اعتداءات متكررة تعرض لها نجله

تقرير غزة تكرّم الأسير زكريا زبيدي والسلطة تحاول النيل منه

شهاب - خاص

فجّر مشهد الاعتداء الوحشي على الفتى محمد نجل الأسير والقيادي في حركة "فتح" زكريا الزبيدي، من قبل أجهزة أمن السلطة في جنين، غضبا واسعا في الشارع الفلسطيني، وسط مُطالبات بالتحقيق ومحاسبة المتورطين ومن خلفهم.

واعتدّت أجهزة السلطة الليلة الماضية، بالضرب المُبرح بالهراوات والأيدي على عدد من الشبان بينهم محمد (17 عامًا) نجل الأسير الزبيدي، واعتقلتهم، قبل أن يرد مسلحون غاضبون بإطلاق نار كثيف على مقرات أمنية في جنين ما اضطرها للإفراج عنه.

والد محمد "الأسير زكريا الزبيدي" من أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى في الضفة خلال انتفاضة الأقصى وهو أحد أبطال عملية "نفق الحرية" الستة الذين تمكنوا من الهروب من سجن "جلبوع" في شهر سبتمبر العام الماضي قبل اعتقالهم لاحقا.

وعقب اعتقال "الأسرى الستة"، صمتت السلطة كما عادتها وتكلمت المقاومة مطمئنة إياهم، فقد أعلن "أبو عبيدة" الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أن أي صفقة تبادل لن تتم دون أسرى نفق الحرية.

وبعد أشهر قليلة من هذه العملية التي هزّت كيان الاحتلال وسبّبت مشكلة وإحراج كبير "لسلطة التنسيق الأمني" خاصة أجهزتها في جنين مسقط رأس الزبيدي، أرادت السلطة الانتقام منه، إذ لا ينفصل ذلك عن حربها المستمرة ضد المقاومين والمناضلين.

هذا ما أكدته تصريحات شقيقة الأسير زكريا وعمّة محمد عقب اعتقاله الليلة، إذ نشرت صورتيهما عبر حسابها بموقع "فيسبوك"، وكتبت : "الطرف الأول يضعون اسم زكريا على رأس صفقة التبادل والطرف الثاني يعتدون على ابنه بالضرب. شتان بين الطرفين".

"استهداف متعمد"

وبهذا الصدد، اعتبرت عائلة الزبيدي، بعد الإفراج عن ابنها محمد صباح السبت، أن ما يحدث مع نجل زكريا من قبل أجهزة أمن السلطة "استهداف متعمد"، كاشفة أن اعتداء الليلة هو الثاني خلال أقل من شهرين، بهذه الطريقة الوحشية والهمجية.

 وأكد يحيى الزبيدي شقيق الأسير زكريا وعمّ محمد أن "جهات متنفذة في السلطة تحاول النيل من شقيقي زكريا من خلال اعتقال نجله محمد وما يُثار عن سبب اعتقاله مجرد سخافات".

وأشار الزبيدي في تصريحات خاصة تابعتها "شهاب" إلى أنه سبق لأجهزة السلطة الاعتداء على محمد، على الرغم من معرفتهم أنه ابن الأسير زكريا، واصفا سلوكهم بـ"قطاع الطرق".

قال : "تعرضوا له في منتصف الشارع وقال لهم إنه ابن زكريا وردوا عليه (انت بدك تغلبنا انت وأبوك)"، مضيفا أنهم كرروا الاعتداء عليه الليلة بطريقة غير لائقة ومرفوضة. وفق حديثه.

"عصابة لا حاجة لهم"

ووصف أجهزة أمن السلطة بأنها "عصابة لا تتعامل مع المواطنين كأبناء شعب واحد وأنهم مسؤولين عنه وعن تطبيق القانون"، معتبرًا أنهم يريدون أن يصل الناس إلى مرحلة يرفضها شعبنا وهي تتمثل في "غياب القانون وسيادة شريعة الغاب".

وشدد عمّ محمد زكريا الزبيدي على أنه لا حاجة لوجود الأجهزة الأمنية إذا لم تحترم الشعب وتعاملت معه بهذه الطريقة، مؤكدا أن مهمة الأمن الأساسية حماية المواطنين وليس ملاحقتهم والاعتداء عليهم.

زكريا الزبيدي.jfif
 

"إهانة للحركة الأسيرة"

ولقي اعتداء قوات أمن السلطة على الفتى الزبيدي إدانة واستنكارًا حقوقيا واسعا، حيث اعتبرت المؤسسات الحقوقية، ما قامت به السلطة "سلوك عصابات وخروج عن القانون"، داعية إلى إحالة العناصر المتورطين إلى القضاء.

وقالت مجموعة "محامون من أجل العدالة" إن هذا السلوك يعكس حالة عدم انضباط في صفوف عناصر الأمن، وتجاوزاً فاضحاً للقانون، داعية إلى ضرورة كبح هذا السلوك المتكرر الذي بات يمثل نهجاً دائماً في التعامل مع المواطنين.

بدورها، طالبت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، النائب العام بفتح تحقيق جدي في ملابسات وظروف الاعتداء وسحل المواطن محمد الزبيدي؛ بما يضمن إحالة جميع المتورطين في ذلك للقضاء.

فيما أكد الراصد الحقوقي، أن "هذا السلوك يعكس حالة عدم انضباط في صفوف عناصر الأمن التابعة للسلطة، ويمثل تجاوزاً فاضحاً للقانون، فضلاً عن كونه يمثل إهانة للحركة الأسيرة بالاعتداء على نجل أحد رموزها".

"استهداف جنين"

وتشهد مدينة جنين ومخيمها اشتباكات ومناوشات بين الفينة والأخرى بين مسلحين يتبعون لفصائل المقاومة الفلسطينية وقوات السلطة التي تتعقب المقاومين، في إطار التنسيق الأمني مع الاحتلال.

وبهذا الصدد، كشف رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، قبل أيام، أن "جيشه كان على وشك بدء عملية عسكرية واسعة في جنين قبل ثلاثة أشهر، لكن أجهزة أمن السلطة قامت بالمهمة بدلا عنه".

وقال كوخافي في تصريحات نقلتها القناة 12 العبرية وترجمتها "شهاب" إنه "بفضل الضغوط التي مارستها إسرائيل على السلطة الفلسطينية، دخلت أجهزتها الأمنية إلى أزقة مخيّم جنين الضيّقة، وعملت ضدّ النشطاء (المقاومين) هناك".

ووفق كوخافي، جاء ذلك بعد تزايد العمليات في جنين خصوصا بعد هروب الأسرى الستة من سجن "جلبوع" واستعداد المقاومين هناك لحمايتهم.

المصدر : خاص شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة