فشل استراتيجي لنتنياهو

حلّوم لشهاب: غزة تُلقن الاحتلال درسًا تاريخيًا في الصمود والتحدي


خاص/ شهاب

وجّه السفير الفلسطيني الأسبق د. ربحي حلّوم تحية إجلال وإكبار للأهالي الصامدين في غزة ومقاوميها الأبطال، مؤكدًا أن توقيع الاحتلال الصهيوني على اتفاق وقف إطلاق النار يمثل إقرارًا ضمنيًا بفشله في تحقيق أهداف عدوانه.

وقال حلّوم في تصريح خاص لوكالة (شهاب) للأنباء: "ألف تحية إجلال وإكبار لأهلنا الصامدين في غزة العزة والمجد والبطولة، ولكوكبة مقاومينا الأبطال الذين يوجعون خاصرة الاحتلال المجرم بمقاومتهم البطولية التي تتفجر كالينابيع من تحت الأنقاض وركام الإبادة الجماعية الوحشية، التي يرتكبها مُدلل ترامب، الذي ينظر إلى العالم من خلال ثقب صغير يبدأ وينتهي بما يسمى إسرائيل".

وأضاف: "لكنهم لن يفلحوا؛ فالكلمة العليا كانت وما زالت وستظل لشعبنا ومقاومته، التي هي صاحبة اليد العليا حتى تتطهر الأرض من الاحتلال".

إيجابيات الاتفاق

واستعرض السفير الفلسطيني السابق إيجابيات اتفاق وقف إطلاق النار، وقال إن "توقيع الكيان الصهيوني على الاتفاق يشكل إقرارًا ضمنيًا بفشله في تحقيق أهدافه التي لطالما كررها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على امتداد أيام الحرب الهمجية منذ 7 أكتوبر 2023".

وأشار حلّوم إلى أن الاحتلال مُني خلال أكثر من 468 يومًا من العدوان الوحشي بفشل ذريع في تحقيق أهدافه، وعلى رأسها القضاء على حركة حماس والمقاومة.

وأوضح أن نتنياهو استمر في تكرار أكاذيبه وأوهامه أكثر من مرة، لكنه فشل فشلًا ذريعًا، حتى بات يستجدي الوسطاء لإخلاء المئات من "رهائنه" لدى المقاومة الفلسطينية في غزة.

ومن إيجابيات الاتفاق أيضًا، وفقًا لحلّوم، وقف حمام الدم في قطاع غزة وفتح الباب أمام إعادة البناء والإعمار، إضافة إلى إثبات الندية بين الكيان الصهيوني كدولة احتلال ذات قوة عسكرية كبرى وبين حركة حماس كحركة تحرر نضالية.

وأضاف أن الاتفاق فتح المجال أمام عودة "المهجّرين" إلى بيوتهم وأماكن سكنهم وإعادة إعمارها. كما ساهم في توسيع شقة الخلاف والانقسام بين قادة الكيان الصهيوني بين رافضي الاتفاق ومؤيديه، مما قد يؤدي إلى نهاية نتنياهو سياسيًا وإحداث خلل في القدرة العسكرية للاحتلال.

محاذير الاتفاق

وتطرق حلّوم إلى ما وصفه بـ"محاذير الاتفاق"، وأبرزها "احتمال تنكر نتنياهو لتعهداته وللشروط التي التزم بها أمام الوسطاء الثلاثة: مصر، وأمريكا، وقطر. هذا التنكر قد يحدث إذا رأى أن ذلك يخدم مصلحته في البقاء بالسلطة، خصوصًا وهو المعروف بنقضه للوعود التي يعلنها ليلًا ثم يتراجع عنها صباحًا".

ومن المحاذير الأخرى، كما يرى حلّوم، دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كضامن للاتفاق، مع احتمال انحيازه لصالح الاحتلال في حال أي انتهاك من جانبه، وهو أمر متوقع بناءً على التجارب السياسية السابقة.

وأشار إلى أن المحاذير تشمل أيضًا "الطبيعة العدوانية والأطماع التوسعية الدائمة للاحتلال أمام حالة الوهن العربي القائمة، التي تكتفي بالمشاهدة أو الصمت إزاء اعتداءات الاحتلال وأطماعه". وأضاف أن "حالة التشرذم العربي القائمة تحول دون اتخاذ مواقف جادة في مواجهة الاحتلال وميوله العدوانية والتوسعية".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة