وجه القائد العام لأركان المقاومة محمد الضيف "أبو خالد"، أمس الأربعاء، رسالة لأبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، لا سيما في الضفة الغربية والقدس المحتلة والداخل الفلسطيني.
فيما يلي نص الرسالة كاملة:
بسم الله الرحمن الرحيم
(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ) (التوبة 14)
النصر معلَّقٌ بتلابيب بنادقكم، وأنتم قادرون على اختراق الحصون، وفتح نوافذ الأمل
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغرّ المحجّلين وإمام المجاهدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم بك نصول وبك نجول، وفي سبيلك نقاتل، ولا حول ولا قوة إلا بك.
إخواني وأحبابي يا جند الضفة الأبطال، يا حماة الأقصى وحراس القدس، يا رجال فلسطين الأوفياء، يا أحفاد صلاح الدين وجند اليرموك، يا أبناء العياش وأبو الهنود، ورفاق أبو الهيجا والبرغوثي والتميمي والجعبري، إنّ الوطن يناديكم وأنتم أهل لهذا النداء، لقد آن أوانكم فأروا الله من أنفسكم خيرا، وإنّ لكم أسوة حسنة في صحابة رسول الله وقادة جيوشه المظفّرين، خالد وطلحة وعمرو وأبو عبيدة وسعد ويزيد والقعقاع وعاصم وأسامة والمثنى.
تحلّ علينا الذكرى الخامسة والثلاثين لانطلاقة حركتنا المجاهدة، حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في الوقت الذي تجبّر فيه العدو الصهيوني واستكبر، وخُيل له أنه قد أتى على روح المقاومة المتقدة في صدور أبناء شعبنا، واستباح الديار والعباد، قتلًا وأسرًا وتشريدًا وتهويدًا، حتى إذا زينت له أعماله، باغته بأس عباد الله المؤمنين، وأرسل الله عليه جنود الحق، "عبادًا لنا أولي بأس شديد"، يجوسون دياره ويثخنون فيه القتل والجراح.
لقد كانت الضفة الغربية على مدار تاريخ الانتفاضة المباركة، خزّان وقود ثورتنا، ومهد انطلاقة أبرز العمليات الجهادية، وخرج من أتونها رجالٌ أبطالٌ أذاقوا العدو الويلات، ولقنوه دروسًا قاسيةً في البطولة والشجاعة والإقدام، لا يزال يتجرّع مرارتها حتى الآن، حتى باتت الضفة كابوسًا يلاحقهم في الليل والنهار، ولم تفلح كل المحاولات لتدمير إرادة المجاهدين وكسر عزيمة الثوار، حتى خرج من بعد ذلك جيلٌ لا يقل بأسًا عن المؤسسين الأوائل، بل ابتدع أشكالا من المقاومة أرقت المحتل وكشفت عوار منظومته الأمنية الهشة.
في هذه الذكرى المباركة، نبعث لكم بمشاعر العزّ والفخر ونحن نتقوى بعد الله تبارك وتعالى بكم، ونستلهم من صبركم وثباتكم، وننهل من إبائكم وجهادكم، ونثق بكم وأنتم رأس حربتنا في مواجهة هذا المحتل المجرم على بقعة مهمة من أرضنا المحتلة، تتسيّدها القدس السليبة، والمسجد الأقصى المبارك، الذي يستصرخ صباح مساء، وهو يتعرّض لأبشع حملة تهويد وتدنيس، برعاية حكومية صهيونية رسمية.
أيها الأبطال في ضفة الإباء، يا سدنة البيت وحماته: واصلوا الطريق، واضربوا ضرباتكم الموجعة وتقدموا فقد مضى عهد الرجوع، إنَّ شعبنا وأمتنا يرقبون أفعالكم، ويتشوّفون لأصوات البنادق والقنابل تتعالى في كل أرجاء ضفتنا الباسلة، تحمل السُّم الزعاف لهذا العدو المجرم وحكومته المتطرفة، فإنّ الرهان عليكم كبير، والنصر معلَّقٌ بتلابيب بنادقكم، وأنتم قادرون على اختراق الحصون، وفتح نوافذ الأمل.
أما نحن، فإننا منكم وأنتم منا، وإننا نعاهد الله ثم نعاهدكم على أن نبقى الأوفياء لهذا الوطن، أوفياء لدماء الشهداء، أوفياء لتضحيات الأسرى الذين ينتظرون سواعد المجاهدين لانتشالهم من قبضة السجان المجرم، أوفياء لقدسنا وأسرانا كما كنا عندما حمي الوطيس، وسيف القدس لا تزال حاضرة في أذهان العدو والصديق، وستبقى القدس درة تاجنا، والأقصى عنوان كرامتنا، وإننا جندًا وقادةً متأهبون لدفع الغالي والثمين في سبيل حرية شعبنا وصون أرضنا وتطهير بقاعنا المقدسة.
اصبروا فإن العاقبة للمتقين، واعلموا أنه إن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا، وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، وإن الله قد وعد الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونه لا يشركون به شيئا، فاصبروا وصابروا ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون.
أخوكم محمد الضيف أبو خالد