"لوعةُ الاشْتياق" تُرْهقُ العائلات الفلسطينية المشتَّتة.. متى اللقاء؟

خاص _ حمزة عماد 

400 يومًا على حرب الإبادة الجماعية المتواصلة بحق أهل قطاع غزة، الشوق ما زال يسكن في قلوب الغزيين، جزء منهم أصبح في المنطقة الجنوبية لقطاع غزة والجزء الآخر في المنطقة الشمالية، والفصل بينهما جيش غاشم دمر الحجر والشجر ولم يجعل الحياة حياة.

عائلات كاملة تقطعت أوصالها بسبب ويلات الحرب، الزوجة والأبناء في شق والأب في شق آخر، الأب والأم في شق، والأبناء في شق آخر، تتعدد القصص والألم واحد، معاناة الفراق لا تتوقف، وما زالت مستمرة حتى هذا اليوم.

لا يوجد بيت من بيوت غزة لم يعاني في هذه الحرب، منهم من فقد عزيزًا، وآخر دمر بيته ومتجره، وعائلات مسحت من السجل المدني بفعل إجرام الاحتلال، ومنهم من ذاق لوعة الاشتياق المتواصلة حتى الآن بفعل النزوح، العائلات تشتت تفرقت على أمل قريب في اللقاء.

تتواصل الحرب، ويستمر الفراق ولكن الفلسطيني يواصل صموده على أرضه، ويقول "فلسطين بدها.. منا من قدم شهداء ومنا من قدم تضحيات كبيرة، ونحن نضحي بوجع قلوبنا".

لوعة الاشتياق 

تجلس على باب خيمتها المهترئة الحاجة إم محمد الهسي، وقد كبرت في العمر ما كبرت، بفعل ما عاشت هي وغيرها من سكان قطاع غزة أهوال الحرب، تقول "اشتقت لبيتي وأبنائي، اشتقت لشوارع المخيم الصغيرة، اشتقت لريحة بحر مخيم الشاطىء".

وأوضحت الهسي في حديثها لوكالة "شهاب"، أنها نزحت لجنوب القطاع بعد خروجها من مخيم الشاطىء هي وبناتها وأحفادها، مشيرة إلى أن أولادها ما زالوا في شمال القطاع.

وبينت أن الظروف صعبة في النزوح، ولكننا ما زلنا صامدين، مؤكدة أن الحزن يسكن قلبها بسبب البعد واشتياقها لأولادها.

وتابعت الهسي حديثها، " صحيح أننا نتواصل عن طريق الهاتف، والانترنت لكن هذا الأمر لا يشفي القلب، أكثر من سنة ونحن لم نرى بعضنا البعض، لم أحضن أولادي بسبب استمرار هذه الحرب".

وتتلهف الحاجة الهسي لسماع أي خبر يعلن انتهاء الحرب، لتعود الى بيتها المدمر في مخيم الشاطىء، وتحتضن أولادها وتشفي قلبها من لوعة الاشتياق.

متى اللقاء؟

من أكثر الأسئلة التي تدور في عقل النازح "متى اللقاء"، ليس من أجل العودة للبيت المدمر، بل من أجل لم شمل العائلات التي شتت بفعل الحرب المتواصلة.

وقال أبو العز عبد اللطيف، نازح في مدينة دير البلح، إن الاشتياق زاد للأهل بشكل كبير رغم استمرار الحرب، مضيفًا أن لحظات وقفها ننتظرها بفارغ الصبر.

وتابع عبد اللطيف حديثه، " اللقاء ثم اللقاء، هذا ما ننتظره من أجل لقاء أهلي وأصدقائي في مدينة غزة"، مشيرًا إلى أن الفراق صعب، والبعد عن الأهل محزن، ولكن هذه هي الحرب.

وأوضح أن الغزيين في مخيمات النزوح ينتظرون بفارغ الصبر لقاء عائلاتهم، وينتظرون متى تنتهي الحرب، وينتهي هذا الكابوس.

قصص النازحين مختلفة من مواطن لآخر، كل شخص ينتظر قريب له أو جمع من أهله لأجل اللقاء، وإنهاء الاشتياق الذي كبر ثم كبر، وما زال يكبر بسبب استمرار الحرب حتى الآن.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة