قيادي بحماس: القتال في الضفة مستمر بوتيرة متصاعدة والمقاومة تستخدم أساليب جديدة

خاص _ حمزة عماد 

فجأة وبدون سابق إنذار، وقع انفجار في مدينة "تل أبيب" دون معرفة الأسباب، وبعد الفحص أكد بيان للشاباك والشرطة الإسرائيلية أن الهجوم في المدينة حدث أمني نفذ باستخدام عبوة ناسفة، وأدى إلى إصابة أحد المستوطنين بجروح متوسطة، وزادت شرطة الاحتلال من نشاطها في الأماكن المكتظة في "تل أبيب"، بسبب الحدث المفاجئ في المدينة، قبل التفجير بساعات قتل حارس مستوطنة وسرق سلاحه بعد ضربه بشاكوش في احدى مستوطنات قلقيلية من قبل فدائي نفذ العملية وانسحب بسلام.

خوف وتوتر يسود منظومة الاحتلال الأمنية بعد تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية، هذا الأمر يرهق المنظومة تحديدًا بعد انشغالها في حرب على مختلف الجبهات.

وقال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي، إن القتال في الضفة مستمر بوتيرة متصاعدة، موضحًا أن الضفة تشهد تصعيدًا مستمرًا في مستوى القتال والعمليات العسكرية، ويأتي هذا التصعيد بعد التسريبات التي نشرها إعلام العدو عن طلب قائد المنطقة الوسطى "أفي بلوط" تنفيذ مناورة برية في شمال الضفة مشابهة للمناورة البرية في قطاع غزة.

وأكد مرداوي خلال تحليل له رصدته وكالة "شهاب"، على الرغم من عدم وجود مناورة برية في شمال الضفة الغربية بالمفهوم العملياتي لكن التصعيد العسكري في الضفة ارتفع درجات عبر التوسع في استخدام سلاح الجو والطيران المسير في تنفيذ غارات جوية على مدن شمال الضفة لقتل أكبر عدد من المسلحين، والتوسع في تدمير البنية التحتية في المخيمات الفلسطينية والتي تشمل المنازل، وجعلها غير صالحة للسكن. 

وأضاف أنه في المقابل، تواصل المقاومة في الضفة القتال بإصرار وعناد كبير، مع تطور في أساليب المواجهة يرصده العدو في نوع العبوات التي أصبحت أكثر تدميرًا للأليات العسكرية، وأخر تلك العمليات تفجير عبوة ناسفة في آلية للعدو خلال اقتحام مدينة طوباس أسفرت عن إصابة 4 جنود، مشيرًا إلى أنه سبق للعدو أن نشر إحصائيات قبل معركة طوفان الأقصى أشارت لأن حجم الأليات التي تم استهدفها في الضفة يوازي عدد الأليات التي تم استهدافها طوال انتفاضة الأقصى. 

وبين مرداوي أن الملاحظ في الاقتحامات الأخيرة لمدن الضفة دخول سيارات الإسعاف ومرافقتها بشكل دائم مع القوات المقتحمة لمدن الضفة، بالإضافة لمشاركة وحدة 669 بشكل متكرر في عمليات إخلاء جنود من مناطق الاشتباكات في الضفة الغربية. 

وكشف القيادي مرداوي أن المقاومة في الضفة تمتاز بعدة ميزات أبرزها الاعتماد على الكمائن سواء بالعبوات أو الأسلحة الرشاشة، وتجنب المواجهة الجبهوية التي كان العدو يقوم فيها باستدراج المقاومين نحو أماكن تموضع القناصة وقتل أكبر عدد منهم. 

ولفت إلى أن الاستطلاع والتنفيذ من الميزات التي تساعد المقاومة في الضفة، وقد نفذت المقاومة عمليات تحتاج لعمليات استطلاع قبل التنفيذ ودراسة بيئة العملية بشكل متكرر. 

وقال القيادي في حركة حماس، إن إدارة الإمكانيات واجتراح الأدوات والوسائل المحلية في التغلب على معضلة العوائق، مثل التصنيع المحلي للعبوات أو عمليات تهريب وشراء السلاح، قد نجح في الكثير من العمليات بالضفة.

وبين أن المقاومة في الضفة توازي بين العمليات الدفاعية والهجومية، ويلاحظ تطور في زيادة العمليات الهجومية التي تنفذها المقاومة نحو أهداف للعدو، مؤكدًا أن هذا التطور مهم لأنه أحدث توازنا بين العمليات الدفاعية التي تقوم بها التشكيلات العسكرية والتي تقوم على انتظار العدو والعيش في فترة المراوحة والانتظار، خاصة أن العدو يعتمد التباعد بين الاجتياحات من أجل دفع المقاومين نحو الارتخاء، بالإضافة لمزيد من جمع المعلومات الاستخبارية، لذلك عملية المبادرة التي تقوم بها الضفة تكلف العدو خسائر تساهم في التأثير في انتشار العدو وتموضعه. 

وأوضح مرداوي أن الاقتصاد في الإمكانيات البشرية وتقليل الخسائر بين كوادر المقاومة، عبر عمليات الكر والفر المحددة وما يحصل على الحواجز والطرق الالتفافية مثال عملي على ذلك، بالإضافة لسعي المقاومين التموضع في ساحات المواجهة أثناء العمل الدفاعي وعدم التجول المفتوح الذي يسهل على العدو اصطيادهم في الطيران. 

ولفت إلى أن القتال في الضفة الغربية من وجهة نظر العدو هو تحدي ليس سهلًا لاعتبارات تطور أداء المقاومة وعقلها، ومحاولة التغلب على فارق القدرات، بالإضافة لطبيعة البيئة العملياتية التي ينفذ فيها العدو عملياته العسكرية، مشيرًا إلى أن العدو أصبح أكثر ميلًا لاستخدام سلاح طيران ضد المقاومين، وهذا يستدعي من المقاومين أخذ الحيطة والحذر في تحركاتهم لصد الاجتياحات واجتراح الوسائل والأدوات وإعادة تقييم الخطط بما يمكنهم من التغلب على العدو والإثخان فيه.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة