خاص - شهاب
شكلت عملية إطلاق النار التي نفذها مقاوم فلسطيني وأسفرت عن مقتل مستوطنين اثنين في حوارة جنوب نابلس، صفعة كبيرة للاحتلال "الإسرائيلي" وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، رغم التعاون الوثيق بينهما.
وجاءت عملية حوارة البطولية، بعد حملة شاملة شُنت بالتنسيق بين قوات الاحتلال والسلطة الفلسطينية؛ لملاحقة المقاومين والتضييق عليهم لتحقيق هدفهم المتمثل في "القضاء على المقاومة بالضفة الغربية المحتلة".
ومن أبرز معالم هذه الحملة تعزيز الإجراءات الأمنية بشكل مكثف من قوات الاحتلال في بلدة حوارة، وإقامة حواجز على جميع مداخلها الفرعية ونصب نقاط عسكرية على الشارع الرئيسي.
أما السلطة، فلم تتوقف عن ملاحقة المقاومين والتضييق عليهم واعتقال من يرفض "إغراءاتها" من عفو ووظيفة وشقة أو حتى أموال، كما فعلت مع عدد من المقاومين الذي كشفوا مؤخرا عن رفضهم لمثل هذه العرض.
"فشل ذريع"
الباحث معتصم سمارة، يقول إن "العملية نفذت في النقطة الأكثر كثافة أمنية في الضفة الغربية، والأكثر مراقبة وتواجدا لقوات الاحتلال ومستوطنيه".
ويضيف سمارة أن العمليات البطولية باتت تتكرر في المنطقة ذاتها، الأمر الذي يمثل فشلا ذريعا لمنظومة الاحتلال الأمنية، ولكل إجراءاته التي لم تنجح في وقف المقاومة.
ويرى أن هذا يدلل على أن "الحل الأمني الذي يقوده التيار الصهيوني الديني المتطرف، والذي بات إلى حد ما يسيطر على مفاصل في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لأول مرة، وباتت تخضع له رغم قناعتها في كثير من الإجراءات أنها غير مجدية، إلا أنها تخضع له بفعل كونه يمسك في رأس الهرم السياسي".
ويشير سمارة إلى أن "الفلسطينيين رغم كل هذه الغطرسة والعنجهية والقوة المادية لدى الاحتلال، الا أنهم يُصرون على مواصلة المقاومة وتدفيع المحتل الثمن حتى دحره عن أرضنا المحتلة".
"عملية جريئة"
من جهته، عدّ الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن "عملية حوارة" مؤشر قوي على جرأة منفذها، موضحا أنه "دخل إلى كراج سيارات وعلِم أن الشخصين أمامه هما مستوطنان، ثم أطلق النار عليهما بدقة من نقطة صفر، فأرداهما قتيلين".
وبحسب الصواف، فإن هذه العملية النوعية تؤكد أن المقاومة مستمرة ومتطورة، وتعمل على نحو دقيق، وهي تقول للاحتلال إن "أي عملية إجرامية تنفذها بحق الفلسطينيين لن تمر بسهولة، ورجال المقاومة لها بالمرصاد".
ويقول: "الشعب الفلسطيني ومقاومته لم ولن ينسوا أنهم لا يزالون تحت الاحتلال الذي هجرهم من بيوتهم ويواصل قتلهم وتعذيبهم ومصادرة أراضيهم والاعتداء على مقدساتهم".
ووفق الصواف، الاحتلال ظنّ أن ما يقوم به قد يُرهب شعبنا أو يُجبره على الرحيل، وترك أرضه والتسليم له بإرهابه، مستدركا: "لكن أنّا له ذلك، الفلسطيني يدافع عن حقه وعن أرضه، و مازال يؤمن أنها أرضه، وسيدافع عنها، وهو مستمر منذ أكثر من خمسة وسبعين عامًا في مقاومته للاحتلال".