تقرير الاحتلال يضيِّق الخناق على الأقصى... تهويد مدروس في رمضان

القدس.jpg

القدس – شهاب

صادق رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على فرض قيود مشددة جديدة على وصول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، وتحديدًا خلال أيام الجمعة في شهر رمضان، وذلك في إطار الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة بحق المقدسات الإسلامية.

وذكر بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن الحكومة أقرت توصية المنظومة الأمنية بالسماح لعدد محدود من المصلين من الضفة الغربية بدخول الأقصى، وفقًا للآلية المتبعة في العام الماضي.

وقررت قوات الاحتلال نشر 3,000 عنصر في القدس المحتلة، ضمن استعداداتها لأداء أول صلاة جمعة في شهر رمضان في المسجد الأقصى.

السيطرة الكاملة

من جانبه، قال المختص في شؤون القدس، عبد الله معروف، إن الاحتلال يسعى من خلال هذه السياسات إلى فرض واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك، يقوم على السيطرة الإسرائيلية الكاملة إداريًا وسياسيًا.

وأضاف معروف، في تصريح خاص لوكالة شهاب، أن الاحتلال يحاول تكريس نفسه كجهة مسؤولة فعليًا عن المسجد الأقصى المبارك.

وبيّن أن هذه المحاولات الإسرائيلية تهدف بالضرورة إلى تثبيت السيادة الإسرائيلية على المسجد وإنهاء الوضع القائم.

وشدد معروف على أن المطلوب من الفلسطينيين عدم انتظار إعلان الاحتلال سيطرته الكاملة إداريًا وسياسيًا على المسجد الأقصى، بل التحرك بأعداد كبيرة يمكنها إيقاف الاحتلال وإجراءاته بالكامل.

ونوّه إلى أن الفلسطينيين، في هذا الشهر الفضيل، يواجهون تحديًا كبيرًا يتمثل في محاولة جماعات "المعبد" المتطرفة فرض حرية أداء طقوسهم الدينية علنًا داخل المسجد الأقصى في كافة الأوقات، في تحدٍ سافر للمسلمين.

وأوضح معروف أن أحد أخطر التحديات التي يواجهها المسجد الأقصى هذا العام هو التدخل الإسرائيلي السافر في إدارته، وهو ما ينذر بتقليص دور الأوقاف الإسلامية لصالح إدارة الاحتلال.

التفريغ والتهويد

وفي السياق ذاته، قال المختص في شؤون القدس، فخري أبو دياب، إن الاحتلال يحاول إعاقة وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك من خلال فرض قيود مشددة، تشمل تحديد الفئات المسموح لها بالدخول، وإقامة الحواجز والمتاريس الشرطية والعسكرية في محيطه.

وأضاف أبو دياب، في تصريح خاص لوكالة شهاب، أن الاحتلال يهدف من خلال هذه الإجراءات إلى تقليص أعداد المصلين في المسجد، لا سيما أنه يسعى طوال العام إلى تفريغه، لكن توافد الحشود في شهر رمضان يُفشل هذه المخططات.

وأوضح أن الاحتلال يسعى إلى محو المسجد الأقصى من أذهان الفلسطينيين، وخصوصًا أهالي الضفة الغربية، في إطار محاولاته لتجزئة الضفة وقطع تواصلها مع القدس، وهي مساعٍ باءت بالفشل حتى الآن.

ونوّه إلى أن الإجراءات الإسرائيلية تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد في مدينة القدس المحتلة، وتُثقل كاهل المجتمع المقدسي، كما أنها تكرّس سياسة العقاب الجماعي.

وبيّن أبو دياب أن هذه الإجراءات الإسرائيلية جاءت نتيجة التراخي وعدم وجود ردود فعل جادة، مشيرًا إلى أن شد الرحال بأعداد كبيرة، رغم هذه القيود، يربك حسابات الاحتلال، حتى لو لم تصل هذه الحشود إلى المسجد الأقصى.

وأكد أنه لا يجوز، بأي حال من الأحوال، تنفيذ ما يطلبه الاحتلال بسلاسة وسرعة كما يحدث الآن، فيما يتعلق بتقييد أعداد المصلين أو تحديد الفئات، لأن هذه الاستجابة تسهّل على الاحتلال تنفيذ مخططاته وتعزز من تماديه في استهداف القدس والفلسطينيين.

وتابع: "إذا نجح الاحتلال في إبعاد الجميع عن المسجد الأقصى، فسيسهل عليه تقسيمه وفرض واقع تهويدي جديد، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال تقليل أعداد المصلين بشكل كبير".

وختم أبو دياب بالقول: "على الفلسطينيين في الضفة والقدس والداخل المحتل ألا يتركوا المسجد الأقصى فريسة للاحتلال، حتى لا يحقق أهدافه".

وفي السياق ذاته، نصبت قوات الاحتلال الحواجز العسكرية في محيط مدينة القدس المحتلة والبلدة القديمة، وعرقلت وصول أهالي الضفة الغربية إلى المسجد الأقصى، حيث قامت بإرجاع كبار السن الذين خرجوا من بلداتهم فجرًا، رغم الأجواء الماطرة وشديدة البرودة، متوجهين إلى حاجز قلنديا للوصول إلى القدس وأداء صلاة الجمعة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة