خاص _ حمزة عماد
يبدو أن الأحداث على أرض الواقع من غزة إلى لبنان، تظهر معطيات مختلفة عما ينشر على وسائل الإعلام "الإسرائيلية" المختلفة، فالقتال على الأرض يحمل معنى آخر، وهو أن المقاومة الفلسطينية واللبنانية ما زالت تكبد الاحتلال الخسائر وحرب الاستنزاف متواصلة حتى وقف عدوانه الهمجي على الجبهتين.
رشقة صورايخ ثقيلة تجاوزت الـ100 صاروخ أطلقها حزب الله اللبناني مؤخرا على حيفا المحتلة ومنطقة الكريوت، ألحقت أضرارًا كبيرة، وإصابات في صفوف المستوطنين، وعلى جبهة غزة تستمر الكمائن التي تعدها المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام تحديدًا في شمال القطاع، لتفتك في جنود الاحتلال وما عنا الجنود الخمسة الذين قتلوا في محافظة الشمال وبينهم ضابط رفيع في الجيش، ببعيد.
جيش الاحتلال يغرق يومًا بعد يوم في حرب الاستنزاف التي تدور في قطاع غزة وفي جنوب لبنان، وأعداد القتلى والإصابات تزداد بشكل مستمر، يكشف هذا الأمر الإحصائيات التي تظهر على الإعلام، وبلاغات المقاومة التي تكشف عن كمائنها ساعة بعد ساعة.
مقاومة غزة تستنزف العدو
الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة، قال إن أكثر من 400 يوم وما زالت المقاومة الفلسطينية تواجه بصلابة عالية آلة البطش "الإسرائيلية" المدعومة علنًا من جيوش أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وأجهزتها الاستخبارية.
وأضاف الزبدة في حديث لوكالة "شهاب"، "أن تتمكن المقاومة الفلسطينية من تنفيذ عمليات نوعية والإجهاز على 5 جنود "إسرائيليين" باعتراف العدو، يشير إلى التكتيكات العسكرية الناجحة التي باتت تستخدمها المقاومة في الميدان سيما محافظة شمال غزة".
وأضاف أن نجاح عمليات المقاومة في إيلام العدو يشير إلى منظومة السيطرة والتحكّم التي تمتلكها قيادة المقاومة، مشددًا أن هذه المنظومة فشل الاحتلال في القضاء عليها أو تقويضها رغم الغارات الجوية المكثفة، وتواجد قواته في عمق المناطق السكنية المأهولة شمال غزة.
وأوضح الزبدة أن النجاحات تشير من ناحية أخرى إلى أن تكتيكات المقاومة الفلسطينية باتت تركز على الصمود أمام القصف الإسرائيلي المكثّف، وإيهام جيش الاحتلال بأن المنطقة باتت آمنة لتوغلات آلياته المدرعة قبل أن تقوم المقاومة بمباغتتها، وتدميرها، والإجهاز على من تبقى من الجنود أحياء من مسافة صفر.
وأشار الكاتب الزبدة أن عمليات الأيام الأخيرة تؤكد فشل جيش الاحتلال في هزيمة المقاومة الفلسطينية، موضحًا أن الاستقرار في غزة، أو إعادة الاستيطان فيها إنما هي أوهام وأحلام بعيدة المنال.
مفاوضات بالنار
وعلى صعيد الجبهة اللبنانية، قال الإعلامي اللبناني خليل نصر الله، إن الميدان يتحدث عن نفسه بعد إطلاق صورايخ حزب الله اللبناني التي وصلت من قرى الحافة الأمامية إلى جنوب "تل أبيب".
وأوضح نصر الله في تغريدة له على موقع "اكس" رصدتها وكالة شهاب، أن تكثيف النار أبلغ رد على التسريبات الإسرائيلية التي تحاول إشاعة أجواء حول اتفاق يعطي "إسرائيل" مساحة لحرية "عمل" في لبنان كما يحلو له.
وتابع "أي اتفاق وقف نار لا يحترم السيادة اللبنانية، ويمنح الإسرائيليين يدًا منفلتة لن تقبل به المقاومة، ولو أتى كل العالم لن يتمكن من فرض ما يريد على حزب الله".
وأوضح نصر الله أن الكل بات يعلم أن محاولة تخطي حزب الله والتعامل معه على أنه ضعف وتراجع، هو وهم كبير، مشددًا أن أي تسوية في لبنان يجب أن تكون بموافقته.
وفي اليوم الـ402 من العدوان الإسرائيلي" على غزة، تعرّضت عكا وحيفا ومناطق واسعة بالجليل الغربي والأعلى لضربة صاروخية كبيرة، بينما ذكرت مصادر "إسرائيلية" أن 5 جنود قُتلوا في حادثين منفصلين بقطاع غزة.