خاص _ حمزة عماد
شوارع وأزقة قطاع غزة حزينة، وجوه الكبار والصغار من أبنائه شاحبة، لا يوجد في أعينهم أي بارقة ولو صغيرة تعبر عن فرحتهم بقدوم عيد الأضحى المبارك.
تكبيرات العيد تأتي هذا العام وسط ضجيج كبير مصحوب بصوت الصواريخ والقنابل، وأزيز الرصاص الذي يسيطر على قطاع غزة بسبب حرب الإبادة التي تضربه منذ ثمانية شهور، تزامنًا مع انشغال عربي ودولي.
لسان حال الغزيين من شمال القطاع إلى جنوبه يقول: "بأي حال جئت يا عيد"، في خيام يغزوها الحر، أم في شمال تغزوه المجاعة.
عيد في خيمة
الحاج سليم عبد ربه قال لوكالة "شهاب" للأنباء، إن عيد الأضحى طل علينا حزين كأنه يعلم ما يحل على أهل غزة من ظلم وطغيان وجبروت من القريب والبعيد.
وأوضح عبد ربه خلال حديثه، كيف للإنسان أن يشعر بالعيد والجراح تحيط به من كل جانب؟، إن لم تفقد عائلتك أو فردًا منها، تفقد منزلك، إن لم تفقد منزلك، تفقد شيء تحبه، فالعيد جاء والابتلاءات موزعة على سكان قطاع غزة.
وتابع "نجلس في خيام يغزوها الحر، ونحاول أن نعظم شعائر الله بالتكبير، وأن نقوم بقدر ما نسطتيع"، مشيرًا إلى أن العيد هذا العام يأتي من دون أي طقوس ولا شعائر، فالحرب دمرت كل شيء.
لا شعائر قائمة
وقال المواطن سعيد العفيفي، إن عيد الأضحى يأتي هذا بلا أضاحي ولا أي شعائر، مشيرًا إلى أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني وتحديدًا في قطاع غزة لا يجعل المواطنين يشعرون بالعيد أو يحتفلون به
وأكد العفيفي خلال حديثه لوكالة "شهاب"، أن الحزن يغيم على الكبير والصغير رغم قدوم العيد، مبينًا أن كل بيت في هذا القطاع وكل خيمة عاشت من الألم والحزن ما عاشته.
وطالب الدول العربية أن تقف مع أهل غزة وأن يكون لها موقفًا واضحًا من استمرار حرب الإبادة المستمرة، مشيرًا إلى أن أهل غزة الوحيدين في العالم الذين يستقبلون العيد في ظروف قاسية وصعبة.
عيد ثاني يأتي على أهل غزة وهم وتحت وطأة الدمار واستمرار الحرب، ولكن عيد الأضحى هذا العام يأتي بلا شعائر ولا أضاحي بسبب حصار مطبق وحرب جائرة وعالم ساكن صامت.