تقرير تكيَّات الطَّعام.. الملاذ الوحيد للنَّازحين للحصول على طعامهم في ظلِّ استمرار الحرب

تكيَّات الطَّعام.. الملاذ الوحيد للنَّازحين للحصول على طعامهم في ظلِّ استمرار الحرب

خاص _ حمزة عماد

طابور "التكية" أصبح أمرًا مسلمًا بالنسبة للنازحين والمواطنين في قطاع غزة، من الطفل الصغير حتى من اشتعل رأسه شيبًا بسبب ويلات الحرب المدمرة.

"أنا أخذت.. أنا لا" هذا هو الحديث الدائر بين النازحين الذين يصطفون في طابور التكية منذ بداية الحرب، كلٌ يسعى للحصول على قوت يومه، لا طعام متوفر، ولا عمل لسد رمق الحياة، الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان القطاع لا يوصف.

أصبح الوصول للطعام والشراب في قطاع غزة من شماله إلى جنوبه مسألة ترهق النازحين والمواطنين في مختلف أماكن تواجدهم، بعد مرور عام على حرب الإبادة الجماعية يواصل الفلسطيني رحلة المعاناة بسبب إغلاق المعابر واستمرار الحصار ومواصلة الحرب.

عام على المعاناة

يحمل أواني الطعام ويصطف في طابور "التكية" للحصول على ما توفر من طعام لسد جوع عائلته، الحاج أبو عيسى سرور يقف كغيره من الأشخاص ليحصل على نصيبه من الطعام، يقول لوكالة "شهاب" للأنباء، إن الظروف الصعبة التي يتعرض لها النازح هي من دفعته لهذا الأمر.

وأوضح الحاج سرور، أن غلاء الأسعار وعدم توفر الخضروات ومستلزمات الطعام، دفع النازحين للوقوف على طابور التكيات لساعات طويلة.

وأشار إلى أن الوضع المعيشي بعد عام من الحرب صعب جدًا، لا عمل ولا يوجد مصدر دخل للنازحين، مبينًا أن اعتمادهم كعائلة بشكل كامل على "التكية".

وتابع حديثه " لا مجال لأي شخص فينا أن يقوم بإعداد الطعام، فكل شيء مكلف، تحتاج لحطب وتحتاج لمستلزمات وتحتاج لكثير من الأمور، ويادوب الشخص قادر يعيش، علشان هيك التكية بتوفر كثير وبتساعدنا في الحياة".

التكية الملاذ الوحيد

ليس الرجل من يقف على التكية للحصول على الطعام، فالنساء الغزيات لهن نصيب في هذا الطابور، من تسند عائلتها وتقف بجانبها في الأوقات الصعبة، هي كزيتون فلسطين شامخة صامدة لن تكسرها الحرب.

النازحة سوسن عنبر قالت لوكالة "شهاب" للأنباء، إن التكية هي الملاذ المتبقي لنا كعائلات مستورة في ظل الوضع الصعب الذي نمر به.

وأوضحت عنبر في حديثها أنها هي واحدة من النساء اللواتي يقفن للحصول عن قوت أولادها لأنها وحيدة في جنوب القطاع، وزوجها بقي في شمال القطاع، مبينة أن من واجبها أن تسند عائلتها.

وتابعت حديثها "أنت كفلسطينية يجب أن تتحملي الصعاب، وأن تكوني الأب في غيابه والسند أيضًا، عائلتي نموذج من العائلات الغزية التي تعاني، ولكن نعيش كما يعيش الناس حتى تخلص الحرب".

وبينت عنبر أن التكية تساعد العائلات بشكل كبير، موضحة أنه لا خضار ولا طعام متوفر في الأسواق والتكية تكفي في الغرض بشكل كبير

مستويات جوع كارثية

وقال برنامج الأغذية العالمي، إن "نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون مستويات كارثية من الجوع".

وأضاف البرنامج الأممي -في منشور على حسابه بمنصة إكس- أن "العائلات الفلسطينية بغزة لا تحصل في أغلب الأحيان على الحصص الغذائية الكاملة وبشكل مستمر".

وأوضح أن "إمكانية الوصول غير الموثوقة للمساعدات الإنسانية والمخزونات المحدودة تحول دون حصول العائلات بغزة على الحصص الغذائية التي يحتاجون إليها".

وفي ظل تواصل العدوان على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، أصبحت التكيات الخيرية المصدر الوحيد لوجبة الطعام اليومية للعديد من العائلات النازحة.

رغم تكرار نفس الأصناف يومياً مثل العدس والمعكرونة، يبقى الطعام الذي تقدمه التكيات أفضل من مواجهة الجوع التام، في وقت يتعذر فيه على العائلات شراء اللحوم أو حتى الطهي في ظل ارتفاع أسعار الوقود وندرة الموارد.

ويعاني أطفال غزة من الجوع والفقر في مشهد مأساوي يتجلى أمام بوابات التكيات، حيث يصطف الأطفال والنساء بانتظار وجبة يومية قد تكون الوحيدة المتاحة لهم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة