كشف حسين بنات الشاهد الرئيسي في قضية اغتيال الشهيد المغدور نزار بنات وابن عمه، اليوم الخميس، عن كواليس اعتقاله قبل نحو عشر أيام من قبل أجهزة أمن السلطة في الخليل، مؤكدا تعرضه لمحاولة اغتيال وتلقيه تهديدات بالقتل.
وأفرجت أجهزة أمن السلطة مساء الخميس عن الشاب حسين بنات بعد اعتقال دام عدة أيام، إذ تعرض للضرب والتعذيب أثناء وخلال اعتقاله قبل أن يتلقى تهديدات بالقتل؛ كونه الشاهد الرئيس في القضية.
وبعد الإفراج عنه، قال حسين بنات في حديث خاص بوكالة "شهاب" للأنباء : "ما حصل معي هو محاولة اغتيال كما تم اغتيال نزار (..) أكثر من 50 عنصر جاءوا وطلبوا مني الذهاب معهم، فطلبت منهم مذكرة اعتقال أو إحضار بطريقة قانونية فلم يتم الاستجابة وقاموا بضربي بشدة بالأيدي والأرجل والأسلحة التي معهم وتعرضت لصعقات كهربائية وشتائم بألفاظ نابية".
وأضاف : "ذهبوا بي مباشرة إلى المقاطعة في مقر الأمن الوطني بالخليل وانهالوا علي بالضرب المبرح لمدة عشر دقائق تقريبا"، مستطردا : "الجميع يعلم أني أعاني من أمراض صحية مزمنة وخطيرة ولم يتم تحويلي لأي مستشفى وواجهت إهمالا طبيا".
وتابع حسين بنات : "لم يستطيعوا اغتيال جسديا بعد التأييد بحقي في الشارع العام، فحاولوا اغتيالي نفسيا"، كاشفا أنه تعرض لتهديدات بالقتل حال لم يغير شهادته بحق المتهمين الـ14 بقتل نزار بنات.
وأشار إلى أنهم حاولوا تلفيق تهمة له بإطلاق النار على منزل ثائر أبو جويعد إضافة إلى أربع قضايا أخرى لا أساس لها.
وبحسب حسين بنات، فقد تعرض أثناء اعتقاله للتهديد بالقتل، وقالوا له "إن لم تصمت وتغير شهادتك سنعذبك ونقتلك"، مبينا أنهم يريدون منه تبرأة القتلة والقول إن نزار قاومهم وشتمهم لحظة اعتقاله وأنه كان يمتلك سلاحا وأمور باطلة أخرى.
وذكر أنه سيعرض على المحكمة مجددا بعد أسبوع من الآن وسيتم محاكمته بتهم "ملفقة ولا أي أساس لها".
ورغم ذلك، شدد الشاهد الرئيس قائلا : "سيتم استدعائي للشهادة بقضية نزار وسأشهد الحق ان شاء الله. لن نخاف ولا نساوم على دماء نزار الذي هو ابن للشعب الفلسطيني ونحن لا نملك منه الآن إلا اسم العائلة".
وأفاد حسين بنات بأنه روى الرواية المفصلة حول اغتيال نزار بنات للنيابة العسكرية، مضيفا أن "هناك تفاصيل ومفاجآت سيتم الإعلان عنها قريبا".
وفي سياقٍ متصل، حذر المحامي الحقوقي بلال محفوظ من غياب حسين بنات عن الشهادة في قضية اغتيال نزار؛ لأنه شاهد رئيسي، موضحا أن غياب شهادته سيؤدي إلى ضعف القضية وعدم إثبات التهدئة وبراءة المتهمين.
وقال إن "ما حدث مع الشاهد (حسين بنات) هو استبعاد أحد الشهود على ملف الدعوى وبالتالي إضعاف جانب إثبات التهمة على من قاموا بهذا العمل (جريمة اغتيال نزار)".
وبحسب الحقوقي محفوظ، فإنه على الشاهد (حسين بنات) توجيه شكوى لدى الاستخبارات وضد من قام بتهديده وأن يثبت الشكوى، مضيفا : "يجب أن يتم استكمال الشهادة الحقيقية أمام النيابة وعدم تغييرها".