خاص/ شهاب
قال المختص في الشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس إن ما أعلنه الشاباك الإسرائيلي يوم أمس حول تحقيقات إخفاق السابع من أكتوبر كان استثنائيًا، وتضمّن الكثير من التفاصيل. وبحسب الإعلام العبري، فإن الشاباك لم يعلن سوى عن 10% من الأحداث التي جرت، ما يدل على أن هناك الكثير مما لم يُكشف عنه بعد إسرائيليًا.
وأضاف أبو العدس في تصريح صحفي خاص لـ"وكالة شهاب: "في كل يوم يتكشف فشل الاحتلال أكثر فأكثر، فقد أحاط نفسه بهالة ضخمة جدًا استطاع الفلسطيني أن يخترقها ويفقأ فقاعة الأمن التي عاشت فيها إسرائيل لفترة طويلة، وهي توهم الفلسطينيين بأنها تعلم خفايا الأمور وما تُخفي الصدور".
وتابع أبو العدس: "ما بدأ الشاباك بنشره أحدث زلزالًا في إسرائيل، أولًا على المستوى الأمني، إذ إن العقيدة الأمنية في الشارع الإسرائيلي تقوم على الاعتقاد بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية هي الأقوى في العالم، وبالتالي، فإن فشلًا بهذا الحجم يثير الكثير من الشكوك حول ما كانت هذه الأجهزة تدّعيه سابقًا، وحول حقيقة ما جرى من أحداث وعمليات".
وأشار أبو العدس إلى أن هذه التحقيقات تأتي في ظل ثقافة سياسية جديدة يسعى نتنياهو إلى الترويج لها، وهي تعطيل عمل لجان التحقيق.
وأوضح أن إسرائيل، على مدى تاريخها، دأبت على تشكيل لجان تحقيق لأي حدث صغير أو كبير، ومع ذلك، وبعد مرور 17 شهرًا على بداية هذه الحرب، لم يتم حتى الآن تشكيل لجنة تحقيق حكومية رسمية.
وأردف أبو العدس، قائلًا: "تقرير الشاباك كشف عن العديد من تفاصيل عمليات الخداع التي مارستها المقاومة خلال السابع من أكتوبر، وكان أبرز ما لفت الانتباه هو مستوى أمن المعلومات العالي جدًا، حيث أقر الشاباك بفشله في تجنيد مصادر بشرية ذات قيمة استخبارية في قطاع غزة، وهي مصادر كان من الممكن أن توفر معلومات ذهبية".
وأوضح أن هذا الفشل يعود إلى جهود المقاومة في التوعية، وإطلاق حملات التوبة، ومتابعة كل من يدخل أو يخرج عبر المعابر، مما أثبت للاحتلال أن اختراق الفلسطينيين أمر عصي إذا ما تم بذل الجهد الصحيح.
وبيّن أن تقرير الشاباك تحدث عن العديد من العمليات والاشتباكات التي وقعت يوم السابع من أكتوبر، من بينها هروب الجنود، واشتباكات طويلة، وسقوط مواقع عسكرية خلال ساعات قليلة جدًا، في حين استغرقت عملية إعادة السيطرة عليها عدة أيام.
وأشار إلى أن التقرير أقرّ بأن الفارق العددي بين المقاتلين والجنود كان لصالح الجنود، وكذلك فارق التسليح، لكن النتائج كانت مذهلة، مما يثبت مرة أخرى، وبطريقة لا تقبل الجدل، أن المقاوم الفلسطيني قوي على الأرض.
وقال أبو العدس إن ما نشره الشاباك يوضح سبب شن إسرائيل حرب إبادة في قطاع غزة، إذ إن هذا الفشل أصاب الوعي الجمعي الإسرائيلي في صميمه، لا سيما أن العقيدة الأمنية الإسرائيلية قامت على الثقة المطلقة في المنظومة الأمنية، ولذلك، كان لا بد لإسرائيل من أن تنتقم، كرد فعل على شعورها بالفشل والإذلال.
وختم أبو العدس قائلًا: "العقيدة الأمنية الإسرائيلية، التي ترسخت على مدى 75 عامًا، وما شُبّع به المستوطن الإسرائيلي طوال هذه العقود من أن جيشه وحكومته يملكان قدرات خارقة لا تُخترق، يمكننا اليوم القول إنه انتهى، وبدأ عصر جديد من التشكيك في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وقدراتها".