خاص - شهاب
تكفّلت بلدة "حوارة" جنوب مخيم نابلس مجددًا، بمسؤولية بعثرة أوراق التفاهمات والاجتماعات الأمنية، التي يعقدها الاحتلال مع السلطة برعاية عربية وأجنبية، من أجل وأد مقاومة الضفة؛ وذلك عبر تنفيذ مقاوميْن عمليتي إطلاق نار، تزامنا مع اجتماعيْ "العقبة وشرم الشيخ" الأمنيين تواليًا.
وعقب اجتماع "العقبة الأمني" نفّذ الشهيد المقاوم عبد الفتاح خروشة عملية إطلاق نار في بلدة حوارة قتل خلالها مستوطنيْن، فيما ترجّل المقاوم ليث نصار الأحد 20 مارس 2023، وأطلق النار صوب مركبة "إسرائيلية" في ذات البلدة وأصاب اثنين من المستوطنين، تفاوتت حالتهم الصحية بين المتوسطة والخطيرة، قبل أن يعلن جيش الاحتلال اعتقال المنفذ.
ويرى محللون سياسيون وقادة فصائل، أنّ عملية أمس أوصلت رسالة واضحة للمشاركين في اجتماع شرم الشيخ الأمني وقبله العقبة، بأن أي مخرجات أمنية تحاول مَنع المقاومة أو الالتفاف عليها مصيرها محتوم بالفشل.
"لن تنجح"
المحلل السياسي، عبد الله أبو سبت، ذكر أنّ "إجراءات الأطراف المُشارِكة في القِمم المُتتابعة واللقاءات العَلنية والسِرية لن تنجح في السيطرة على المجموعات الفدائية في الضفة الغربية والحد من نشاطها، في ظِل تزايد وتيرة عمليات إطلاق النار وصد الاقتحامات الإسرائيلية على المدن والمخيمات الفلسطينية، والتي كان آخرها عملية حوارة أمس جنوب نابلس".
وفقًا لحديث أبو سبت مع وكالة (شهاب) للأنباء، فإنّ "هذه العملية تشابهت بذات المكان والظروف التي رافقت انعقاد اجتماع العقبة قبل أسابيع، في إشارة واضحة من المقاومة للمشاركين في الاجتماعات الأمنية (إن عُدتم عُدنا)".
وبيّن أبو سبت أنّ "العملية تؤكد على أنّ أي مخرجات أمنية تحاول مَنع المقاومة أو الالتفاف عليها مصيرها الفشل، لاسيما في ظل الاحتضان الشعبي والفصائلي الذي يشدد على رفض المشاركة في هذه اللقاءات العبثية والتي لم تقدم أي نتائج حقيقية على صعيد كبح جماح الاحتلال ومنعه من ارتكاب المجازر ضد شعبنا".
واستدل أبو سبت بذلك على ما أظهرته العديد من استطلاعات الرأي والتي كان آخرها ما أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، والذي أظهر أن الغالبية العظمى من الجمهور الفلسطيني تُعارض مُشاركة الجانب الفلسطيني في مثل هذه اللقاءات بنسبة تصل 73%".
ولفت المحلل السياسي، إلى أنّ القيادة المتنفذة في السلطة تخالف التوجه الشعبي الفلسطيني بمواصلة مقاومة الاحتلال، عبر مشاركاتها المستمرة في الاجتماعات الأمنية، بغية تحقيق بعض الامتيازات والمصالح الشخصية والتي في جوهرها لا تخدم إلا أنفسهم.
وأوضح أنّ حكومة الاحتلال الفاشية لا تعطي أي اهتمام لأي مخرجات لا تحقق أهدافها، وهو ما يمكن رؤيته من سلوك جيشها اليومي في الاقتحامات والاغتيالات وسياسة الهدم ونسف البيوت حتى في المناطق التي تقع ضمن سيطرة السلطة الفلسطينية، ما يثبت أنها لا تريد من مشاركتها تلك غير تحقيق أهدافها في تحقيق الأمن والاستقرار لها.
"ستبوء بالفشل"
من جانبه، أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمود مرداوي، أنّ الاجتماعات الأمنية التي تُعقد بين السلطة والاحتلال "الإسرائيلي" برعاية أمريكية، ستبوء بالفشل أمام إرادة وتحدي شعبنا العظيم.
وأشاد القيادي مرداوي في تصريح لوكالة (شهاب)، بقوة شعبنا وقدرته على إرسال السياسية الصريحة للاحتلال وأعوانه بأنّ كل محاولات قتل روح المقاومة وكسر إرادته ستبوء بالفشل.
وأكد مرداوي أنّ "كل الاجتماعات الأمنية سواء العقبة أو شرم الشيخ أو غيرها لن تنجح في كسر إرادة ومقدرات شعبنا التي لا تنفذ، مضيفا أن "قدرة شعبنا على الرد وإرسال الرسائل قوية ولن تنتهي".
كما شدد على أنّ "عمليات الاغتيال والاستهداف المباشر للمقاومين في فلسطين أوسوريا، والحصار والتهويد والاستيطان في أراضينا الفلسطينية؛ سيعقبها رد مباشر وسريع، لأن ثورتنا المباركة جعلت كل شعبنا الحر يتولى أمر مشروعه التحرري".