قراءة عسكرية: ما أبرز الرّسائل التي حملها فيديو "الهُدهد 3" لحكومة الاحتلال؟

قال محللون إن صور "الهدهد 3" التي نشرها حزب الله، أمس الأربعاء، لمنطقة حيفا-الكرمل تؤكد احتفاظه بقدرته على اختراق دفاعات الاحتلال "الإسرائيلي" وتحديث بنك أهدافه.

وأكد المحللون أن الصور التي التقطها الهدهد قد تكون مقدمة لهجوم كبير وواسع ما لم يتوقف العدوان على لبنان.

وأشار الخبير العسكري العميد إلياس حنا، إلى أن الصور الجديدة تركز على مراكز ثقل في مدينة حيفا، مما يعني أن الحزب قادر على تحديث بنك أهدافه رغم عنف الضربات "الإسرائيلية".

وأوضح حنا أن المهم في هذا الفيديو هو أنه يعكس قدرة الحزب على رصد الأهداف ذات القيمة الإستراتيجية من عقد قتالية ومواقع إستراتيجية، وهو ما يتضح في عمليات القصف التي نفذها خلال اليومين الماضيين التي بدأت تتصاعد في أهمية أهدافها.

وأضاف أن " موعد تصوير الفيديو مهم جدا، ولو كان التصوير جديدا، فإنه يؤكد أن لا يوجد أمن مطلق وأن الاختراق حدث فعليا كما حدث عندما وصلت الصواريخ إلى ضواحي "تل أبيب".

وردًّا على مسألة نقل القطعات العسكرية، قال حنا إن بعض القواعد العسكرية كبيرة ولا يمكن نقلها مثل رامات ديفيد، وإن الدفاعات "الإسرائيلية" عموما لا يمكنها توفير الحماية الكاملة بدليل أن 80 صاروخًا من أصل 180 أطلقتها إيران مؤخرا تجاوزت هذه الدفاعات وضربت قواعد عسكرية باعتراف "إسرائيل".

ولفت إلى أن هذا الفيديو يدخل ضمن الحرب النفسية، في الوقت الذي يقول فيه لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحربه يوآف غالانت: "لقد أثبتنا قدرتنا على ضرب حيفا".

وأضاف "لو كان الحزب يريد الضرب لفعل هذا مباشرة دون نشر صور".

واعتبر حنا أن المقاومة اللبنانية "عادت لما كانت عليه قبل الضربات الأخيرة، وتقول إنها تنشر الآن وستضرب في لحظة محددة، لكنها لم تقرر تدفيع حكومة الاحتلال الثمن الباهظ حتى الآن بضرب هذه المناطق دون تلويح".

من جهته، قال الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي، إن هذه الصور الجديدة تعني تحديث الحزب معلوماته حسب تحريك القطعات العسكرية، وتظهر أيضا قدرته على الدخول والتصوير في ظل حالة التأهب القصوى الحالية، مؤكدًا أنها تعكس فشلًا عسكريًا ودفاعيًا كبيرًا للجانب "الإسرائيلي".

وأشار الفلاحي إلى أن نشر هذه الصور يعني أن الحزب يريد إيصال رسائل للجانب الآخر عنوانها "بينما المواجهة تخطت هذه المرحلة، ويفترض أنها وصلت إلى نقطة الضرب دون إنذار".

وأكد الفلاحي أنّ حزب الله تجاوز أزمة اغتيال قادته وانتقل إلى مرحلة جديدة من الحرب واستعادته للقيادة والسيطرة ظهرت على الأرض، ولو وقعت حرب برية مباشرة ستكون مكلفة جدا للاحتلال الذي لا يزال يتحرك في مساحة ضيقة جدا على نقاط التماس.

وأمس الأربعاء، نشر الحزب صورا لمنطقة حيفا-الكرمل أظهرت رصده منشآت صناعية واقتصادية وبنية تحتية وقواعد عسكرية ودفاعات جوية وعديدا من الأماكن الإستراتيجية كمصفاة نفط حيفا والمنطقة الصناعية في "كريات آنا".

وقال حزب الله في بيان له، إن "حيفا ستتحول إلي هدف مفتوح كبقية مستوطنات الشمال بكل ما فيها من منشآت".

وفي وقت سابق، أكد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم "أنّ المقاومة جاهزة، وستضرب عميقًا، ما لم تتوقف "إسرائيل".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة