تزيد من صعوبة الردع الإسرائيلي..

"وصايا الشهداء" ترعب الاحتلال لتأثيرها على الشباب الفلسطيني

"وصايا الشهداء" ترعب الاحتلال

مع تواصل العمليات الفدائية الفلسطينية ضد جيش الاحتلال ومستوطنيه، تبدي أوساط في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قلقا من ظاهرة "المحاكاة" لهذه العمليات، ومنفذيها، باعتبارهم نموذجا قابلاً للتقليد، من خلال ما يكتبه المنفذون قبل تنفيذ عملياتهم من "وصايا" تدفع شبانا فلسطينيين آخرين لانتهاج النهج ذاته.

في الوقت ذاته، لا تزال الشرطة وجهاز الأمن العام الإسرائيليين يظهرون حذرا من إطلاق مصطلح "موجة منظمة" على سلسلة العمليات الأخيرة، رغم أننا أمام ثماني عمليات بالسكاكين وإطلاق النار في القدس المحتلة، وعشرات الهجمات، ومحاولات أخرى في الأسابيع العشرة الماضية، وسط فشل أمني وعسكري في وقفها، وكبح جماحها.

نداف شرغاي، الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، ذكر أن "تكاثر العمليات الفدائية يزيد من تكثيف مصطلح "الشهيد" وصفاته في شبكات التواصل والصحافة الفلسطينية، وبات هذا الموضوع يحتل حجما أكبر بعدة مرات من أحداث سابقة، فضلا عن تكرار إيراد الآيات القرآنية ذات الصلة بالشهداء والمجاهدين، فيما تزايدت ظاهرة "الوصايا" التي يكتبها المنفذون قبيل لحظات من خروجهم للتنفيذ".

وأضاف أن "قراءة "وصايا" منفذي الهجمات الفلسطينية المسلحة تخرج أجهزة الأمن الإسرائيلية بانطباع مفاده أنهم يعتبرون أنفسهم "شهداء على قائمة الانتظار"، وأنه لم يعد أمامهم من خيار سوى تنفيذ هذه الهجمات لمواجهة الاحتلال، والتأكيد على مركزية "مسجدنا الأقصى"، وحث رفاقهم على إعداد أنفسهم لأفعال مماثلة في المستقبل، وبالتالي فإن مراجعة عشرات الوصايا لا تظهر دوافع المنفذين فحسب، بل تظهر أيضًا حاجتهم لمشاركة "إرثهم" مع عامة الفلسطينيين، واكتساب الشرعية لأفعالهم".

يبدو لافتا توقف الأمن الإسرائيلي عند مسألة "وصايا" منفذي الهجمات الفلسطينية، بالتزامن مع مزاعمه عن إحباط المئات من الهجمات الأخرى من خلال المراقبة والتعقب، خاصة في أيام التوتر حول المسجد الأقصى، رغم آلاف المنشورات التي تدعو لشن هجمات مسلحة.

في الوقت ذاته، فإن المعطيات التي تنشرها المحافل الأمنية الإسرائيلية تتحدث عن أن 50 في المائة من المنفذين الذين نفذوا أو حاولوا تنفيذ عمليات مسلحة في السنوات الأخيرة، تركوا وراءهم نوعا من الإرادة، وباتوا يعتبرون من نخبة المجتمع الفلسطيني، وأصبحوا مشهورين بين الفلسطينيين، ويحظون بمكانة مشرفة في صفوفه، ويتولد لدى باقي الفلسطينيين استعداد للانضمام إليهم، والمضي في طريقهم، والسعي لمنع الاقتحامات اليهودية للمسجد الأقصى.

تعترف المحافل الإسرائيلية أن تداول "وصايا" منفذي الهجمات ضد الجنود والمستوطنين تزيد من صعوبة الحديث عن الردع الإسرائيلي، لأن المجتمع الفلسطيني يحتضن الشهداء، بل ويمجدهم، وفي مثل هذا الواقع، ينصب معظم اهتمام القوى الأمنية الإسرائيلية على منع الهجمات المسلحة، وإحباطها، من خلال الاستخبارات البشرية والمراقبة الإلكترونية وشبكات التواصل، ومن خلال اليقظة العالية التي يظهرها الجنود على الأرض، لكنها لا تنجح في كل مرة في إحباط الهجمة القادمة.

 

المصدر : عربي 21

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة