رغم الإبادة والتطهير العرقي

حوار كلمات من شمال غزَّة..سنبقى شوكةً في حلق الاحتلال وسنفشل مخطَّطاته ويقيننا أنَّ النَّصر قريب

كلمات من شمال غزَّة..سنبقى شوكةً في حلق الاحتلال وسنفشل مخطَّطاته ويقيننا أنَّ النَّصر قريب

خاص – شهاب

رغم الإبادة والتطهير العرقي، الذي يُمارسه جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في شمال قطاع غزة، إلا أن الأهالي ما زالوا صامدين يتنقلون من مكان إلى آخر، رافضين التخلي عن ديارهم.

ويواصل جيش الاحتلال منذ شهر، عدوانه الأكبر على شمال غزة، فيما تستمر الإبادة الجماعية بحق سكان القطاع للشهر الثالث عشر على التوالي، ما خلف أكثر من 152 ألف ما بين شهيد ومفقود وجريح.

وعلى مدار الشهر، ارتكب الاحتلال، العشرات من المجازر نجم عنها أكثر من 1800 شهيد و4000 جريح ومئات المفقودين، كما تم تدمير جميع مستشفيات محافظة شمال القطاع وإخراجها عن الخدمة، بالتوازي مع دمار كلي في البنية التحتية وشبكات المياه والصرف الصحي والطرق والشوارع، ما جعلها محافظة منكوبة.

الدكتور حسن محمد القانوع تحدث لـ(شهاب) من شمال قطاع غزة، قائلا: "قتل ودمار وأشلاء وفقدان وتهجير ونزوح وأهات وأحزان وأوجاع وسهر وجوع وحرمان (..) كل مقومات الحياة دُمرت بالكامل، حيث طال العدوان كل شيء البشر والحجر والشجر".

وأضاف القانوع: " جرائم ومجازر دموية مستمرة على مدار اللحظة لا أحد يستطيع وصف ما يدور، أجساد مقطعة على الجدران وأسلاك الكهرباء وفي الشوارع والأزقة والطرقات، أشلاء في كل مكان لا يُعرف لها جنس أو اسم".

وتابع: " وضع كارثي لا يمكن وصفه في ظل إجبار الأهالي على النزوح بشكل متكرر من مكان إلى أخر دون أمتعة أو مواد غذائية أو أدني مقومات الحياة، حيث البرد القارس ليلاً ينخر في العظم، فالملابس مهترئة ولا غطاء يقيهم برد الليالي، في ظل تكدس الأهالي في مناطق جغرافية محددة لا تسلم من قصف الاحتلال لها".

واستطرد قائلا: "حتى المستشفيات التي تعمل بالحد الأدنى في الشمال أصبحت ساحة حرب، حيث وجه الاحتلال ضرباته بشكل مقصود إليها وعمل على تدمير كل شيء حولها، حتى البنية التحية تم تدميرها".

وأوضح أن ما حدث في مستشفى كمال عدوان يندى له جبين الإنسانية جمعاء، حيث اعتقل الاحتلال، العشرات من الأطباء واغتال عدد من أفراد الطواقم الطبية واستهدف الأقسام فيه، ودمر بعض المولدات الكهربائية التي تغذي المستشفى، مما أدى إلى انهيار المنظومة الصحية بعد حصار مستشفيي الاندونيسي والعودة والطلب من سائقي الإسعاف عدم التحرك واعتقال العشرات منهم.

وأردف قائلا: "هذا أيضاً تم تطبيقه على جهاز الدفاع المدني الذي لم يسلم من استهداف الاحتلال، إذ تم اغتيال واعتقال عدد منهم والطلب من الباقين التوقف عن العمل وتقديم الخدمات وكل من يخالف سيتم إعدامه".

وأكمل: " شهر مضى والشمال محاصر لم يدخل إليه أي شيء من مقومات الحياة، فلا طعام ولا شراب ولا حليب للأطفال ولا أي شيء من مقومات الحياة، وهي سياسة قديمة جديدة استخدم الاحتلال فيها سياسة التجويع سلاحاً بهدف الضغط على الأهالي لإخلاء بيوتهم ومراكز الإيواء لإفراغ الشمال من سكانه لتنفيذ مخططاتهم الفاشية".

وختم القانوع حديثه قائلا: "رغم ما يحدث في الشمال، إلا أن الأهالي لم يغادروا بيوتهم ومراكز اللجوء، رغم التهديد والوعيد لهم بالقتل، في إشارة واضحة أنهم لن يفرطوا بذرة من تراب أرضهم المباركة، ولن يبرحوا أماكنهم، فهم على ثغر هام من ثغور الوطن، وسيبقون شوكة في حلق الاحتلال لإفشال كل مخططاته فعيونهم صوب القدس ويقيننا أننا إلى النصر والتحرير أقرب بإذن الله، فاستبشروا خيراً وفرجاً قريباً".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة