خاص شهاب
قال مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات محسن صالح إن يحيى السنوار كان قائدا كبيرا من الطراز الأول وأن حماس فقدت هذا القائد الذي يتميز بالحزم والقوة والدينامية والفعالية العالية وكان شخصية عملية ذات قدرة على صناعة القرار وتنفيذه واتسم بطبيعته البسيطة وشخصيته الشعبية المتصلة بالناس وبهمومهم وتحملوا قضاياهم.
وأضاف صالح في تصريح خاص لوكالة شهاب أن السنوار قدم نموذج القائد المقاتل المبدع المشتبك الذي كان يتفقد تجمعات إخوانه المقاتلين بالرغم كل الظروف المعقدة وبالرغم من كل أنواع الرقابة العالمية ومحاولات الوصول إليه باعتباره المطلوب الأول عالميا ورغم ذلك لم يكن يكف عن الحركة وكان متحركا وفعالا يعمل في وسط الميدان.
وتابع: "استشهد السنوار في أحد الأماكن الأصعب في المواجهة في الخطوط الأمامية في منطقة تل السلطان في رفح وقدم نموذجاً للقائد المشتبك وليست الصورة التي أراد الصهاينة أن يضعوها للشهيد القائد كما زعموا وسط أسرى أو مختبئاً في نفق فقط فالصورة التي أرادها الله للشهيد وهو يقاتل وفي جعبته عدة القتالية".
وأوضح أن السنوار لم يستكشف بعملية مخابرات ولم يتم قتله بقوة خاصة ولا تم اغتياله وإنما وجد في اشتباك عادي فلا بطولات خاصة بالكيان الصهيوني كما أنه اشتبك في معركة غير متناسبة مع قوة الدبابات المستخدمة في ضرب المنزل الذي هو فيه و لقي الشهادة.
وأكد صالح أن صورة البطل السنوار المقاوم قلت نماذجه في التاريخ الإنساني ولدينا في النموذج الفلسطيني الشيخ عز الدين القسام الذي مضى على خطاه.
وأشار إلى أن هذه الشهادة بالتأكيد خسارة كبيرة لحماس لكن الشهادة في مشاريع التحرير والتغيير والنهضة يعطون للحركات مصداقية أكبر وتزرع الثقة بهذه الحركات بمشاريع هذا الشعوب وتجدد شباب هذه الحركات وقياداتها.
وأردف:" هذه حركات حماس ومثيلاتها حركات رسالية عقائدية تزداد صلابة وقوة وتنمو بدماء الشهداء وحماس حركة متجذرة في الواقع الفلسطيني وهي الحركة الأكثر شعبية في أمتنا العربية والإسلامية ولها امتدادات واسعة في الداخل والخارج وبنيتها التنظمية قوية ومتماسكة وذات طبيعة شورية".
وبين صالح أن أي قراءة موضوعية تؤكد أن لا خشية على حماس ولا على مستقبلها فلديها المئات بل الألاف من الكوادر والقيادات الكثيرة التي ستملأ الفراغ وتكمل الرسالة.
وأكمل قائلاً:" استشهاد السنوار كان رسالة العزة والكرامة ومثال شموخ المؤمن والنموذج القدوة الذي قدم للأمة والذي سيكون مصدر الهام كبير لها وهذا لن يؤثر على أداء كتائب القسام ولا على المجاهدين بل سيكون نقطة تحفيز رئيسي لهذه العناصر لمتابعة المسيرة وللانتقام للشهيد ولإخوانه".
وأضاف صالح أنه يرى إبداعات كتائب القسم كانت موجودة ومستمرة وقوية وهم في شمال غزة في بيت لاهيا وجباليا وغيرها بينما كان الشهيد السنوار في رفح وبالتالي العمل للميدان والكتائب مستمر ولا تأثير عليه.
ولفت إلى أن الكلام الذي يتم الحديث عنه في وسط الأوروبيين والغربين هو محاولة للقفز في الهواء واستباق الأحداث ومحاولة لقطف ثمار غير موجودة أصلا ومحاولة استغفال الناس وملأ فراغات مدعا وبالتالي ما يقال عما بعد حماس وعن اليوم التالي لغزة وعن حل الدولتين هو كله كلام فارغ.
ونبه إلى أن كل تلك الأحاديث تخدم الجانب الإسرائيلي في الاستمرار بمجازره ومذابحه ومحاولة السيطرة على قطاع غزة وإخضاعه وهروب من الواقع الموجود الذي ما يزال كتاب القسام وإخوانهم في المقاومة يسيطرون في العمل الميداني وأيضا يفرضون الواقع ويستنزفون الجيش الإسرائيلي الذي يعاني الكثير الكثير من الاستنزاف ولا يستطيعوا ولا يملك القدرة على أن يسيطر على الأرض ولا أن يفرض برنامجه.
وختم بالقول:" لدى الأمريكان والإسرائيليين نوعاً من التفكير الرغائبي الذي في كل مرة كان يرتطمون فيه بالحائط ويضطرون للتعامل مع الواقع الذي تفرضه المقاومة وحماس على الأرض".