شهاب - تقرير خاص
لم يكن يعلم الشاب فوزي مخالفة أن يوم 21 من تموز آخر يوم في حياته، فقد كان يعيش أيامه بحب وأمل وعمل بعيدًا عن كل ما يسبب التعب والالام.
فوزي هاني مخالفة شاب في التاسعة عشر من العمر، ولد في بلدة سبسطية شمال غرب مدينة نابلس، لم يطمح سوى بالعيش بحياة آمنة بين اهله وخلانه، فوزي له شقيق واحد وست شقيقات، يمارس اعماله اليومية كسائر أقرانه من الشبان الفلسطينيين.
وتحدثت والدة الشهيد بقلب مكسور وعين دامعة واصفةً إياه بأنه صاحب شخصية لطيفة وروح مرحة تحب الحياة وجميع الناس ويتسابق مع ذاته في خدمة غيره والرقي ببلدته.
وبعيون تملؤها الحسرة والألم قال هاني مخالفة والد الشهيد في حديث لوكالة لـ "شهاب" للأنباء: " كنت بصحبة فوزي قبل ساعات من استشهاده لحضور حفل زفاف أحد شباب القرية وعرضت عليه خلال الحفل فكرة الزواج فردّ ضاحكا " لسه بكير يابا".
ففي مساء يوم الجمعة، خرج الشاب فوزي مع أحد أصدقائه في نزهة في البلدة، وأثناء عودته الى المنزل تفاجأ بوجود مجموعة كبيرة من جنود الاحتلال على أحد مفترقات البلدة التي بدورها سارعت باطلاق وابل من الرصاص باتجاه السيارة مما أسفر عن ارتقاء الشاب فوزي واصابة رفيقة بعد منع سيارات الاسعاف والاهالي من الاقتراب منهم وتقديم الإسعاف لمدة تزيد عن نصف ساعة.
وقال شهود عيان لـ"شهاب" أن الشاب تفاجأ بوجود جنود الاحتلال الذين بادروا بإطلاق النار تجاه السيارة بشكل مباشر حيث وصل عدد الرصاصات لأكثر من خمسين رصاصة، بعضها أصاب الشهيد فوزي في رأسه ما أدى الى فقدانه السيطرة على السيارة ما أدرى إلى ارتطامها بالحائط، الأمر الذي يؤكد اعدامه بدم بارد واصابة رفيقه واعتقاله.
وصرح مدير الاسعاف في الهلال الأحمر أحمد جبريل: " انه تم استلام جثمان الشهيد بعد اطلاق عدد كبير من الرصاص على سيارته واصابته برأسه بشكل مباشر.
من جانبه، ردّ رئيس مجلس سبسطية على زعم بيان جيش الاحتلال تعرض قواتهم لمحاولة دعس بالقول: "هذا الادعاء هو محاولة للمراوغة والتهرب من جريمة الاعدام الميداني بحق الشاب فوزي مخالفة".
وشيعت جماهير غفيرة اليوم السبت، جثمان الشهيد فوزي الذي انطلق من مستشفى رفيديا الحكومي الى مسقط رأسه في بلدة سبسطية، وردد المشيعون عبارات تنادي بالثأر والانتقام.
وبارتقاء الشهيد فوزي يرتفع عدد الشهداء منذ بداية العام الحالي الى 205 شهيد بينهم 38 طفل.