تقرير - شهاب
لم يكن اندحار الاحتلال "الإسرائيلي" ومستوطنيه عن قطاع غزة عام 2005، حدثًا عاديًا، بل لا يزال أحد أبرز الأحداث في تاريخ الشعب الفلسطيني وصراعه المستمر مع المحتل الذي يجثم على أرض فلسطين منذ نكبة 1948.
ففي مثل هذه الأيام قبل 17 عاما، عايش أهل غزة انسحاب الاحتلال وإخلاء 21 مستوطنة تحت ضربات المقاومة المؤلمة. إذ كانت هذه المستوطنات تحتل نحو 35% من مساحة القطاع (360 كيلومترا مربعا) منذ احتلاله سنة 1967.
وشكلّ اندحار الاحتلال من قطاع غزة، مسارًا آخرًا للمقاومة الفلسطينية التي تتصاعد وتزداد قوة وبأسًا وإيلاما يومًا بعد الآخر، ولا تمل ولا تكل من تطوير قدراتها العسكرية وفي جميع المجالات استعدادًا لمعركة "التحرير الكبرى".
اقرأ/ي أيضا أيضا.. تقرير ما هي أبرز "ضربات المقاومة" التي أجبرت الاحتلال على الاندحار من قطاع غزة؟
ويأتي ذلك في ظل يقين الشعب الفلسطيني التام بأنّ المقاومة هي الخيار الوحيد لدحر الاحتلال، بعد فشل خيار أوسلو والمفاوضات في تحرير شبر واحد بلّ سمح بمضاعفة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة دون تقدم.
"ضربات المقاومة"
الباحث في الشأن الفلسطيني عبد الله العقاد، أكد أن الاحتلال انسحب من غزة تحت ضربات المقاومة المكثفة.
وقال العقاد إن المقاومة أجبرت الاحتلال على الاندحار من غزة وأكدت أنه لا وجود له داخل فلسطين.
وأشار إلى أن "الحاضنة الشعبية هي المقاومة، والثوار هم طليعة المقاومة ولا يمكن الفصل بينهما".
"المقاومة تؤسس للتحرير"
بدوره، شدد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، على أن الاحتلال اندحر عن غزة؛ لأنه أدرك بأنه إذا بقي بداخلها سيدفع الثمن كبيرًا.
ولفت الصواف في تصريحات رصدتها وكالة "شهاب" إلى أن قطاع غزة بات يشكل أرقًا كبيرًا للاحتلال لما يشكله من تحرير الأراضي الفلسطينية.
وأوضح الصواف أن المقاومة في قطاع غزة تؤسس لمبدأ تحرير الأراضي الفلسطينية"، منوها إلى أن اندحار الاحتلال عن غزة، كان بداية الطريق.
"نقل تجربة غزة"
أما الكاتب والمحلل السياسي عمرو علان، فقد شدد على ضرورة العمل على نقل تجربة اندحار الاحتلال "الإسرائيلي" ومستوطنيه من قطاع غزة إلى الكل الفلسطيني.
وأشار علان إلى أن المقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة والشهيد المقاوم إبراهيم النابلسي، أثبت فشل التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال.
وقال علان إن "انسحاب الاحتلال من غزة دون قيد أو شرط يؤكد بأن المقاومة من خلال أساليبها المختلفة أثبتت للكيان بأنه ليس بأمن من ضرباتها".