع الصهيوني على الأمن القومي العربي برمته. 

وأكمل قائلا إن هذا الاختيار من قبل حركة حماس هو خيار المقاومة، يعطي دفعة إضافية على المستوى السياسي لنهج المقاومة، مبينا أن السنوار سيدمج البعدين السياسي والمقاوم الميداني في آن وفكر واحد ورؤية موحدة.

ويمثل اختيار السنوار بدلا للشهيد هنية، رسالة للأمريكيين والإسرائيليين "بأنكم حصلتم على فرص سلام طويلة جدا، عشرات السنوات لعلكم تفهمون لكنكم لا ترجون الفهم".

وقال: "هناك قيادة إسرائيلية متغطرسة تختار الدماء طريقا لها، بالتالي أن يكون الرد عليها باختيار القائد الميداني الذي يجابه ويقاتل في الميدان قبل السياسية، هذه رسالة للأمريكيين الذين يدعون أنهم يريدون إقامة دولة فلسطينية بالخطابات السياسية فقط لغاية التجارة بالقضية الفلسطينية".

وزاد الفريق محمود قائلا: "هذا الاختيار بكل هذه الأبعاد المهمة جدا لفصائل ومحور المقاومة، يبعث بسالة مهمة أن المقاومة في فلسطين ستبقى على عهدها وماضية في الطوفان إلى الأمام، بالتالي على محاور المقاومة كلها أن تدرك وتعي تماما أن مشوار المقاومة لا يزال قائما وطويلا ولن ينتهي إلا بالتحرير الكامل لفلسطين".

وكانت حركة حماس، قد أعلنت أمس الثلاثاء، أنه "بعد مشاورات ومداولات معمّقة وموسعة في مؤسسات الحركة القيادية، قررت اختيار السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة، خلفاً للقائد الشهيد إسماعيل هنية".

وقالت حماس في تصريح صحفي إنها "إذ تعبّر عن ثقتها بالأخ أبي إبراهيم قائداً لها في مرحلة حساسة، وظرف محلي وإقليمي ودولي معقد، فإنها تسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقه ويسدد خطاه، وأن يكتب النصر المؤزر المبين لشعبنا وقضيتنا".

وأضافت: وإننا نستذكر في هذه اللحظة التاريخية قائدنا الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله، الذي قدم في سيرته القيادية نموذجا للقيادة الشجاعة والحكيمة والمنفتحة، وإننا على يقين أن أبا إبراهيم وإخوانه في قيادة الحركة سيكملون مسيرته ومسيرة القيادات السابقة، وسيحافظون على إرثهم الجهادي والنضالي، حتى التحرير والعودة.

وختمت: "الرحمة لشهداء شعبنا الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين، والفرج القريب لأسرانا البواسل.و النصر لشعبنا العظيم ومقاومته الباسلة. وإنه لجهاد.. نصر أو استشهاد".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة