خاص _ حمزة عماد
لم يعد يخفى على أحد، أن ما يحدث في محافظة شمال قطاع غزة هو تطهير عرقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، قتل وتشريد، حرق وتدمير للمنازل، إخراج للمستشفيات عن الخدمة، قتل مقومات الحياة بأكملها، كل ذلك من أجل تطبيق ما يسمى بـ "خطة الجنرالات" حتى ولو كان هذا الأمر غير معلن.
خطة ينفذها الاحتلال بحذافيرها بدعم أمريكي من تحت الطاولة، وصمت عربي مهين لا يحرك ساكنًا، تحديدًا بعد إعطاء وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلنكن الاحتلال مدة شهر من أجل إدخال المساعدات لشمال القطاع، رغم المجاعة التي أعلنتها المؤسسات الأممية والدولية في ظل القصف والقتل والتهجير المستمر، رغم كل ذلك يضرب الاحتلال بعرض الحائط كل المناشدات والدعوات لتدراك الوضع الإنساني.
خطة غير معلنة من أجل تهجير الفلسطيني واجهها الأخير بثباته وصموده وعزيمته، رغم كل أطنان الصواريخ التي سقطت على جباليا وبيت لاهيا وصولًا لبيت حانون، الفلسطيني يوصل رسالة واضحة أنه صاحب الأرض يتشبث فيها رغم كل المجازر والدمار الذي حصل بفعل آلة الإجرام الإسرائيلية.
ثبات منقطع النظير
الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أحمد غنيم، قال إن الفلسطيني لم يتعود على الاستسلام، وهذا ما يحدث في شمال قطاع غزة، فالصمود والثبات على الأرض عنوان مرحلة أهل الشمال حاليًا، مضيفًا أنه رغم كل المجازر البشعة والقتل والتدمير وإخراج المدنيين من بيوتهم بالقوة مازال عدد كبير من السكان متواجدين في بيوتهم.
وأكد غنيم في حديث لوكالة "شهاب"، أن سكان محافظة الشمال المتواجدين في أماكن متفرقة من المحافظة يعيشون مجاعة مستمرة بسبب عملية الاحتلال العسكرية، مشددًا أن الاحتلال يستخدم سياسية التجويع من أجل تفريغ المحافظة وهذا الأمر لم يحدث.
وأضاف أن الفلسطيني يعاني الأمرين منذ أكثر من عام لكنه غير مستعد للتنازل عن شبر من أرضه رغم أطنان المتفجرات التي سقطت على قطاع غزة.
وتابع غنيم حديثه، "يحاول الاحتلال وحلفائه تغيير الوقائع على الأرض بكل الوسائل والطرق للضغط على الفلسطيني وكسر عزيمته، رغم كل هذا الأمر لا يزال الغزيون صامدون ثابتون على أرضهم، وهو ما أفشل أهداف الاحتلال".
رضا أمريكي
الكاتب والمحلل السياسي سعيد زياد، قال إن إدارة بايدن هي من تمنح الغطاء للاحتلال "الإسرائيلي" لتنفيذ خطة الجنرالات منذ مطلع أكتوبر الماضي.
وأكد زياد خلال تغريدة له على موقع "اكس"، أن الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة العجوز بايدن، هي من تتحمل المسؤولة عن إبادة 80 ألف إنسان في جباليا وبيت لاهيا بالجوع، مشيرًا إلى أن ما يقوم به الاحتلال مخالف للقوانين والمواثيق الدولية.
وتابع حديثه "كان بلينكن أول من منح إسرائيل شهراً كاملاً بكل سخافة لحل معضلة تدفق المساعدات للشمال، ثم جرى تحديد المدة شهراً إضافياً قبل أيام".
و أوضح زياد أنه من الواجب نصرة وإنقاذ أهل شمال قطاع غزة، مشددًا أن هذه المعركة هي أم معارك الحرب.
صمتٌ مريب
من جانبه، قال الصحفي إبراهيم مسلم، إن الدول العربية لم تتطرق لما يجري في شمال قطاع غزة ( جباليا ، بيت لاهيا ، بيت حانون)، مضيفًا أن شمال غزة منذ أكثر من شهر يتعرض لحرب تطهير عرقي.
وأكد مسلم خلال تغريدة له على موقع "اكس" أن الصمت الرسمي التام لما يحدث شمال قطاع غزة يعكس حالة الرضى عن خطة الجنرالات، موضحًا أن الغزيين ثابتون صامدون على أرضهم رغم الإبادة بحقهم.
وأضاف أن الهدف هو إشعار الفلسطيني أن ثمن مقاومة "إسرائيل" لن يكون تحرير، بل مزيد من الاحتلال فاقبلوا بفتات الجزرة.
وتابع حديثه، " ما يحدث شمال قطاع غزة من قتل وتدمير وتهجير هو في إطار معركة كي الوعي التي ستنقلب على رؤوسهم جميعًا".
ويتعرض المواطنون بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، لعملية "إبادة وتطهير عرقي"، لأكثر من شهر، حيث يفرض الاحتلال حصارًا بريًا، وينفذ عمليات قتل ونسف للمنازل، وتهجير قسري.
ويصرّ المواطنون على عدم النزوح إلى جنوب القطاع، رغم حرب الإبادة والضغط الكثيف اللذين يمارسهما الاحتلال، وعمله على إخراج المنظومة الصحية بشمال القطاع عن الخدمة، بعد طلبه من مستشفيات "كمال عدوان، والإندونيسي، والعودة"، بالإخلاء.