بالفيديو "عايشين على المعلبات".. 10 أشهر والمجاعة تنخر أجساد الغزّيين

شهاب - تقرير

تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي منع ادخال المواد التموينية والغذائية للفلسطينيين في محافظتي غزة والشمال، للشهر العاشر على التوالي في سياسية لتجويع أكثر من 700 ألف مواطن فلسطيني، وسط تحذيرات شديدة من التداعيات الخطيرة لاتساع رقعة المجاعة هناك.

وبات الأطفال والنساء والشيوخ بلا طعام ولا شراب منذ فترة، إذ ينتظر عدد منهم في الشمس والحر وسط طوابير طويلة أملًا في الحصول على قليل من الطعام الموزع عليهم من التكيات والجمعيات الخيرية في الشوارع والأزقة.

وفي الآونة الأخيرة أصبحت المعلبات (حمص وبازيلاء وفاصولياء ولانشون) هي غذاء العائلات الفلسطينية الاساسي، حيث توزع من قبل منظمة الغداء العالمية عبر وكالة "الأونروا"، وسط تحذيرات من مخاطرها على الحالة الصحة بما أنها تحتوي على مواد حافظة.

كما انتشرت مشاهد وصور تظهر أطفالًا هُزلى يعانون من سوء التغذية، في ظل انعدام المواد الأساسية والأدوية جراء منع الاحتلال دخول المساعدات إلى شمال قطاع غزة.

واستطلعت وكالة "شهاب" للأنباء آراء المواطنين في الشوارع عن المجاعة التي تنخر في أجسادهم، اشتكى أحد المواطنين من أن الطعام المتوفر في الأسواق حاليا هو المعلبات فقط، معبرًا عن تخوفه من المواد الحافظة التي تكون داخلها وما تسببه من أمراض مزمنة وسرطانية في بعض الأحيان.

وقال إن الاحتلال لم يستطع قتلنا بالرصاص والبارود والتجويع، لكنه يعمل على قتلنا عبر الأمراض، كما يمنع ادخال الخضروات والفواكه واللحوم المجمدة والدواجن وجميع مستلزمات الحياة لتهجير وقتل ما تبقى من أبناء الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن الخضروات الموجودة بالسوق قليلة ونادرة وإذا توفرت يكون ثمنها 40 ألف ضعف عما كانت عليه في السابق، وسط قلة الأموال والدواء والفقر الذي يضرب الجميع.

وقال أحد الأطفال الغزيين، إن الشعب الفلسطيني في غزة من حقه أن يأكل ويعيش كما يعيش غيره، داعيًا لإدخال الطعام والشراب والخضروات والفواكه واللحوم والدواجن ليستطيع العيش.

وأضاف أن الغزيين سئموا أكل المعلبات فهي المتوفرة حاليا في الأسواق والمنازل، مشيرًا إلى أن الخضار المتوفرة بالسوق هي عبارة عن أوراق النباتات مثل الملوخية ولكن سعرها مرتفع نوعا ما، لافتًا إلى ثمن كيلو البامية تجاوز 400 شيكل (110 دولار تقريبا).

كما أكد مواطن آخر، أنه منذ أكثر من 10 أشهر لا توجد أي نوع من الخضروات والفواكه في الأسواق وإن توفرت تكون ثمنها باهظ جدًا، مشيرًا إلى أن ما يفعله الاحتلال يأتي في سياسته تجويع من بقي صامد في شمال غزة.

كما قال أحد الباعة المتجولين في مدينة غزة، إنه عمل على فتح مشروع صغير لدعم صمود المواطنين الذين يعانون من المجاعة عن طريق عمل وجبات سريعة من المعلبات المتوفرة بالأسواق، ليستطيع أن يجاري طلبات منزله في ظل الارتفاع الكبير للأسعار.

وفي ذات السياق، قال أحد المواطنين إن الناس في الشوارع تظهر على أجسادهم وملامحهم النحول والتعب والارهاق الشديد من قلة الطعام المتوفر، غير التعب الفكري عن كيفية استطاعة رب الأسرة أن يوفر تلك المعلبات ليطعم أطفاله الجوعى.

وناشد جميع الدول العربية والغربية للعمل على فك الحصار ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، محذرًا من موت أطفال وشيوخ من قلة الطعام بالمجاعة التي تنخر في أجسادهم.

أحد الشباب المتواجدين في مدينة غزة، قال إن جميع الفلسطينيين المتواجدين في الشمال يعانون من هبوط في ضغط الدم وفقر الدم بسبب عدم توفر الطعام الازم لتقوية جهاز المناعة، مضيفًا أن الطعام المتوفر في الأسواق هي المعلبات والمعلبات فقط.

وأشار إلى أن الجرحى في مدينة غزة والشمال يعانون الأمرين جراء نقص الغذاء الازم ليتمكنوا من التعافي، بسبب عدم توفر اللحوم والدواجن والخضروات والبيض والمكملات الغذائية.

وكانت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة قد خلصت في وقت سابق إلى أن "إسرائيل" استخدمت التجويع كأسلوب حرب، محذرة من أثر ذلك على سكان غزة على مدى عقود قادمة مع نتائج سلبية خاصة للأطفال، مشددة على أن ذلك يُعد جريمة حرب.

وأبرزت اللجنة في تقرير لها نشر خلال الأيام الماضية أنه في وقت كتابة هذا التقرير، توفي عشرات الأطفال بسبب سوء التغذية الحاد والجفاف جراء الحصار الذي فرضته "إسرائيل" وحجبت خلاله المساعدات الضرورية، وقطعت إمدادات المياه والغذاء والكهرباء والوقود وغيرها من الإمدادات الأساسية، بما في ذلك المساعدات الإنسانية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة