شهاب - خاص
قال الفريق قاصد محمود نائب رئيس هيئة الأركان الأردني الأسبق، إن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وخاصة في جباليا تثبت في كل يوم أنها حالة اعجازية عسكرية بكل معنى الكلمة، في ظل الظروف الصعبة التي تعمل بها، والظروف البيئية والعسكرية والعملياتية والتفوق العسكري الإسرائيلي.
وأضاف محمود في حديث خاص لوكالة شهاب، لم يحدث في التاريخ مثل هذا الزخم من هذه الكثافة النارية والتنوع في الاستهداف الاسرائيلي للمقاومة، ومع ذلك المقاوم يخرج من بين الأنقاض وينفذ عمليات عسكرية بكل أبجدياتها وتفاصيلها من تخطيط واستخبارات وروح وإرادة ومهارة قتال عالية، في مشهد عملياتي غريب جدًا.
وتابع محمود، من الواضح أن النوع البشري للمقاومين وروحهم القتالية العالية وإيمانهم بعدالة قضيتهم، يعكس إصرارهم على الوصول لأهدافهم، وهذه هي قيم مضافة ومضاعفة للقوة الحقيقية في المواجهة.
وأوضح محمود أن المقاومة في شمال قطاع غزة تواصل تحقيق إنجازات عظيمة في مواجهة العدو الصهيوني، حيث تمكنت من إلحاق خسائر فادحة بوحدات النخبة في جيش الاحتلال، آخرها مقتل 5 جنود صهاينة بينهم قائد فرقة من وحدة “لوتار” الخاصة 707، المعروفة بكونها مدرسة تدريب ما يسمى "مكافحة الإرهاب” التي تعد الأولى في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن هذه الوحدة تُستخدم لتدريب نخبة الجيش الصهيوني ووحداته المختلفة، من “سيريت متكال” و”يمام” إلى “شلداغ” و”شييطت 13”.
وتابع محمود، أن يأتي الجيش بالوحدة المختصة بتدريب وحدات النخبة إلى جباليا، هذا يعني أن لديه مشكلة في الوحدات وفي عدد الجنود، كما أن سحبه لواء مدرع والإتيان بلواء جفعاتي يؤكد ذات المشكلة التي يواجهها، وأن هناك صعوبة في تعويض هذا الناقص الناجم عن حجم الخسائر الأكبر بكثير مما يعلنه الجيش في الإعلام.
وأردف محمود على الرغم من مشهد الدمار في غزة وأشلاء الأطفال والنساء والجوع وتعطيل المستشفيات المعطلة والأطقم الطبية المستهدفة وغيرها من المشاهد المؤلمة، إلا أنه يظهر مشهد وحالة غريبة جدًا من أرقى أنواع الحياة سواء كان المدنيين نفسهم بثباتهم وصبرهم، وهذه رسائل مهمة تعزز صمود المقاومين.
وتابع محمود، بعد ثلاثة عشر شهرًا من الحرب أصبحنا في مرحلة مهمة جدًا وهي مرحلة بوادر الإعياء، فنحن اليوم أمام اعياء قتالي واعياء في عمليات جيش الاحتلال الاسرائيلي، وقد تحول هذا الإعياء إلى اعياء اسرائيلي ومشكلة إسرائيلية حقيقية في استمرار الحرب خاصة في ظل النقص الحاد في القوى البشرية.
وذكر أن جيش الاحتلال يعاني من نقص في الدبابات والآليات ولا يوجد أحد في العالم قادر على تعويض الاحتلال هذا النقص، معربًا عن اعتقاده أن كلفة وجود "اسرائيل" الآن أصبحت غير مقبولة عالميا.