قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي، إن المشاهد الحصرية التي بثتها قناة الجزيرة لسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي ناقلة جند بعد أن فجرتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تؤكد أن عمليات المقاومة باتت نوعية في معظمها، وكشفت الفشل الذريع المستمر في أداء جيش الاحتلال.
وظهر اليوم، نشرت كتائب القسام مشاهد تظهر سحب قوات الاحتلال "الإسرائيلي" ناقلة جند من نوع نمر كانت قد تعرضت لعملية عسكرية مركبة تبنتها كتائب القسام، في رفح جنوبي قطاع غزة، وأظهرت جرافتين أثناء سحبهما الناقلة بعد أن تمت تغطيتها والجنود يسيرون بجانب سور بينما تظهر عربة عسكرية صغيرة أخرى إلى جانبهم.
وفي تحليل ما يجري في قطاع غزة عسكريًا، قال الفلاحي، إن المشاهد تؤكد ما أعلنته كتائب القسام، وتظهر أن العملية العسكرية كانت نوعية بامتياز، وهو ما أكده الاحتلال باعترافه رغم محاولته التضليل بحجب جانب من التفاصيل المتعلقة بهذه العملية.
ويرى أن تغطية "إسرائيل" للناقلة تعكس الحرج الشديد والفشل الذريع الذي لا يزال جيش الاحتلال يعانيه، حيث إن هذه المدرعة تعد فخر الصناعات الإسرائيلية وتكلفتها تصل 3 ملايين دولار، ومن المتوقع أن تكون قد تعرضت لتدمير كامل بسبب الاستهداف وهو ما لا يريد الجيش أن يظهر أمام الجميع.
ويؤكد الفلاحي أن هذه العملية العسكرية النوعية تعد مؤشرًا واضحًا لوجود أزمة كبيرة في عمليات الإخلاء التي يقوم بها جيش الاحتلال، حيث تطلب إخلاء هذه الناقلة ساعتين، وهما كفيلتان بفقدان الجنود حياتهما حتى وإن كانوا جرحى ومصابين، وهو ما يعني أن هذا الجيش لا يملك خطة ناجعة لعمليات الإخلاء.
ويرى الخبير العسكري أن هذه العملية والصور التي ظهرت لسحب الناقلة سيكون لها أثر سلبي كبير على القوات "الإسرائيلية" العاملة في رفح، حيث سيزيد من إضعاف الروح القتالية لديهم، كما سيعطي دلالة واضحة على وجود خلل كبير في التخطيط العملياتي الذي أثمر حالة إرباك شديدة ليست خافية على الجنود.
ويضيف الفلاحي بأن التأثير السلبي لم يتوقف عند حد الجنود العاملين في الميدان، حيث طال القيادات السياسية والعسكرية، وهو ما يؤكده الارتباك الشديد في تصريحاتهم ما بين حديث عن هدنة تكتيكية ثم نفيها، وتصريحات أخرى متضاربة عن ضرورة المضي قدما في إنجاز صفقة تبادل.