شهاب - خاص
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إنه من المرجح حدوث مجاعة في محافظة شمال قطاع غزة التي تشهد إبادة وتطهير عرقي "إسرائيلي" منذ أكثر من شهر.
جاءت تصريحات لازاريني في الوقت الذي طالب فيه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بإعلان المجاعة رسميًّا في شمالي قطاع غزة في ظل إصرار "إسرائيل" على استخدام التجويع كسلاح.
وقال بيان للمرصد الأحد إن أكثر من 50 يومًا مر على منع "إسرائيل" إدخال أي مساعدات أو بضائع لمئات آلاف المدنيين المحاصرين في شمال غزة الذين يتعرضون لأعنف حملة إبادة جماعية؛ للقضاء عليهم بالقتل والتهجير القسري.
وأكد البيان أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين بمن فيهم عشرات المرضى في 3 مستشفيات شمالي قطاع غزة يواجهون خطرًا محدقًا بالموت جوعًا، أو الخروج بتداعيات صحية دائمة، جراء الحصار الإسرائيلي غير القانوني.
من جانبه، قال رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي إن الحصار المستمر لليوم السابع والثلاثين لشمال قطاع غزة، وما سبقه من اجراءات لعرقلة دخول المساعدات الانسانية فرض واقعًا كارثيًا أشبه بالجحيم الإنساني في شمال القطاع الذي تتزايد فيه جرائم الإبادة الجماعية والتدمير لكل مقومات الحياة.
وأوضح عبد العاطي في تصريح صحفي خاص لوكالة شهاب، أن الاحتلال الإسرائيلي منع وصول المساعدات الإنسانية والبضائع إلى شمال القطاع مما فرض واقع كارثي وتسبب في زيادة حدة المجاعة التي حذرتها منها وكالة الغوث والأمم المتحدة.
وتابع عبد العاطي، بتنا نلحظ من خلال باحثينا وتصريحات الأطقم الطبية في مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة عن وجود بشكل أساسي مظاهر للمجاعة الحادة، إضافة إلى حديث عن وفيات بالعشرات جراء الجوع الحاد في شمال القطاع.
وأضاف عبد العاطي، من الخطورة بمكان استمرار الصمت والعجز الدولي على مساندة الفلسطينيين وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إليهم، مبينًا أن هذا يتطلب ضغط بشكل كبير من قبل المنظمات الدولية ودول العالم على دولة الاحتلال لوقف حرب الإبادة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
ودعا عبد العاطي المنظمات الدولية إلى سرعة التحرك لمنع حدوث وفيات بالآلاف في أواسط المدنيين جراء استمرار الحصار وفرض العقوبات الجماعية الانتقامية على المدنيين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة.
"المجاعة وشيكة"
بدوره، قال مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية لدى برنامج الأغذية العالمي جان مارتن باور، إن هناك احتمالا قويا أن المجاعة "تحدث أو أنها وشيكة" في أجزاء من شمال غزة نتيجة للنزوح على نطاق واسع، وانخفاض التدفقات التجارية والإنسانية إلى غزة، وتدمير البنية الأساسية والمرافق الصحية والوضع الصعب المتعلق بعمل الأونروا.
وشدد على أن تصريحات لجنة المراجعة "نادرة جدا، لذا فإن هذا الأمر يستحق الاهتمام".
وقال باور إن برنامج الأغذية العالمي شهد "انخفاضا كبيرا في عدد الشاحنات التي تدخل غزة في أواخر تشرين الأول/أكتوبر"، مشيرا إلى أن 58 شاحنة فقط تدخل يوميا، مقارنة بنحو 200 شاحنة خلال الصيف، ومعظم الشاحنات التي دخلت كانت تحمل مساعدات إنسانية.
وذكر أن انخفاض تدفقات المساعدات أدى إلى مضاعفة أسعار المواد الغذائية في شمال غزة خلال الأسابيع الماضية، وهي الآن "أعلى بنحو عشرة أضعاف مما كانت عليه قبل اندلاع الصراع".
وأضاف أن هذا الإنذار بمثابة تذكير بأن "أعين العالم يجب أن تكون على غزة، وأن التحرك مطلوب الآن".
وشددت اللجنة على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية - خلال أيام لا أسابيع - من قبل جميع الأطراف المشاركة بشكل مباشر في الصراع أو تلك التي تتمتع بنفوذ على سير الصراع، لمنع وقوع هذا الوضع الكارثي والتخفيف منه.