مخول لـ"شهاب": إمكانية تدحرج الأمور لحرب إقليمية قائمة كما لم تكن يوماً ما

خاص – شهاب
قال المختص في الشأن "الإسرائيلي" أمير مخول، إن إمكانية تدحرج الأمور لحرب إقليمية شاملة تكون جبهتها المركزية بين "إسرائيل" وحزب الله، قائمة كما لم تكن يوما.

وأضاف مخول في تقدير موقف أرسله لـ"شهاب"، أن الحالة القائمة على شفا حرب إقليمية وعلى المؤسسة القلق وترقب التداعيات النفسية والعسكرية والاقتصادية التي تحيط بمعظم الأطراف المذكورة، والتقدير أنه لا يوجد طرف معني وقادر على خوض حرب إقليمية، سوى "إسرائيل" وفقط إذا ضمنت غطاء حربياً أمريكياً فعلياً سواء أكان ذلك بقرار أمريكي مسبق أم بتوريط "إسرائيلي" مقصود للولايات المتحدة.

وبيّن أن اختلاف طبيعة الاستهدافات بين الأطراف قد تتيح لكل طرف القبول بما حقق والعودة إلى معادلة الردع المتبادل.

وأوضح مخول أن استراتيجية إيران هي الإبقاء على الصبر الاستراتيجي ودمجه بمحور وحدة الساحات، عبر المضي في بناء قدراتها الاقتصادية والعسكرية وتعزيز نظامها والمشروع النووي بالشكل المعنية به، وترسيخ منظومة حلفائها اقليميا ومعظمهم تنظيمات غير دولانية أو شبه دولانية، كل ذلك لتكون بمنزلة دولة عظمى اقليمية غير مهدَّدة وذات نفوذ اقليمي ودولي.

وبيّن أن غاية إيران الحالية هي في الأساس الردع من خلال الرد على اغتيال هنية في عاصمتها وذلك لتعزيز استراتيجيتها الاقليمية وتعزيز موقعها؛ كما أن من المتوقع أن تكون ضربة ايرانية قوية محسوبة، لأن المواجهة ستكون مع "إسرائيل" ومع الجيش الأمريكي وربما جيوش أخرى أوروبية.

وتابع :" إيران ليست معنية كما يبدو بالحرب، ومن المحتمل إذا كان القرار محصورًا بها أن تلتزم كدولة بمبدأ الصبر الاستراتيجي الدفاعي في جوهره، والاستعاضة عن التوجه الهجومي المباشر بإلقائه على مسؤولية حلفائها في محور المقاومة والذين تمدهم بمقومات القدرات العسكرية الأساسية، لكنها قد تتورط في حرب كبيرة وهذا منوط بإسرائيل أيضًا".

أما عن استراتيجية حزب الله فقال مخول: "غاية حزب الله الآنية هي استعادة وبناء معادلة الردع على أسس جديدة بعد استهداف "اسرائيل" للضاحية وتصفية القائد العسكري فؤاد شكر، وضمان عدم الحاق الدمار الشامل بلبنان، وعليه فإن الاحتمالية هي السعي الى تسديد ضربة قوية "لإسرائيل" بمستوى تدفيع الثمن الرادع على الاستهداف المذكور".

وبالنسبة "لإسرائيل" فأشار المختص في الشأن الإسرائيلي:" الاستراتيجية الاسرائيلية هي في طبيعتها هجومية عدوانية تسعى الى حرب استباقية إن استطاعت، وتعتبر أن حروبها الحالية وحصريا منذ السابع من اكتوبر 2023 تشكل خطرا وجوديا وفي حالة حرب وجودية، وتسعى إلى تفكيك وحدة الساحات وفصل الرابط بين وقف النار في إطار صفقة مع غزة عن التعاطي مع الجبهة الشمالية؛ وإلى توجيه الضربات إلى كل جبهة على حدة باستهداف مقومات قوتها وتصفية قدراتها وقياداتها العسكرية والسياسية".

وتساءل مخول:" هل تبدأ استراتيجية اسرائيل بتفكيك وحدة الجبهات من "رأس الاخطبوط" أم خطوة بخطوة ولأمد طويل لا يمكن أن ينحصر بالخيار العسكري، وهل تكون على استعداد لدفع ثمن التهدئة المستدامة اقليميا بقيام دولة فلسطينية؟".

وأضاف:" لا تبدو قوى إسرائيلية حاكمة أو تصبو الى الحكم قادرة على دفع هذا الثمن أو معنية بدفعه من توفير باب الأمن القومي طويل الأمد".

وأشار إلى أن "إسرائيل" تفتقر لأي أفق سياسي وهذه مسألة باتت في العقدين الأخيرين بنيوية أكثر منها سياسية حزبية فحسب، استراتيجية منع قيام دولة فلسطينية في الضفة والقطاع تجعلها تعتمد استراتيجيات "ادارة الصراع" و "المعركة بين الحروب" و"تقليص الصراع" وكذلك الاستراتيجية الامريكية "التحالف الابراهامي" المستند إلى التطبيع وحرف محورية الصراعات الاقليمية عن فلسطين.

وأوضح:" إسرائيل ذاتها قد تقبل بحل سياسي نتيجة مفاوضات وجهود دبلوماسية مع لبنان، ويعود ذلك إلى توازنات القوى ومعادلة الردع والثمن نتيجة للحل العسكري، وفي حال حسم القرار الاسرائيلي فلن يكون من المستبعد ألا تنتظر الردود، بل أن تقوم هي بحرب استباقية مكثفة".
 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة