شهاب- عبد الحميد رزق
أكد مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، الدكتور محمود العجرمي، أنّ الغموض حول قضية وفاة الراحل ياسر عرفات، سيستمر حتى يجري تشكيل لجنة تحقيق دولية لها، كون أنّ "أعضاء لجنة التحقيق التي شُكّلت عام 2010 برئاسة اللواء توفيق الطيراوي، ليسوا أمناء على كشف هذه الحقيقة"، حسب قوله.
وأضاف الدكتور العجرمي في تصريح خاص بوكالة "شهاب" للأنباء، اليوم الأربعاء، أنّ "رغم كل ما جرى من تحقيقات فإن القضية مازال يكتنفها الغموض، فلجنة التحقيق لم تكن جادة بشكل كافٍ في هذا الملف، بدليل أن بعضًا من أعضائها سافروا وغادروا فلسطين، وإمكانية الوصول إليهم باتت صعبة ومستحيلة".
وتابع "أيضا هناك من أعضاء اللجنة من رفضوا أن يستجيبوا للتحقيقات، وهذا يؤكد أن الغموض مهدّف ومقصود، ولو كان هناك جدية لهذه اللجنة وتضم أفراد مسؤولين ويهمهم كشف الحقيقة لكانوا شُكّلوا فور استشهاد عرفات، وما تأخرت ست سنوات".
وأرجع سبب الكشف عن هذه التسريبات في الوقت الراهن، إلى "الصراعات المحتدمة حاليًا بين من يعدون أنفسهم "الورثة الشرعيين" لرئيس السلطة محمود عباس، وحين ذاب الثلج وظهر المرج بدأت هذه الصراعات بين هذه الأطراف بالظهور بشكل أكبر".
وأردف مساعد وزير الخارجية الأسبق "عرفات ليست شخصية ثانوية لكي يتأخر التحقيق في وفاته كل هذه المدة، عرفات قاد النضال الوطني لربع قرن ومثله الكثير في تاريخ العمل السياسي الفلسطيني وكذلك كشخصية مرموقة على المستوى العربي والإقليمي والدولي"، لافتًا إلى أنّ "ما استثار وأحيا القضية مجددًا بعد أعوام هي التحقيقات الاستقصائية التي أعدتها شبكة الجزيرة وليست دوافع شخصية".
واستطرد "لو كانوا جادين لاستنسخوا تجربة لبنان على سبيل المثال، حين شكلت لجنة دولية للتحقيق في وفاة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وكذلك لجان دولية أخرى للتدقيق في وفاة الكثير من الرموز الوطنية لكثير من الدول والشعوب أو حتى برفعها لمحكمة الجنايات الدولية".
يذكر أنّ وكالة (شهاب) للأنباء حصلت على نسخ من محاضر التحقيق مع شخصيات رفيعة في السلطة الفلسطينية في ملف اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات.
اقرأ/ي أيضاً: شهادات مسربة.. عباس رفض مساعدة عرفات وقت حصاره لأنه دعم الانتفاضة
وتكشف الوثائق، تفاصيل ما تحدثت به قيادات من السلطة وحركة فتح للجنة التحقيق التي تم تشكيلها برئاسة اللواء توفيق الطيراوي في أكتوبر 2010.
اقرأ/ي أيضاً: وثائق مسربة .. هكذا اغتيل عرفات وهذه تفاصيل خلافاته مع أبو مازن!
وكان الطيراوي، قد أصدر بتاريخ 1 نوفمبر/تشرين ثاني 2022 بيانًا أكد فيه أن وثائق تحقيق تتعلق بوفاة عرفات "تمت قرصنتها وتسريبها". وشدد الطيراوي على أن تلك الوثائق "سرية لضمان سلامة سير التحقيق، إلى حين الوصول إلى الحقيقة الكاملة" المتعلقة بأسباب وفاة عرفات.